اصل الخرافة
خرافة ان القلب يفكر ويشعر ويحزن ويفرح خرافة قديمة جدا
في التاريخ المصري القديم كان الاعتقاد ان مركز البصيرة هو القلب . و القلب المقصود هنا ليس العضو المادى الذى يضخ الدم فى الجسم , و انما قلب آخر . يمتلك الانسان قلبا آخر يبقى بعد موت الجسم المادى , و هذا القلب هو مركز الوعى الروحى .
واعتقد المصرى القديم أن قلب المرء هو الشاهد عليه , و لا يمكن الكذب عليه أو خداعه . ان ذكاء القلب يتخيل و يفكر وصدر الأوامر للأعصاب و العضلات و الجوارح , و يمكن الحواس من العمل بالشكل الأمثل .
كل شئ ينبع من القلب و يعود اليه مرة أخرى . فالقلب يرسل و يستقبل المشاعر و الانطباعات التى تعود اليه مرة أخرى
لكى يمزجها جميعا و يستخلص المعرفة من المعلومات التى يحصل عليها من العالم الخارجى .
جاء فى مذهب "منف" للخلق أن "بتاح" بدأ خلق الكون حين قدر المشيئة بقلبه قبل أن ينطق بها لسانه . كل كائن حى لديه
قلب هو قبس من قلب الاله الذى قدر المشيئة فى الأزل . فى محراب القلب يسكن الاله , و لذلك نجد أن القلب هو
الذى يشهد على المرء حين يقف أمام قضاة الماعت يوم الحساب , و هو أيضا دليله و مرشده فى حياته الدنيا .
يعتمد نجاح الساحر على نقاء قلبه و قوة اتصاله بالاله . على الساحر أن يغذى ذكاء القلب , لأن هذا الذكاء هو
الذى سيمكنه من اكتشاف ما خفى من أسرار الكون .
----------------------------------------------------------------
من كتاب "السحر و الماورائيات فى مصر القديمة" للكاتب الفرنسى "كريستيان جاك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر