تاريخ مكة قبل الاسلام وقبل الفتح
الجزء الرابع عشر
تاريخ مكة قبل الاسلام وقبل الفتح / جزء 14
تاريخ مكة قبل الاسلام وقبل الفتح / جزء 14
المصلحة الاقتصادية جعلت كعبة مكة محجا لكل العرب
وفي الجانب الديني، عمل القرشيون جاهدين (ق.س) على أن يجعلوا من مكة كعبة وحجاً لكل العرب. ولم يكونوا يسعون بهذا إلى «وحدة الديانة الوثنية»، بقدر ما كانوا يسعون إلى «وحدة مكان العبادة» من أجل مصلحة تجارية واقتصادية بحتة. فقد استثمرت الأرستقراطية المكيّة الكعبة استثماراً تجارياً ذكياً، جنت من ورائها الأرباح الطائلة (انظر: مرسيا إلياد، مصدر سابق، ص 39.).
وفي الجانب الديني، عمل القرشيون جاهدين (ق.س) على أن يجعلوا من مكة كعبة وحجاً لكل العرب. ولم يكونوا يسعون بهذا إلى «وحدة الديانة الوثنية»، بقدر ما كانوا يسعون إلى «وحدة مكان العبادة» من أجل مصلحة تجارية واقتصادية بحتة. فقد استثمرت الأرستقراطية المكيّة الكعبة استثماراً تجارياً ذكياً، جنت من ورائها الأرباح الطائلة (انظر: مرسيا إلياد، مصدر سابق، ص 39.).
فالقرشيون لم يعيروا اهتماماً كبيراً لكافة الأديان من سماوية وأرضية، والدليل على ذلك أن لا دين في مكة قد تغلّب على الآخر أو طغى على الآخر. فقد ظلت المسيحية محصورة في فئة معينة من المكيين، وكذلك كانت اليهودية والمجوسية والحنيفية والصابئة. وكانت الوثنية تُشكِّل دين الأكثرية، وكانت العقائد الدينية غير السماوية بدائية وساذجة عموماً، ولم تتطور لتصل إلى مستوى وعي العقيدة اليهودية أو المسيحية.
كما إن الديانة الوثنية لم تتطور مع تطور التجارة العربية (ق.س)، وكأن العربي لم يكُ جاداً في ديانته وعقيدته أو مخلصاً لها. بل إن العربي في شمال الجزيرة العربية كان أكثر شعوب المنطقة تخلفاً دينياً. ولم يرتقِ العربي في عاطفته الدينية رقيه التجاري والاقتصادي والاجتماعي، فالجنوبيون من سكان الجزيرة العربية كانوا دينياً أرفع مستوى، حيث كانوا إما من اليهود، أو من المسيحيين، أو من عَبَدَةِ النجوم والكواكب.
أما العرب في الشمال، فكان أغلبهم من عَبَدَةِ الأصنام والأوثان. وكان للعربي إلهه الخاص به، يحمله معه في حلِّه وترحاله، وفي سفره وإقامته، وفي حربه وسِلْمه. وكان لكل بيت أو حي أو قبيلة أو مدينة آلهتها الخاصة بها.
فكانت يثرب تعبد مناة، والطائف تعبد اللات، ومكة تعبد العُزى. وكان العربي يعبد حجراً ما يوماً، فإذا وجد أفضل منه في اليوم التالي رماه وعبد حجراً آخر جديداً. فكان معبود العربي وصنمه أو وثنه هو ما يتخذه لنفسه وليس ما يقرره الزعيم الديني أو الزعيم السياسي أو رئيس القبيلة أو الكاهن. وكان بعض العرب القلة يعبدون بعض النجوم والكواكب، ويعبدون بعض النباتات والحيوانات ويتسمّون بأسمائها.
وكان للطبيعة الصحراوية الموحشة أثر كبير في لجوء العرب (ق.س) إلى عبادة الجن والغيلان والسعالي وغير ذلك.
وكان للطبيعة الصحراوية الموحشة أثر كبير في لجوء العرب (ق.س) إلى عبادة الجن والغيلان والسعالي وغير ذلك.
وكان لكل فئة وثنية إله مختلف عن الفئة الأخرى. وهذه التعددية الدينية ساعدت على الابتعاد عن العصبية الدينية، وفتحت مكة لكل الأديان لهدف واحد هو التجارة وازدهار الاقتصاد وتطوره. وتلك هي صفة العواصم التجارية المزدهرة وسمتها في التاريخ الماضي وكذلك في الوقت الحاضر. ومن هنا، نرى مكة (ق.س) قد استضافت «الأرباب المرتحلة برفقة أصحابها التجار وقامت بتبني هذه الأرباب تدريجياً. فكان أن تركها أصحابها في كعبة مكة، ليعودوها في المواسم. فكثرت المواسم الدينية وكثر الخير والبركة في التجارة» (سيّد القمني، مصدر سابق، ص 27.)
دين مكة هو اقتصادها والوثنية خدمت الاقتصاد
كيف تقدم العرب في التجارة هذا التقدم الكبير، ولم يتقدموا في ديانتهم، وبقوا وثنيين على هذا المستوى من السذاجة الدينية والتخلف الديني؟.
ولعل الجواب عن هذا السؤال هو في الوثنية ذاتها، وفي هذه التعددية الوثنية التي كانت في خدمة التجارة والحياة الاقتصادية قبل أن تكون في خدمة أي وثن أو أي صنم . فهذه السذاجة الوثنية وهذا التخلف الديني اللذان كانت فيهما قريش في مكة، هما ما ساعد على ازدهار التجارة وتطور الاقتصاد. ولو تعصّبت قريش (قبل لاسلام ) لصنم واحد أو عقيدة واحدة، لانصرف عنها العرب، وانصرفت عنها التجارة، واضمحلَّ اقتصادها.
فقد استطاعت قريش أن تستغل المواسم الدينية من حج وعمرة وزيارة، استغلالاً تجارياً واقتصادياً إلى أبعد الحدود.
ومن أمثلة هذا الاستغلال التجاري منع جلب الأطعمة مع أي حاج أو معتمر أو زائر من خارج مكة لإجباره على شراء طعامه طيلة مدة المواسم من داخل مكة. كذلك منعت قريش الطواف حول الكعبة بثياب اشتُريت من خارج مكة، وفرضت الطواف بثياب تُشترى من داخل مكة أو تُكترى من فريق الحمس (فريق قرشي)، ومن لا يتبع ذلك يطُفْ عرياناً. (انظر: حسين مؤنس، ص 179)
من ناحية أخرى، لم تكن مكة (قبل الاسلام ) صاحبة تجارة داخلية وخارجية فقط. ولكنها كانت كذلك مركزاً لتقديم الخدمات اللوجستية التجارية، كمحطة مهمة وحيوية للترانزيت التجاري. وعلى رغم أننا لا نملك وصفاً لوجستياً تاريخياً مفصّلاً لمرافق الخدمات هذه، إلاّ أن تجارة بهذا الحجم العالمي الواسع لا بُدَّ من أنها كانت تتمتع بخدمات جيدة من نُزل وخانات للتجار وأماكن لراحة القوافل، وخاصةً أن قريشاً كانت تتقاضى ضريبة مقدارها عشرة بالمائة على السقاية والرفادة (الإطعام)
من ناحية أخرى، لم تكن مكة (قبل الاسلام ) صاحبة تجارة داخلية وخارجية فقط. ولكنها كانت كذلك مركزاً لتقديم الخدمات اللوجستية التجارية، كمحطة مهمة وحيوية للترانزيت التجاري. وعلى رغم أننا لا نملك وصفاً لوجستياً تاريخياً مفصّلاً لمرافق الخدمات هذه، إلاّ أن تجارة بهذا الحجم العالمي الواسع لا بُدَّ من أنها كانت تتمتع بخدمات جيدة من نُزل وخانات للتجار وأماكن لراحة القوافل، وخاصةً أن قريشاً كانت تتقاضى ضريبة مقدارها عشرة بالمائة على السقاية والرفادة (الإطعام)
ملاحظة : (لم تقتصر السقاية على الماء فقط، ولكنها كانت تشمل عصير الفاكهة، وأنواع الخمور المختلفة.)
وتوفير الحماية الأمنية وتزويد القوافل المارة فيها بالأدلاء العارفين بالطرق والمسالك. وشكّلت موارد هذه الخدمات دخلاً إضافياً يُضاف للاقتصاد المكي، الذي لا يتم إلاّ في جو من الأمن والأمان والاستقرار المتناهي، بعيداً عن الحروب والقلاقل والنزاعات الدينية والعرقية والسياسية. وهو ما كانت قريش تحاول أن تتجنبه عندما رفضت دعوة الدين الجديد المتمثلة بالإسلام
--------------------------
وتوفير الحماية الأمنية وتزويد القوافل المارة فيها بالأدلاء العارفين بالطرق والمسالك. وشكّلت موارد هذه الخدمات دخلاً إضافياً يُضاف للاقتصاد المكي، الذي لا يتم إلاّ في جو من الأمن والأمان والاستقرار المتناهي، بعيداً عن الحروب والقلاقل والنزاعات الدينية والعرقية والسياسية. وهو ما كانت قريش تحاول أن تتجنبه عندما رفضت دعوة الدين الجديد المتمثلة بالإسلام
--------------------------
ما سبب اتخاذ الرسول بيت المقدس ليكون قبلة المسلمين وليس الكعبة
السبب ايضا اقتصادي
السبب ايضا اقتصادي
ربما لا يكترث كثيرون بقرار الرسول التوجهَ إلى بيت المقدس في صلاته ودعائه كقبلة يرضاها طيلة خمس عشرة سنة من بدء البعثة قضى منها ثلاث عشرة سنة في مكة، دون أن يخطر بباله أن الرسول، منذ البداية، قرر أن يطعن قريشاً في خاصرتها التجارية الموجعة، وأن مكان هذا الطعن هو الذي سيؤدي بقريش في النهاية إلى الخضوع والاستسلام له. وهذا ما حصل وتمَّ بالفعل في ما بعد.
فقرار الرسول أن يكون بيت المقدس، قبلة المسلمين طوال هذه الفترة، يعني أن تتحول أماكن العبادة من مكة إلى بيت المقدس، وتتحول معها بالتالي المواسم الدينية والتجارية التي تستمر أربعة أشهر (من بداية ذي القعدة حتى نهاية رجب) وما تدرها من دخل كبير، إلى بيت المقدس، وينصرف العرب عن مكة وينصرف معهم باقي المسلمين من غير العرب عن مكة ويتوجهون إلى بيت المقدس.
ولعل هذه النقطة الحساسة كانت إشارة من الرسول إلى ما يمكن أن يلحق بمكة وقريش من بعدها من أذى وأضرار إن هم أصروا على محاربته وعدائه.
كما إنها إشارة مضادة من قريش للرسول تقول: بأنك ما دمت تنوي بنا السوء والضرر من دعوتك الجديدة ـ وذلك واحد من أهدافها ـ فسوف نقاوم هذه الدعوة، ولن ندعها تنتشر وتنتزع من مكة مكانتها الدينية ومكانتها التجارية، وتنتزع من قريش بالتالي زعامتها الدينية وزعامتها التجارية
-----------------------------
كما إنها إشارة مضادة من قريش للرسول تقول: بأنك ما دمت تنوي بنا السوء والضرر من دعوتك الجديدة ـ وذلك واحد من أهدافها ـ فسوف نقاوم هذه الدعوة، ولن ندعها تنتشر وتنتزع من مكة مكانتها الدينية ومكانتها التجارية، وتنتزع من قريش بالتالي زعامتها الدينية وزعامتها التجارية
-----------------------------
الاقتصاد الاقتصاد
قال تعالى سورة القصص، الآية 58 {وقالوا إن نتبع الهدى معك نُتخطَّف من أرضنا} .. حيث تصف الاية خوف المكيين من خسارة تجارتهم اذا تبعوا الدين الجديد .
فقد كان المال والمصلحة الاقتصادية عند العرب (قبل الاسلام) على رأس أولويات المجتمع القبلي والعصبوي،. ومن أجلهما كان المجتمع يأتلف وينسى خلافاته وضغائنه مع الآخرين. فكثيراً ما كانت الخلافات تنشأ والنزاعات تنشب، ولكن المنفعة المادية والمصلحة المالية تأتيان لتفضّا هذه الخلافات وهذه النزاعات.
وقد ذكرنا في الحلقات السابقة كيف أنه عندما مات عبد الدار وأخوه عبد مناف ، أراد بنو عبد مناف وهم: هاشم وعبد شمس والمطلب، نزع وظائف السقاية والرفادة للكعبة والبيت الحرام من أولاد عمهم عبد الدار، وأجمعوا على المحارية وأخذ ذلك بالقوة. وتحالف بنو عبد مناف مع بني زهرة وبني أسد وبني تميم وبني الحارث في ما عُرف بـ «حلف المطيبين»، في حين تحالف بنو عبد الدار مع قبائل بني مخزوم وبني سهم وبني جمع وبني عدي في ما سُمّي «حلف الأحلاف»، أو «لعقة الدم» لكونهم وضعوا أيديهم في حفنة مملوءة بدم جزور، وراحوا يلعقون الدم. وكادت الدماء تسيل غزيرة من جرّاء نار هذه الحرب الضروس لو أنها قامت.
وبسبب الموقف غير المنحاز للقرشيين واحتواء محيط الكعبة على اصنام والهة من كل نوع ولكل جماعة وايضا قبولهم اليهود والنصارى وكذلك حيادهم في الصراع بين الفرس والروم ان توافد على مكة «تجار من بلاد الشام ومن العراق ومن بلاد الروم ومن بلاد فارس وغيرها.
وهؤلاء جميعاً ساكنوا المكيين وتحالفوا مع أثريائهم، ومنهم من أقام في مكة مقابل دفع جزية لحمايته وحماية أمواله وتجارته» . وبذا أصبحت مكة لكل التجار، وليست لدين واحد، أو لون واحد، أو عرق واحد. وكانت مدينة كونية (متروبوليتان).
ولعل مقاومة قريش للدين الجديد جاءت من خوف قريش من أن تصبح هذه المدينة لدين واحد وعرق واحد وجنس واحد، فتزول عنها تجارتها وتعود من جديد لفقرها وجوعها.
«فالغنيمة إذاً، أو بالأحرى الخوف من افتقادها، هو الذي جعل الملأ الأعلى من قريش يقاومون الدعوة المحمدية، ويتحالفون ضدها، ويضيّقون الخناق عليها من كل جانب.
«فالغنيمة إذاً، أو بالأحرى الخوف من افتقادها، هو الذي جعل الملأ الأعلى من قريش يقاومون الدعوة المحمدية، ويتحالفون ضدها، ويضيّقون الخناق عليها من كل جانب.
ولقد كانت قريش صريحة مع الرسول. فهي لم تدّعِ أن دينها هو الحق، بل قالت إن ما جاء به الرسول هو [الهدى] ولكنها كانت تخاف أن تفقد امتيازاتها إن هي اتبعته». وهو ما عبَّر عنه القرآن بقوله: {وقالوا إن نتبع الهدى معك نُتخطَّف من أرضنا} (سورة القصص، الآية 58(. و«نُتخطَّف من أرضنا» تعني هنا «أننا نخشى إن اتبعنا ما جئت به من الهدى وخالفنا مَن حولنا مِن أحياء العرب المشركين أن يقصدونا بالأذى والمحاربة». وفي هذا ضياع قريش وضياع أموالها وتجارتها.
--------------------------------
محمد الجابري، مصدر سابق، ص 100.
ابن كثير، تفسير القرآن، ج3، ص 19.
--------------------------------
محمد الجابري، مصدر سابق، ص 100.
ابن كثير، تفسير القرآن، ج3، ص 19.
كان والد الرسول محمد تاجراً أيضاً، وقد سافر مع العير إلى الشام في التجارة لأول مرة وآخر مرة أيضاً.
انظر: طه حسين، على هامش السيرة، ص 297.
. الطبري، مصدر سابق، ج2، ص 365
-------------------------
انظر: طه حسين، على هامش السيرة، ص 297.
. الطبري، مصدر سابق، ج2، ص 365
-------------------------
جاء الدين الجديد ليقطع رزق اهل مكة فقاوموه
كان التسليف والإقراض (قبل الاسلام) تجارة قائمة بذاتها كما هي حال الأعمال المصرفية والبنكية في هذه الأيام. وكانت تتم بموجب عقود وصكوك مكتوبة فيها كافة البيانات اللازمة عن المُقرِض والمُقترِض، ومقدار القرض وفائدته ومواعيد سداده وكيفيتها. وكان يوقع على مثل هذه العقود المُقرِض والمُقترِض وشاهدان أيضاً، كما هو الحال في هذه الأيام
وكان التسليف والإقراض مصدر رزق كبيراً لكثير من السماسرة والعملاء ورجال الدين أيضاً. وكان التجار المكيون (ق.س) لا يكنزون المال ولا يدخرونه بل يشغّلونه إما في التجارة المباشرة وإما في التسليف والإقراض. وكان رجال الدين في ذلك الوقت من أهم المصرفيين. وكانت بعض المعابد تقوم مقام البنوك والمصارف في هذه الأيام. وكانت هذه المعابد تتقاضى فائضاً في مقابل الاستفادة من المال، وخاصةً لو علمنا أن المعابد كانت غنية وكان لديها فائض كبير من المال يأتيها من أملاكها ومن حقوقها المفروضة على أتباعها. كما كانت خزانة الكعبة ذاتها مليئة بالذهب والفضة وكان سدنة الأصنام هم في الوقت نفسه الأمناء على هذه الأموال والحافظون لها والمتصرفون بها.
وكانت المعابد هي المكان الأمين لحفظ المال، على رغم أن هذه المعابد قد تعرضت للسرقة عدة مرات ومنها «خزنة الكعبة».
وبعد الإسلام عُرف الاستلاف من بيت مال المسلمين حيث استلف الخلفاء والعمال وكبار الرجال المال من «بيت المال». ومنهم من كان يرده ومنهم من لم يرد ما استلف.
----------------------------
انظر: محمد جعفر، التشكّل القومي في المنطقة العربية، ص 49، نقلاً عن هنري لامنس، الموسوعة الإسلامية، ص 439.
وانظر: جواد علي، مصدر سابق، ج7، ص 436، 451
لماذا ارتعبت مكة عندما علمت ان الرسول سيهاجر الى المدينة وحاولت قتله في تلك الليلة ؟؟
ايضا السبب اقتصادي
المنافسة التجارية بين مكة والمدينة
كان التنافس بين مكة والمدينة على المكانة التجارية والاقتصادية شديداً. وقد أفاد مكةَ في أن ترتقي إلى الدرجة الأولى في التجارة، وحدتُها الداخلية، وعدمُ وجود انقسامات بين قريش مثلاً، التي كانت هي المهيمنة على التجارة والاقتصاد (ق.س)، في حين أن المدينة كانت منقسمة على نفسها. فالأوس والخزرج كانتا قبيلتين متخاصمتين، كذلك كان اليهود في المدينة متخاصمين مع هاتين القبيلتين مما لم يُتح للأمن الاجتماعي في المدينة أن يساعد على ازدهار التجارة وتطورها.
ولعل معارضة قريش لدعوة الرسول إلى الإسلام كان وراءها الخوف من انقسام المجتمع المدني على نفسه، كما كانت عليه الحال في المدينة نتيجة العصبيات الدينية التي يمكن لها أن تهدد مستقبل التجارة والمستقبل الاقتصادي لمكة. وهذا ما حصل وما تمَّ في مستقبل الأيام كما كانت قريش تتوقع وتخشى.
ـ فهل كانت هجرة الرسول إلى المدينة، بالذات، المنافسة لمكة في تجارتها، سبباً في تشدد قريش تجاه معارضتها للإسلام في ما بعد؟
ـ وهل اعتبرت قريش أن خروج الرسول من مكة إلى المدينة، هو بمثابة حرب غير معلنة عليها، وهي (قريش) التي كانت تعلم تمام العلم محاولات المدينة ويهودها نزعَ المكانة التجارية والاقتصادية التي تتمتع بها مكة؟
ـ وهل لو بقي الرسول في مكة ولم يحاول الهجرة إلى الطائف أو يهاجر إلى المدينة، لكان انتشار الإسلام في مكة أكثر سهولة وسلاسة مع مرور الزمن؟
ـ وهل لو هاجر الرسول إلى مكان غير المدينة، بعيداً عن تهديد مصالح قريش التجارية والاقتصادية، لكان وجه التاريخ غير الوجه الذي تمَّ وتكوّن في ما بعد؟
من الواضح أن قريشاً منعت الرسول من الهجرة إلى المدينة لأنها كانت تعلم بنياته لضرب المصالح التجارية المكيّة من موقعه الجديد في المدينة، ولا سيما أنه التاجر الخبير بطرق التجارة وطبيعة قوافلها. ولو لم يكُ الرسول تاجراً ابن تاجر (انظر: طه حسين، على هامش السيرة، ص 297) .
ولو كان الرسول لا يملك خبرة بالتجارة ولم يسبق له أن مارسها وعرف أسرارها ودقائقها لما خشيت قريش منه، ولما منعته من الهجرة إلى خارج مكة تخلّصاً منه. ولو أن الرسول كان ينوي الهجرة إلى مكان آخر غير المدينة ـ المنافسة تجارياً لمكة ـ ولا علاقة له بتهديد مصالح مكة التجارية وضربها، لما غضبت قريش منه ولما منعته من ذلك، ولاعتبرت الأمر نفياً وطرداً خارج الحلبة، وتخلصاً من المعارضة الداخلية كما تفعل السلطات السياسية العربية بمعارضيها في هذه الأيام.
ومن هنا، يتضح لنا أن ممانعة قريش لهجرة الرسول إلى المدينة وقيادته للمعارضة المكيّة من خارج مكة ومحاولة قتله قبل الوصول إلى المدينة، كانتا بسبب خوفها من تهديد الرسول ومَن معه من المهاجرين والأنصار لمصالحها الاقتصادية والتجارية. والدليل التاريخي على ذلك أن قريشاً لم تكن تجرؤ على قتل الرسول، وهو ما زال بين يديها في مكة، في حين أنها قررت قتله عندما علمت بخطته للهجرة إلى المدينة.
وهو ما غاب عن أقرباء الرسول أو تغافلوا عنه، وهم الذين لم يدركوا الخطر المحيق بتجارة قريش من جرّاء هجرة الرسول إلى المدينة، واعتبروا أن الموضوع لا يتعدى أن يكون انتقال ابن لهم إلى دار الأمان. فكان أعمام الرسول في مكة راضين عن هجرته إلى أخواله اليثاربة من بني النجار تأميناً لحياته. بل إن عم الرسول، وهو العباس الثري، جاء بعد الهجرة إلى المدينة لكي «يطمئن إلى وضعه ويستوثق له» كما قال الطبري، وخاطب جمعاً من الخزرج يبلغهم بأن الرسول ما زال في عزةٍ في قومه ومنعةٍ في بلده إن هم خذلوه ومانعوه وخالفوه. وهو ما يؤيد الكلام عن أن قريشاً لم تكن تعارض معارضة شديدة صاحب الدين الجديد، بقدر ما يُكنُّ هذا الدين الجديد من عداء لمصالحها التجارية والاقتصادية. ومما قاله العباس عم الرسول لخزرج المدينة:
«يا معشر الخزرج: إن محمداً منا حيث قد علمتم. وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه. فهو في عزة في قومه ومنعة في بلده. وقد أبى إلاّ الانحياز إليكم واللحوق بكم. فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم ذلك. وإن كنتم مسلميه وخاذليه بعد خروجه إليكم، فمن الآن دعوة، فإنه في عزةٍ في قومه ومنعةٍ في بلده»(. الطبري، مصدر سابق، ج2، ص 365.).
ولا يخفى من هذا الخطاب ـ ولم يكُ الرسول قد هدد بعد مصالح قريش التجارية والاقتصادية115، وكان هدف هجرته ما زال الهداية والدعوة إلى التوحيد بالحُسنى ـ الدعوة غير المباشرة لأهل المدينة إلى حماية الرسول ودعمه في دعواه. كما لا يخفى من هذا الخطاب، أن العباس قد جاء إلى المدينة ليُطمئن قريشاً ويُسمعها أن لا تهديد جدياً لتجارتها من قبل الرسول، وأن هجرة الرسول إلى المدينة كانت غايتها الدعوة والهداية فقط إلى الدين الجديد
هل تعلموا ان الاسلام لم يحرم الربا طيلة حياة النبي .... لماذا يا ترى ؟؟
«يا معشر الخزرج: إن محمداً منا حيث قد علمتم. وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه. فهو في عزة في قومه ومنعة في بلده. وقد أبى إلاّ الانحياز إليكم واللحوق بكم. فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم ذلك. وإن كنتم مسلميه وخاذليه بعد خروجه إليكم، فمن الآن دعوة، فإنه في عزةٍ في قومه ومنعةٍ في بلده»(. الطبري، مصدر سابق، ج2، ص 365.).
ولا يخفى من هذا الخطاب ـ ولم يكُ الرسول قد هدد بعد مصالح قريش التجارية والاقتصادية115، وكان هدف هجرته ما زال الهداية والدعوة إلى التوحيد بالحُسنى ـ الدعوة غير المباشرة لأهل المدينة إلى حماية الرسول ودعمه في دعواه. كما لا يخفى من هذا الخطاب، أن العباس قد جاء إلى المدينة ليُطمئن قريشاً ويُسمعها أن لا تهديد جدياً لتجارتها من قبل الرسول، وأن هجرة الرسول إلى المدينة كانت غايتها الدعوة والهداية فقط إلى الدين الجديد
هل تعلموا ان الاسلام لم يحرم الربا طيلة حياة النبي .... لماذا يا ترى ؟؟
الاقتصاد يا سادة الاقتصاد
إن الإسلام لم يُحرِّم الربا إلاّ بعد 23 سنة من ظهوره، وأن تحريم الربا تحريماً قاطعاً مانعاً وصريحاً جاء قبل وفاة الرسول بأسبوع واحد فقط
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا”.[البخاري، كتاب البيوع 25.]
فمن الواضح أن المجتمع التجاري لا بُدَّ له من وجود تسهيلات مالية تتمثل في الاقتراض والتسليف وعمليات الائتمان لتوسيع التجارة وازدهارها، وأن المتعاطين في الربا سواء أكانوا المقرِضين أم المقترِضين، كانوا غالباً من الأغنياء والتجار. فمَن ذا الذي كان يُقرِض الفقير، وعلى ماذا يُقرَض الفقير، وكيف سيسدد الفقير الذي لا يملك القرض وفائدته؟
إذاً، فغالبية عمليات الإقراض والتسليف كانت تتم في مكة والمدينة ونواحٍ أخرى بين المرابين الأغنياء والتجار، بشكل منظَّم كما يتم الآن ولا ضرر على الفقراء والمساكين ـ الذين كانوا خارج اللعبة ـ من هذا الربا الذي كان في غالبيته تجارياً. وتحريم الربا كلياً وقطعياً، لا تقنينه أو تنظيمه أو وضع ضوابط له أو تحديد سعر الفائدة كان يضرّ بالتجارة المحلية والخارجية المكيّة ضرراً كبيراً.
ومن هنا، قال بعض المفكرين كمحمود عزمي في العام 1922 إن الربا ـ المُحرّم في الإسلام ـ هو أصل كل نمو اقتصادي. وعلى من يدرس الاقتصاد السياسي ألا يفكر في الشريعة الإسلامية، كما إن على من يدرس الشريعة الإسلامية ألا يفكر في الاقتصاد السياسي.
ومن اللافت للنظر، أن آيات تحريم الربا وعددها ثماني آيات، كانت آيات مدنية، ما عدا آية واحدة مكية من سورة الروم.,
وسورة الروم لم يكن فيه تحريم ولا تحديد لمعنى الربا (يمكنكم قراءة تفسير الاية في مواضع كثيرة
لماذا لماذا انتظر الإسلام هذه السنوات الطويلة ليحرم الربا
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا”.[البخاري، كتاب البيوع 25.]
فمن الواضح أن المجتمع التجاري لا بُدَّ له من وجود تسهيلات مالية تتمثل في الاقتراض والتسليف وعمليات الائتمان لتوسيع التجارة وازدهارها، وأن المتعاطين في الربا سواء أكانوا المقرِضين أم المقترِضين، كانوا غالباً من الأغنياء والتجار. فمَن ذا الذي كان يُقرِض الفقير، وعلى ماذا يُقرَض الفقير، وكيف سيسدد الفقير الذي لا يملك القرض وفائدته؟
إذاً، فغالبية عمليات الإقراض والتسليف كانت تتم في مكة والمدينة ونواحٍ أخرى بين المرابين الأغنياء والتجار، بشكل منظَّم كما يتم الآن ولا ضرر على الفقراء والمساكين ـ الذين كانوا خارج اللعبة ـ من هذا الربا الذي كان في غالبيته تجارياً. وتحريم الربا كلياً وقطعياً، لا تقنينه أو تنظيمه أو وضع ضوابط له أو تحديد سعر الفائدة كان يضرّ بالتجارة المحلية والخارجية المكيّة ضرراً كبيراً.
ومن هنا، قال بعض المفكرين كمحمود عزمي في العام 1922 إن الربا ـ المُحرّم في الإسلام ـ هو أصل كل نمو اقتصادي. وعلى من يدرس الاقتصاد السياسي ألا يفكر في الشريعة الإسلامية، كما إن على من يدرس الشريعة الإسلامية ألا يفكر في الاقتصاد السياسي.
ومن اللافت للنظر، أن آيات تحريم الربا وعددها ثماني آيات، كانت آيات مدنية، ما عدا آية واحدة مكية من سورة الروم.,
وسورة الروم لم يكن فيه تحريم ولا تحديد لمعنى الربا (يمكنكم قراءة تفسير الاية في مواضع كثيرة
لماذا لماذا انتظر الإسلام هذه السنوات الطويلة ليحرم الربا
الاقتصاد يا سادة الاقتصاد
-----------------------------
لماذا انتظر الإسلام هذه السنوات الطويلة (عشرين عاماً) لكي يُصدر قراراً ويتخذ موقفاً من الربا، على رغم أن الربا كان من أكثر القضايا الاجتماعية والاقتصادية أهمية بالنسبة للإسلام، وعلى رغم أن الربا كان من أكثر القضايا المعروفة أسرارها ودقائقها من قبل الرسول الذي كان تاجراً مجرَّباً من قبل، ويعرف ما يجري في سوق الاقتراض والتسليف تمام المعرفة ؟.
ـ وهل سكوت الإسلام الطويل عن تعاطي قريش الربا كان مرده إلى أن الإسلام كان لا يريد أن يُغضب قريشاً كثيراً ويُصيب تجارتها في مقتل ما، حتى لا تقاوم الإسلام أكثر فأكثر، وتؤذي رسوله أكثر فأكثر؟ والدليل على ذلك أن أول سورة مكية (سورة الروم) جاءت في شأن الربا، لم تُحرّم الربا، وإنما دعت بالحُسنى إلى إقراض المال للمحتاج ولوجه الله، علماً بأن مكة كان فيها كثير من المرابين من عرب ويهود أيضاً، وكان فيها ربا فاحش شأنه شأن ربا المدينة.
وإن تحريم الربا هذا التحريم القاطع المانع المتأخر جداً، قد صدر في المدينة بعد هجرة الرسول إليها بزمن طويل، وبعد خصامه مع اليهود الذين كانوا من أكبر المرابين في المدينة.
ـ وهل كان تحريم الربا بعد الهجرة النبوية إلى المدينة بوقت طويل، وقبل وفاة الرسول بتسع ليال فقط، جاء بعد خلاف الرسول المالي الطويل مع اليهود، وكيداً باليهود، وذلك بتوجيه ضربة مالية قوية لهم، وهم الذين كانوا من كبار المرابين ـ شرعاً ـ في المدينة،
ذلك أن الربا في الدين اليهودي أمر شرعي سماوي.
فقد نصَّ دينهم على «أن إقراض غير اليهودي بالربا فريضة دينية، يؤديها اليهودي الورع، بموجب نص الشريعة اليهودية».
و«إن تعاليم الإسلام ستفسد العرب عليهم، ولا سيما بعد تحريم الربا. والربا مورد مهم كان يدرُّ ربحاً عظيماً على اليهود. فكانوا أول من احتج على تحريم الربا (ذلك أنهم قالوا إنما البيع مثل الربا)، وكانوا يقصدون بذلك أنهم يقرضون القروض بربا يصل إلى مائة بالمائة في حين أن التجارة تحقق أيضاً أرباحاً تصل إلى مائة بالمائة، وأحياناً مئتين بالمائة
وأن الرسول نفسه كان أحد التجار الذين حققوا نسبة أرباح مثل هذه للسيدة خديجة.
وإن المال كان مطلوباً جداً في تلك الأيام لاستثماره في التجارة التي كانت تدرُّ أرباحاً طائلة.
وإن نسبة الربا ترتفع وتنخفض حسب نشاط التجارة وحسب نسبة الأرباح التي تحققها.
ومن هنا، قالوا «إنما البيع مثل الربا»، أي أنه يحقق النتائج نفسها. ولا مصلحة كبيرة للتاجر في أن يُقرض مالاً مُعرَّضاً لعدم السداد والخطر، يحقق نسبة الربحية نفسها التي تحققها المتاجرة الحرة؟
============================
- انظر: محمد الطبري، مصدر سابق، ج2، ص 83 ـ 87، 216.
- انظر ابن سلاّم، كتاب الأموال، ص 16، 97.
- انظر: حسين مؤنس، مصدر سابق، ص 403.
- . انظر: نوره آل الشيخ، مصدر سابق، ص 58.
- . الصادق النيهوم، الإسلام في الأسر، ص 147.
- . جواد علي، مصدر سابق، ج6، ص 543.
- . سورة البقرة، آية 276.
- انظر: أحمد البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص 312
--------------------
لم يحرم الربا الا بعد ان امتلاك القوة
ومن الملاحظ أن تجار مكة على رغم أنهم كانوا يقرضون الأموال بفائدة بنكية تصل إلى مائة بالمائة خلال العشرين سنة الأولى من ظهور الإسلام، لم يأتهم تحريم من الإسلام، ويمنعهم من تعاطي الربا، لأن الإسلام كان يعلم تمام العلم أن تحريم الربا تحريماً قاطعاً وكلياً من دون اللجوء إلى تقنينه وتنظيمه ووضع معدلات معقولة للفائدة المصرفية، هو تعطيل للتجارة التي يقوم جانب كبير منها على التسليف والاقتراض والائتمان المالي.
نرى أن تأخر صدور قرار تحريم الربا، كان ـ في رأينا ـ مرده إلى أن الإسلام كان لا يريد لتجارة قريش أن تضمحل وتنهار تماماً. والربا كان أحد أعمدة التجارة في ذلك الوقت. وكان الإسلام يريد بذلك أن تظل الأبواب مفتوحة مع قريش لكسب مزيد من الانتصارات على قريش، لأن قريشاً كانت مفتاح الإسلام الأكبر، وبابه الأعرض والأوسع، الذي أدخل الناس جميعاً في الإسلام في ما بعد.
وربما قصد الإسلام ـ بعد فتح مكة وبعد أن انتصر واطمأن إلى نصره بعد عشرين عاماً من ظهوره ـ من تحريم الربا بصورة مانعة جامعة، هدمَ تجارة قريش وتقويضها ـ وهي عصب حياتها والتي سعى الإسلام إلى هدمها في السابق بشتى الطرق، بالسيف ـ عن طريق تحريم الربا، ووقف التسليف والاقتراض، بعد أن قويت شوكته ولم يعد يخشى قريشاً وعداوتها من جرّاء هذا التحريم القاطع المانع. وبرغم هذا كله، ظل الربا سائراً ومعمولاً به برغم تحريمه، وحتى وقتنا الحاضر.
وربما كان سبب تأخر الإسلام في تحريم الربا، أن الربا كان من المصالح التجارية التي يختصُّ بها أثرياء مكة والملأ الأعلى فيها ، وبخاصة من بني أمية الأقوياء مادياً وعصبياً والذين كانوا يسيطرون على الأعمال المصرفية في مكة، وهؤلاء كانوا أيضاً أصحاب القرار في أن يدخل الإسلام مكة أو لا يدخل. وإن الإسلام كان ـ كما قلنا قبل قليل ـ لا يريد أن يثير حفيظة قريش أكثر فأكثر ضده، ولا يريد أن يُضيّق كثيراً على قريش وزعمائها وأثريائها، وبخاصة أن مِنْ بينهم مَنْ هُم مِنْ أقرباء الرسول كعمه العباس الذي كان من أغنياء مكة وتجارها ومن أكبر المرابين فيها، والذي أسقط الرسول رباه في حجة الوداع في العام العاشر للهجرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر