بنو اسرائيل اللصوص سرقوا كل ثقافات المصريين والعراقيين ونسبوها لهم ولدينهم
الثيوقراطية و نظام الحكم فى مصر القديمة :-
الثيوقراطية عبارة عن مصطلح صاغه المؤرخ اليهودى "جوسيفوس فلافيوس" , قصد به الاشارة لمفهوم "العهد" فى الفكر الاسرائيلى , و ينص هذا العهد على أن يختار الشعب الاسرائيلى "يهوه" ملكا له , و فى المقابل يتعهد "يهوه" بأن يكون الاسرائيليون هم شعبه المختار .
فى نظام الحكم الثيوقراطى , تتألف الحكومة من الكهنة (رجال الدين) الذين يكونون على صلة دائمة بالرب الاله و يأخذون مشورته – عن طريق العرافة - فى شئون الحكم , و يرجعون له قبل اتخاذ القرارات المصيرية . (مثل صلاة الاستخارة) كل من نفس الطينة
هناك نوعان من الثيوقراطية , النوع الأول هو الثيوقراطية المباشرة و التى يحكم فيها رجال الدين بشكل مطلق , و النوع الثانى هو الثيوقراطية الغير مباشرة أو الثيوقراطية الرمزية .
و برغم ان الثيوقراطية هى فى الأصل مفهوم يرتبط بالفكر الاسرائيلى , الا أن الحقيقة تقول انهم سرقوا هذا نظام الحكم هذا عن المصريين فأول ما يلفت الانتباه عند النظر للنظام الملكى المصرى (منذ بداية عصر الأسرات) أن مفهوم الثيوقراطية لا ينطبق عليه بشكل مباشر .
فالملك يمثل الاله باعتباره ابنه أو نائبه أو صورته على الأرض , و يحكم باعتباره ملكا و ليس كاهنا , برغم أنه يقوم بدور الملك و الكاهن أيضا . اذ لا يمكن لأى شخص أن يحل محل الملك باعتباره
حاكما , بينما يمكن أن ينوب الكهنة عن الملك باعتباره كاهنا .
فى فترة العمارنة , كان اخناتون يكتب اسم "آتون" داخل خرطوش و يمنحه لقب "أبى" . أى أن الملكية فى عصر اخناتون صارت شراكه بين الاله و ابنه (اخناتون) . تلك الشراكة فى الحكم تعتبر حالة خاصة , لا تنتمى للثيوقراطية المباشرة و لا للثيوقراطية الرمزية .
فقد قام اخناتون بالغاء وظيفة الكهنة , و جعل من نفسه المصدر الوحيد للاتصال بالاله و الاطلاع على مشيئته .
أصبح اخناتون هو الحاكم المطلق , الذى يحكم بأمر الاله "آتون" و بمشيئته , ولا مجال لمناقشة تلك المشيئة الالهية اما نظام الحكم الذى أسسه الكاهن "حريحور" فى طيبة
فى نهاية الأسرة العشرين , فهو ينتمى للثيوقراطية المباشرة التى يحكم فيها مجموعة من الكهنة حكما دينيا , عن طريق أخذ مشورة الاله و الرجوع اليه قبل اتخاذ أى قرارات هامة أو مصيرية .
اتخذ "حريحور" لقب ملك , و لكنه نزل بالملكية الى مستوى الكهنوت , و احتفظ بكل ألقابه الكهنوتية .
و كانت اضافة "حريحور" لقب ملك لنفسه لا تهدف لمعارضة الاله , و انما تهدف لمعارضة الملك
رمسيس الحادى عشر فى تانيس .
أى أن اتخاذ حريحور لقب "ملك" كان مجرد وسيلة لاعلان استقلاله عن حكم ملوك الأسرات فى تانيس .قدم كهنة طيبة فى عصر الأسرة الحادية و العشرين نموذجا جديدا للحكم باعتبار أن حكمهم هو حكم الاله , أو أن الاله يحكم من خلالهم و هم فقط خدام له .
و تعتبر هذا نموذجا واضحا للثيوقراطية المباشرة .
--------------------------------------------------------------------
من كتاب "عقل مصر" (The Mind of Egypt) لعالم المصريات
الألمانى "جان أسمان" (Jan Assmann)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر