العبرانيون سرقوا واحدة منها ونسبوها لربهم
كان أول فعل إلهي هو خلق الكون، وتصفه عدة أساطير عن الخلق، ولكن مع التركيز على آلهة مختلفة تنسب إليها عملية الخلق.
قام آلهة أجدود الثمانية (الثامون)، ممثلي الفوضى التي سبقت الخلق، ببث الروح في إله الشمس، والذي أرسى النظام في العالم حديث التكوين، ويقوم بتاح، إله الفكر والإبداع، بخلق كل شئ بتصوره ثم تسميته، بينما يخلق أتوم كل شئ كفيض رباني من ذاته،
أما آمون، فتصفه الأساطير التي روجها كهنته، بأنه سبق جميع الآلهة في الوجود وخلق الآلهة الخالقة.
ولم يرى المصريون القدماء تعارضًا بين هذه الروايات وغيرها التي تتناول الخلق؛ فكل منها يعرض منظورًا مختلفًا للعملية المعقدة التي نشأ عنها هذا الكون البديع وآلهته المتعددة من فوضى تامة.
وتقع أحداث معظم الأساطير خلال المرحلة التي تلت مرحلة الخلق، عندما جلست سلسلة من الآلهة على عرش ليحكموا مجتمع الآلهة، وتتناول الأساطير كذلك صراع الآلهة ضد قوى الفوضى وضد بعضهم البعض قبل انسحابهم من عالم البشر وتنصيب الفراعنة ليحكموا مصر باسمهم.
من الموضوعات المتكررة التي تتناولها الأساطير موضوع الجهود التي تبذلها الآلهة للحفاظ على ماعت ضد قوى الفوضى، فعند بدء الخلق، خاض الآلهة معاركًا ضارية في وجه تلك القوى. كما يتقاتل رع وأبوفيس كل ليلة حتى الزمن الحاضر.
ويتردد ذكر موضوع موت الآلهة وبعثهم، وأبرز أسطورة تتضمن موت احد الآلهة هي أسطورة قتل أوزيريس، حيث يبعث أوزيريس حاكمًا لدوات، أو أرض الموتى. كما تحكي الأساطير كذلك أن إله الشمس يهرم أثناء رحلته التي يقطعها عبر السماء، ثم يغرق في حلكة الليل لكي يبعث طفلًا عند مطلع الفجر؛ ويرتوي في هذه الرحلة من مياه إعادة الشباب التي يعود أصلها إلى الفوضى البدائية.
وتصور النصوص الجنائزية حول رحلة رع في دوات جثث الآلهة التي تنبعث إلى جانبه. وبالتالي فقد استعاض المصريون القدماء عن مفهوم الآله الساكن الخالد، بمفهوم لآلهة تموت بين الحين والآخر ثم تبعث من جديد، مكررة بذلك أحداث الخلق ومجددة للعالم بأكمله، ولكن لم تخلو هذا الدورة من الاضطراب والفوضى؛ بل أن بعض النصوص المصرية التي أسئ تاويلها تذكر أن القدر يحمل في ثناياه هذه الكارثة، أي أن الإله الخالق سوف يفني نظام العالم، ولا يبقى سواه وسط الفوضى البدائية، دونما رفيق إلا أوزيريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر