المنبر الفكري
يرى علماء التفسير من أهل السنّة انّ حواء خلقت من ضلع آدم (عليه السلام) تبعاً لروايات وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتبعهم من مفسرينا القمي والعياشي في بعض الروايات وإن كانت عبارتهما تقبل الحمل على المعنى الذي يقوله علماء التفسير من الشيعة، وهو أن حواء مخلوقة من فاضل طينة آدم (عليه السلام).
ففي (تفسير الصافي/ للفيض الكاشاني ج 1 ص 413) بعد ذكره لرأي القمي والعياشي ذكر ما روي في (الفقيه، والعلل) عنه (عليه السلام): انه سئل عن خلق حواء وقيل له إن اناساً عندنا يقولون ان الله عزّ وجلّ خلق حواء من ضلع آدم اليسرى الأقصى، قال: (سبحان الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً, يقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً إلى الكلام, أن يقول: ان آدم كان ينكح بعضه بعضاً إذا كانت من ضلعه ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم ...) .
وأورد العياشي (ج 1 ص 216) رواية عن الباقر (عليه السلام): انه سئل عن أي شيء خلق الله حواء فقال: أي شيء يقولون هذا الخلق؟ قلت: يقولون إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال: كذبوا كان يعجز أن يخلقها من غير ضلعه، ثم قال: أخبرني أبي عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه وكلتا يديه يمين فخلق منها آدم وفضل فضلة من الطين فخلق منها حواء.
وفي (العلل) عنه (عليه السلام): (خلق الله عزّوجلّ آدم من طين ومن فضلته وبقيته خلقت حواء وفي رواية خلقت من باطنه ومن شماله ومن الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر).
وفي (الفقيه)... والخبر الذي روي إن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر صحيح ومعناه من الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر .
وفي (تفسير الأمثل ج 15 ص 23) يقول: ((وأمّا الروايات التي تقول بأنها خلقت من ضلع آدم الأيسر فانّه كلام خاطئ مأخوذ من بعض الروايات الاسرائيلية ومطابق في نفس الوقت لما جاء في الفصل الثاني من كتاب التوراة (سفر التكوين) المحرف, اضافة إلى كونه مخالفاً للواقع والعقل إذ ان تلك الروايات ذكرت ان أحد أضلاع آدم قد أخذ وخلقت منه حواء ولهذا فان الرجال ينقصهم ضلع في جانبهم الأيسر, في حين اننا نعلم بعدم وجود أي فارق بين عدد أضلاع المرأة والرجل وهذا الاختلاف ليس أكثر من خرافة)).
ودمتم في رعاية الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر