_ عدد بني إسرائيل زمن موسى: 700 شخص لا مليون ولا مليونين كما يقول الكذابون
كنا قد توقفنا في الحلقة السابقة عند زمن قدوم موسى، وسنثبت في هذه الحلقة أن عدد بني اسرائيل في هذا الزمن والذين خرج بهم موسى لا يتجاوز ال (700) شخص.
تقول التوراة:
((هذه أسماء بني اسرائيل الذين دخلوا مصر مع يعقوب، كل واحد مع بيته دخلوا: راوبين وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكر وزبولون وبنيامين ودان ونفتالي وجاد واشير، وكانت جملة النفوس الخارجة من صلب يعقوب سبعين نفساً، وأما يوسف فكان في مصر. ومات يوسف وجميع إخوته وسائر ذلك الجيل، ونما بنو إسرائيل وتوالدوا وكثروا وعظموا جداً.. وقام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف فقال لشعبه: إن شعب بني إسرائيل أكثر وأعظم منا، تعالوا نحتال عليهم كي لا يكثروا، فأقاموا عليهم وكلاء تسخير لكي يعنتوهم بأثقالهم .. فاستخدم المصريون بني إسرائيل بقسوة ونغصوا حياتهم بخدمة شاقة بالطين واللبن وسائر أعمال الأرض. وكلم ملك المصريين قابلتي بني إسرائيل اللتين اسم إحداهما شفرة والأخرى فوعة وقال: إذا استولدتما النساء فانظرا عند الكراسي فإن كان ذكراً فاقتلاه وإن كانت إنثى فاستبقياها، فخافت القابلتان الرب. ولم تصنعا كما قال لهما ملك مصر فاستبقيا الذكران ... فأمر فرعون جميع شعبه قائلاً: كل ذكر يولد لهم فاطرحوه في النهر وكل أنثى فاستبقوها))..
في هذا الظرف بالذات وجد موسى الطفل وكان من بين من (ألقوا في النهر) .
لندرس هذا النص دراسة سكانية:
1 _ إن عدد بني إسرائيل (يعقوب) في مصر زمن يوسف بن يعقوب الذي هو أحد الأسباط الاثني عشر، كان سبعين نفساً فقط.
2 _ إن الفترة الزمنية لتكاثر تلك الأسرة المقصودة في النص هي الفترة المحصورة ما بين الجيل الأول (جيل أبناء يعقوب الاثني عشر) ومرحلة البدء بقتل الأطفال من الذكور وإلقائهم في النهر، أي زمن موسى. وإذا ما علمنا أن موسى هو فرع من لاوي الذي هو أحد الأسباط الاثني عشر كما تؤكد التوراة، وأن لاوي هو الجد الرابع لموسى حسب ما تؤكده التوراة وكل المصادر التاريخية العربية. فإن هذا يعني أن الفاصل الزمني بين لاوي وموسى لن يتعدى المئة عام، إذ أننا إذا ما اعتبرنا السن الوسطي للزواج هو 25 سنة فيكون الرجل الذي يبلغ سنة المائة لديه ابن في الخامسة والسبعين وحفيد في الخمسين والحفيد الثالث في الخامسة والعشرين الذي إذا ما تزوج في هذا السنن أيضاً يكون ابنه في عامه الأول.
وهذا هو الجيل الرابع.
إن موسى عند كل المؤرخين العرب وفي التوراة هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب.
3 _ ونحن إذا ما أجرينا تقاطعاً في أنساب فراعنة المصريين كما أوردها كل المؤرخين العرب نحصل على النتيجة نفسها، وبكلمة أخرى إذا ما حسبنا الفترة من الأجيال ما بين فرعون يوسف وفرعون موسى لرأينا أن فرعون موسى ينتمي إلى الجيل الرابع أيضاً بعد فرعون يوسف.
يقول الطبري: (وكان الملك على مصر يومئذ الريان بن الوليد بن ثروان بن أراشة بن قاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح)
(وكان الفرعون في أيام موسى قابوس بن مصعب بن معاوية .. وكانت امرأته آسية بنت مزاحم بن عبيد ابن الريان بن الوليد فرعون يوسف الأول).
إن آسية بنت مزاحم امرأة فرعون موسى كما هو واضح تنتمي إلى الجيل الرابع من جدها الريان بن الوليد فرعون يوسف الأول.
4 _ إن نسبة الزيادة السنوية للسكان في أقصى حدودها لا تتجاوز العشرة في المئة، وهي بالتالي، لن تجعل أية جماعة سكانية تزيد خلال مئة عام أكثر من عشرة أضعاف، وبهذا فإن عدد سكان بني يعقوب (إسرائيل) في مصر لن يتجاوز الـ700 نفس من زمن يوسف إلى زمن موسى.
5 _ نحن سوف نفترض تجاوزاً أن الفارق الزمني هو مائتا سنة وأن عدد النفوس تضاعف عشرين مرة وهذا مستحيل، فسيكون عدد بني يعقوب (إسرائيل) في مصر 1400 نفس.
6 _ إن ملك المصريين قال لشعبه (إن شعب بني إسرائيل أكثر وأعظم منا هلمّ نحتال عليهم) فهل هذه هي حقاً مصر وادي النيل التي كان جيشها يعد عشرات الآلاف، وكان الكهنة والخدم والحراس في قصر ملكها وحدهم بضعة آلاف!!
7 _ أن أعلى نسبة من الرجال القادرين على الحرب والقتال وسط ذلك العدد من عشيرة بني إسرائيل لن يتجاوز نسبة العشرة في المائة، وبالتالي فلن يتجاوزوا السبعين شخصاً كحد أدنى، والمئة وأربعين شخصاً كحد أعلى. وهؤلاء هم الذين خرج بهم موسى إلى أرض الكنعانيين، أضف إلى ذلك أنهم جميعاً من الرعاة الذين لا يملكون في معظمهم من السلاح غير العصي والمقاليع حتى زمن داود كما تؤكد التوراة.
وأن خروجهم كان خروجاً رعوياً بأغنامهم وأبقارهم وحميرهم، بنسائهم وأطفالهم، لاخروج حملة قتالية تقتصر على المحاربين.
فماذا فعل التزوير الاستشراقي الصهيوني؟
1 _ لقد نقل عشيرة المصريين من مضارب خيامها في برية شبه جزيرة العرب إلى وادي النيل.
2 _ كما نقل عشيرة بني إسرائيل من مضارب خيامهم في نفس منطقة عشيرة المصريين إلى سوريا الجنوبية.
3 _ لقد نفخوا جماعة موسى التي لم تكن تتجاوز ال 700 شخص واعتبروها شعباُ يهودياً يضطهده (فراعنة) مصر ويسخرهم في نباء الأهرام وتحت هذا الاضطهاد يقوم موسى بالهجرة من مصر وادي النيل إلى فلسطين في جنوب سوريا..
إن تصحيح المواقع الجغرافية التوراتية يدحض مرة واحدة وإلى الأبد مقولة دولة بني صهيون المزعومة.
المصدر: كتاب العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود.
الدكتور أحمد_داوود
د
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر