من ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ

. . ليست هناك تعليقات:


ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ (1)

المقدمة واسطورة التكوين السومرية

-------------------------------

ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻠﺴﻠﺘﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳّﺔ ﺳﻨﺒﺪﺃ ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ.

ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻗﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺰﺓ. ﻭﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻜﻢ ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺠﺮّﺩ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ، ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻵﻟﻬﺔ، ﻭﺗﺠﺮﻱ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ.

ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﺮﺓ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ، ﻓﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﺒﺪﺀ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ، ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺳﺮﻣﺪﻱ ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ. ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻨﺒﺜﻖ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﺠﺔ ﺍﻟﻌﺪﻡ، ﻭﺗﺘﻤﺮﺩ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ، ﻟﻴﻨﺒﺜﻖ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﻮﻟﻰ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻟﻠﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻌﻨﻰ. ﻭﻟﻜﻦَ ﺗﻤﺮّﺩ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﻬﻞ، ﻓﻠﻬﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺑﻴﻦ ﺁﻟﻬﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻟﺘﻨﺒﺜﻖ

ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ.

ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻲ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺃﺑﺪﻱ. ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻃﻘﻮﺱ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﺀ. ﻭﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺣﻮﻝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻲ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺘﺞ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ.

ﺿﻤﻦ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﺳﻨﺘﻨﺎﻭﻝ – ﺃﻋﺰﺍءﻧﺎ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﻴﻦ – ﻛﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻱ، ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻲ، ﻭﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻲ (ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻲ).

=========================

ﺃﻭﻻ: ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻱ:

ﻟﻢ ﻧﺘﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻱ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪﻭﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺃﺛﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻴﻦ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻴﻦ ﻭﺭﺃﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﻭﻻ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺭﺑﻂ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻨﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ، ﺑﻞ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻂ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻻ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻣﺠﺮﺩﺓ.
ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﺒﻘﺎﻳﺎ ﺍﻷﻭﻻﺡ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻳﺠﺎﺯ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺍﻵﻟﻬﺔ "ﻧﻤﻮ" ﻣﺜﻠﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻠﺠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﺀ، ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻴء. ﺃﻧﺠﺒﺖ ﺍﻹﻟﻬﺔ ﻧﻤﻮ ﻭﻟﺪﻳﻦ، "ﺁﻥ" ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮ، ﻭ"ﻛﻲ" ﺇﻟﻬﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤؤﻧﺜﺔ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻣﻠﺘﺼﻘﻴﻦ ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﻭﺑﺄﻣﻬﻤﺎ "ﻧﻤﻮ". ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺰﻭﺝ "ﺁﻥ" ﻣﻦ "ﻛﻲ" ﻭﺃﻧﺠﺒﺎ "ﺇﻧﻠﻴﻞ" ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ. ﻭﻛﺎﻥ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺇﻧﻠﻴﻞ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻄﻖ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍً ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﺃﻣﻪ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻘﻮﺗﻪ ﺑﺮﻓﻊ ﺃﺑﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻴﻐﺪﻭ ﺳﻤﺎﺀً ﻭﺇﺑﻌﺎﺩ ﺃﻣّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﺭﺿﺎً ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻫﻮ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.
ﻟﻢ ﻳﺮﻕ ﻹﻧﻠﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻕ ﻹﻧﻠﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻓﺄﻧﺠﺐ ﺍﺑﻨﻪ "ﻧﺎﻧﺎ" ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﺘﺒﺪﻳﺪ ﺍﻟﻈﻼﻡ، ﻟﻴﻨﺠﺐ ﺍﻷﺧﻴﺮ "ﺃﻭﺗﻮ" ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﻕ ﺃﺑﺎﻩ ﺿﻴﺎﺀً. ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻗﺎﻡ ﺇﻧﻠﻴﻞ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻵﻟﻠﻬﺔ ﺑﺨﻠﻖ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ.
ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻧﺴﺘﻌﺮﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻓﻔﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺭﺩ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺇﻧﻠﻴﻞ ﺑﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ:
"ﺇﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺝ ﻛﻞ ﺷﻴءٍ ﻧﺎﻓﻊ
ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﺒﺪﻝ ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻪ
ﺇﻧﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺒﺖ ﺍﻟﺤّﺐَ ﻭﺍﻟﻤﺮﻋﻰ
ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﺃﺑﻌﺪ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ"

ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻵﻟﻠﻬﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻓﻜﺎﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻺﻟﻪ "ﺇﻧﻠﻴﻞ" ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺎﺟﻊ ﺍﻹﻟﻬﺔ " ﻧﻨﻠﻴﻞ " ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺠﺐ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻔﻌﻞ ﺟﻨﺴﻲ ﺁﺧﺮ.
ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺳﻮﻣﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﻓﻲ ﻧﺺ ﺷﻌﺮﻱ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻮﺻﻒ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﺒﻮﺭ، ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ ﺳﻴﺪﺓ ﻧﻴﺒﻮﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻧﻨﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺎﻟﺔ ﺍﻹﻟﻪ "ﺇﻧﻠﻴﻞ":
"ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻷﻡ ﺑﺈﺭﺷﺎﺩ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ،
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﻳﺎ ﻓﺘﺎﺗﻲ، ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﺍﻏﺘﺴﻠﻲ
ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻠﻨﻨﺒﺮﺩﻭ ﺗﻤﺸﻲ
ﺫﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﻗﺘﻴﻦ، ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺫﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﻗﺘﻴﻦ،
ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺇﻧﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺏ ﺫﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﻗﺘﻴﻦ
ﺳﻴﺮﺍﻙ ﻭﻳﻘﺒﻠﻚ".

ﻭﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳّﺔ ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺧﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻨﺒﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻤﺪﺕ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺨﻂِ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮﻫﺎ. ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﻫﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﻟﻬﺔ، ﻟﻴﻘﺪّﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻟﻴﺰﺭﻉ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻭﻳﺮﻋﻰ ﻗﻄﻌﺎﻧﻬﺎ.
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﻌﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﺮﺍﺣﻮ ﻳﺸﺘﻜﻮﻥ ﺃﻧﻜﻲ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻭﻟﻜﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻀﻄﺠﻊ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻷﻏﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﺸﻜﻮﺍﻫﻢ، ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ "ﻧﻤﻮ" ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﻃﺒﺖ ﺃﻧﻜﻲ:
"ﺃﻱ ﺑﻨﻲ، ﺍﻧﻬﺾ ﻣﻦ ﻣﻀﺠﻌﻚ ﻭﺍﺻﻨﻊ ﺍﻣﺮﺍً ﺣﻜﻴﻤﺎً
ﺍﺟﻌﻞ ﻵﻟﻬﺔ ﺧﺪﻣﺎً
ﻓﻔﻜﺮ ﺍﻧﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻷﻣﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﺄﻳﺖ ﺧﻠﻘﻬﺎ، ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ
ﺍﻣﺰﺟﻲ ﺣﻔﻨﺔ ﻃﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ
ﺛﻢ ﻛﻮﻧﻲ ﻟﻪ ﺃﻋﻀﺎءﻩ
ﻭﻟﺴﻮﻑ ﺗﻘﺪﺭﻳﻦ ﻟﻠﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ، ﻣﺼﻴﺮﻩ
ﻭﺗﻌﻠﻖ ﻧﻨﻤﺎﺥ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ"
===================================
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ:
ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ، ﻓﺮﺍﺱ ﺍﻟﺴﻮﺍﺡ، ﻃﺒﻌﺔ 1987.
http://faculty.gvsu.edu/websterm/Enuma_Elish.html
http://www.jcu.edu/Bible/200/Readings/EnumaElish.pdf
http://darkwing.uoregon.edu/~dfalk/courses/bible/creation%20myths.htm
http://earth-history.com/Babylon/creation-intro.htm
Cyrus. H. Gordon _ Ugarit and Minoan Crete


اسطورة الخليقة العراقية

فراس السواح ـ باحث ومؤرخ سوري

تتخذ أساطير الخلق والتكوين مكان المركز والبؤرة في أي منظومة ميثولوجية. فهي التي تتحدث عن أصل الكون وكيف ظهر العالم إلى الوجود، وعن أصل الآلهة وأنسابها ومراتبها وعلائقها مع بعضها بعضاً. وهذا ما سوف نلتفت إليه فيما يلي، متخذين من ميثولوجيا التكوين الرافدينية نموذجاً .
في الأساطير السومرية، وهي أول الأساطير المدونة في تاريخ الحضارة الإنسانية، تبدأ عملية خلق وتكوين العالم انطلاقاً من مادة بدئية أزلية هي المياه الأولى، التي دعاها السومريون «نمّو». ففي أعماق هذه المياه تشكلت بذرة الكون الأولى على هيئة جبل قبته هي السماء، وقاعدته هي الأرض، وكانا ملتصقين. بعد ذلك أخذ الهواء بالتشكل في داخل هذه الكتلة اليابسة، الأمر الذي أحدث فجوة في داخلها. وكلما أخذ الهواء بالتزايد والتمدد كلما توسعت هذه الفجوة، إلى أن باعدت بين الأرض المنبسطة وقبة السماء التي تغطيها من كل جهاتها. ثم أن هذا العنصر الغازي الذي يملأ المسافة بين الأرض والسماء أنتج القمر والشمس وبقية الأجرام المضيئة. وكان من نتيجة فصل السماء عن الأرض إتاحة الشروط المناسبة لظهور الحياة الطبيعية والكائنات الحية.
ولكن العقل الأسطوري لم يكن يعالج الأمور بهذه الطريقة العلمية التي بسطناها، بل بلغته الخاصة التي تُحول الظواهر الكونية والطبيعية إلى شخصيات إلهية. ففي البدء، على ما نفهم من شذرات نصوص سومرية لم تصلنا كاملة، كانت الإلهة نمو، المياه الأولى. ثم إن هذه الإلهة البدئية أنجبت ولداً وبنتاً، الأول هو«آن» إله السماء المذكر، والثانية هي «كي» إلهة الأرض المؤنثة. وكان الاثنان ملتصقين ببعضهما بعضاً في كتلة تهيم في الأعماق المائية. ثم إن آن تزوج كي وأنجبا بكرهما إله الهواء إنليل الذي باعد بينهما فرفع السماء نحو الأعلى وبسط الأرض تحتها. بعد ذلك أنجب إنليل إله القمر «نانا»، وإله القمر أنجب إله الشمس «أوتو». وبعد ذلك انطلقت عملية التكوين التدريجي، عن طريق زواج الآلهة وتناسلهـا .
بعد أن أخذ الكون شكله وانتظمت دورة النهار والليل وحركة الفصول؛ وبعد أن أخرجت الأرض زرعها وشجرها وتفجرت ينابيعها؛ وبعد أن ظهرت الحيوانات بأنواعها، صار المسرح مهيئا لظهور الإنسان، الذي ترى الأسطورة السومرية أنه خلق لكي يحمل عبء العمل ويرفعه عن كاهل الآلهة. فقبل ظهور الإنسان على الأرض كان الآلهة يقومون بكل الأعمال التي تحفظ حياتهم وتُيسر معاشهم، من فلاحة وزراعة وحصاد، وما إليها. ولكنهم تعبوا من ذلك ورفعوا عقيرتهم بالشكوى إلى إله الماء والحكمة «إنكي»، عله يجد لهم مخرجاً. ولكنه، وهو المضطجع في الأعماق المائية، لم تصله شكواهم، فمضوا إلى أمه الإلهة نمو، المياه البدئية التي أنجبت الجيل الأول من الآلهة، لتكون واسطتهم إليه. فمضت إليه قائلة:
أي بني، انهض من مضجعك، واصنع أمراً حكيماً .
اجعل للآلهة عبيداً يخدمونهم ويقومون بأوَدهم .
فتأمل إنكي مليا في الأمر، ثم دعا الحرفيين الإلهيين المهرة ليقوموا بتشكيل البشر انطلاقا من عجينة من طين، وقال لأمه نمو :
إن الكائنـات التـي ارتأيتِ خلقــها ستوجـــد،
وسوف نصنعهــا علـى شبـــه الآلهـــة.
اغرفـي حفنة من طيـن من فوق ميـاه الأعماق،
وأعطها للحرفيين الإلهيين ليعجنوا الطين ويكثفوه.
وبعد ذلك قومي أنت بتشكيل الأعضاء،
بمعونة ننماخ، الأم - الأرض.
عندها ستقف إلى جانبك ربات الولادة،
وتُقَدِّرين للمولود الجديد يا أماه مصيره،
وتعلق ننماخ عليه صورة الآلهة
إنه الإنسان .


هذا وتتكرر قصة خلق الإنسان في نص سومري آخر يتحدث عن خلق إله الماشية «لهار» وإلهة الحبوب «أشنان» لإطعام الآلهة التي لا تشبع، والتي كانت في مطلع الأزمان أشبه بالإنسان البدائي:
كالبشر عندما خلقوا في الماضي البعيد،
لم يعرف الآلهة أكل الخبز،
لا ولم يعرفوا لُبس الثياب،
بل التقطوا النباتات بأفواههم،
ومدوا رؤوسهم لشرب الماء من الجداول.
في تلك الأيام، وفي «دولكوج» بيت الآلهة،
في حجرة الخلق، جرى خلق لهار وأشنان،
ومما أنتج لهار وأشنان،
أكل الآنوناكي ولم يكتفوا،
ومن الحظائر المقدسة شربوا اللبن،
ولكنهم أيضاً لم يرتووا
لذا، ومن أجل العناية بطيبات حظائرهما،
جرى خلق الإنسان.
لقد تحدثت الأساطير السومرية عن خلق البشر الأوائل دفعة واحدة، ولكن الأساطير البابلية اللاحقة تحدثت عن خلق زوجين أوليين تناسل منهما بقية الجنس البشري. وقد جرى خلق هذين الزوجين من عجينة طينية ممزوجة بدم إله (أو أكثر) تم تقديمه قرباناً لعملية الخلق. وكما هو الحال في الميثولوجيا السومرية، فإن الإله إنكي (أو إيا، كما يدعوه البابليون). نقرأ في نص لم يصلنا كاملاً ما يلي:
عندما خَلق الآلهة في مجمعهم كل الأشياء،
بعد أن شكلوا الأرض وكوّنوا السماء؛
بعد أن أخرجوا للوجود الكائنات الحية؛
قام إيا بخلق زوجين شابين،
وأعلى من شأنهما فوق جميع المخلوقات.
وفي نص آخر نجد الآلهة وقد تعبوا من عناء الكدح والعمل، يستعطفون الأم - الأرض «مامي» (أو ننتو) لكي تخلق لهم كائنات تحمل عنهم نير العمل:
«أنت عون الآلهة، مامي، أيتها الحكيمة.
أنت الرحم الأم أيتها الخالقة.
اخلقي لنا الإنسان فيحمل العبء،
ويأخذ عن الآلهة عناء العمل.
فتحت ننتو فمها وقالت للآلهة الكبار:
«لن يكون لي أن أنجز ذلك وحدي،
ولكن بمعونة إنكي سوف يُخلق الإنسان،
الذي سوف يخشى الآلهة ويعبدها.
فليعطني إنكي طينا أعجنه وأسويه بشراً».
فتح إنكي فمه قائلاً للآلهة العظام:
«في الأول والسابع والخامس عشر من الشهر،
سوف أُجهز مكاناً طهوراً،
وسيُذبح هناك أحد الآلهة.
عندها فليتعمد بدمه بقية الآلهة،
وبلحمه ودمائه سوف تعجن ننتو طيناً.
إله وإنسان معاً،
سيتحدان في الطين إلى الأبد.
ولدينا نص بابلي ثالث يقدم نفس القصة مع تنويعات طفيفة:
بعد أن شُكلت الأرض وسُوّيت،
بعد أن تحددت مصائر الأرض والسماء،
بعد أن استقرت شطآن دجلة والفرات،
عندها، الآلهة الكبار آنو وإنليل وإيا،
وبقية الآلهة المبجلين،
جلسوا جميعاً في مجلسهم المقدس،
وتذاكروا ما قاموا به من أعمال الخلق:
«أما وقد حددنا مصائر السماء والأرض،
وجرت القنوات في مجاريها،
واستقرت شطآن دجلة والفرات؛
ماذا نستطيع بعد أن نفعل؟
ماذا نستطيع بعد أن نخلق؟»
ثم توجه الحضور من الآلهة المبجلين،
توجهوا بالقول إلى إنليل:
«لنذبح بعض آلهة الحِرف،
ومن دمائهم فلنخلق الإنسان،
فنوكله بخدمة الآلهة على مر الأزمان.
سنضع في يديه السلة والمعول،
فيبني للآلهة هياكل مقدسة تليق بمقامهم،
ويسقي الأرض بأقاليمها الأربعة،
ويُخرج من جوفها الخيرات الوافرة،
ويستخرج الماء العذب ويحتفل بأعياد الآلهة.
سنخلق زوجين ويكون اسمهما:
أوليجار وألجار»









انكي( اله الارض والسماء) ومنبع النهرين يمنح الخصب والحكمة الى تموز وعشتار

على أن أجمل النصوص البابلية الأسطورية قد وصلنا منقوشاً على سبعة ألواح فخارية، وهو يحمل عنوان «إينوما إليش» أي «عندما في الأعالي»، وهي الجملة الاستهلالية التي ابتدأ بها. فعندما في الأعالي، لم يكن هنالك سماء، وفي الأسفل لم يكن هنالك أرض، لم يكن في الوجود سوى المياه الأولى ممثلة في ثلاثة آلهة مائية هم«تيامة» ماء المحيط البدئي المالح، التي أنجبت الماء العذب «أبسو» وتزوجته، وابنهما «ممو» الضباب المنتشر فوقهما. وكان هؤلاء الثلاثة يعيشون في تمازج وتناغم، وصمت وسكون مطلق. انطلاقا من هذه المادة المائية الهيولية ابتدأ الخلق والتكوين، عندما أنجب الآلهة الثلاثة الجيل الثاني من الآلهة:
عندما في الأعالي لم يكن هنالك سماء،
وفي الأسفل لم يكن هنالك أرض.
لم يكن من الآلهة سوى أبسو أبوهم،
وممو، وتيامة التي حملت بهم جميعاً،
يمزجون أمواههم معاً.
قبل أن تتشكل المراعي وسبخات القصب،
قبل أن يظهر للوجود الآلهة الآخرون،
قبل أن تُمنح لهم أسماؤهم وتُرسم أقدارهم.
في ذلك الزمان خلق الآلهة الثلاثة في أعماقهم
«لخمو» و«لخامو» ومنحوا لهما اسميهما
ومن لخمو ولخامو تناسل الجيل الثاني من الآلهة البدئية، وصولاً إلى آنو وابنه إيا الذي صار سيداً لآبائه وأسلافه بسبب قوته وحكمته وسعة إدراكه. ولكن الجيل الجديد من الآلهة كان كثير النشاط والحركة. وبما أنهم ما زالوا في جوف المياه البدئية، فإن هذه الحركة أقلقت الآلهة القديمة الميالة إلى الراحة والسكون، فاقترح أبسو على تيامة القضاء على الآلهة الشابة، وأيده في ذلك ممو:
فتح أبسو فمه قائلاً لتيامة بصوت مرتفع:
«لقد غدا سلوكهم مؤلماً لي.
في النهار لا أستطيع راحة وفي الليل لا يحلو لي رقاء.
لندمرنًّهم ونضع حداً لفعالهم،
فيخيم الصمت، ونخلد عندها للنوم»
فلما سمعت منه ذلك،
ثار غضبها وصاحت بزوجها:
«لماذا ندمر من وهبناهم نحن الحياة؛
إن سلوكهم لمؤلم حقاً، ولكن دعونا نلجأ إلى اللين»
ثم نطق ممو ناصحاً أبسو،
وفي غير صالح الآلهة جاءت نصيحة ممو:
«نعم يا والدي، دمّرهم وخلصنا من فوضاهم،
لكي تستريح في النهار وترقد في الليل»
غير أن ما دار بين المتآمرين قد وصل بشكل ما إلى الآلهة الشابة التي تجهزت للمعركة وعينت إيا قائداً عليها. وعندما التقى الطرفان قام إيا بقتل أبسو وأسر ممو. وفوق أبسو - الماء العذب - أقام مسكنا له، ومنذ ذلك الوقت صار إلهاً للماء العذب الباطني، يمسك بممو الأسير بحبل، أي بالرطوبة والضباب الملازمين للماء أنى وجد.
ولكن المعركة لم تُحسم بعد، وكان على الآلهة الشابة خوض معركة فاصلة بقيادة ابن للإله إيا، بكره الذي دعاه مردوخ، والذي كان أعظم آلهة الجيل الثالث من الآلهة:
تخلب الألباب قامته، تلمع كالبرق عيناه،
يخطو بعنفوان ورجولة، إنه زعيم منذ البداية.
بفن بديع تشكلت أعضاؤه،
لا تدركه الأفهام، ولا يحيط به خيال.
أربعة كانت آذانه، أربعة كانت عيونه،
تتوهج النيران كلما تحركت شفتاه.
كان الأعلى بين الآلهة وما لهيئته من نظير،
هائلة أعضاؤه، سامقة قامته.
ثم خلق آنو الرياح الأربعة وسيَّرها،
وأسلم قيادها لسيد الجماعة،
لمردوخ الذي أحدث بها الأمواج فاضطربت لها تيامة؛
قلقه صارت، تجول على غير هدى.
أتت بأسلحة لا تقاوَم؛ أفاع هائلة
حادة أسنانها، مريعة أنيابها،
مُلئت أجسادها سماً بدل الدم.
أتت بتنانين ضارية تبعث الهلع،
توجتها بهالة من الرعب وألبستها جلال الآلهة.
أحد عشر نوعاً من الوحوش أظهرت إلى الوجود،
ومن الجيل الأول من الآلهة الغاضبة في مجلسها،
اختارت الإله كينغو ووضعته أمام جيشها قائداً».





الثور المجنح، رمز القوة والفحولة والاله آشور

وصلت أنباء الاستعدادات الجديدة أسماع الآلهة الشابة، فمضى جدهم أنشار يبحث عن قائد يتصدى للإلهة الغضبى وحشْدِها، ولكن الجميع تقاعس عن المهمة إلا مردوخ الذي جاء إلى أنشار في عدة الحرب الكاملة وانتصب أمامه معلناً عن قبوله لمنصب القيادة. فدعا أنشار الآلهة إلى مأدبة فشربوا وأكلوا حتى نسوا مخاوفهم، ولمردوخ البطل أسلموا مصائرهم، وأعطوه أعلى قوة إلهية وهي قوة الكلمة الخالقة. ولكي يتأكدوا من قوة كلمته جاؤوا إليه بثوب وضعوه في وسطهم وقالوا له:
سلطانك أيها الرب هو الأقوى بين الآلهة.
ليفن الثوب بكلمة من فمك،
وليرجع سيرته الأولى بكلمة أخرى.
فأمر مردوخ بفناء الثوب فزال،
ثم أمر به فعاد ثانية.
فلما رأى آباؤه الآلهة قوة كلمته،
ابتهجوا وأعطوه ولاءهم: مردوخ ملكاً.
وها هو يستعد للمعركة:
صنع قوساً وأعلنه سلاحاً له،
جعل للسهام رؤوساً مسنونة وشد لقوسه وتراً؛
رفع الهراوة وأمسكها بيمينه؛
وربط القوس والجعبة إلى جنبه،
ثم أرسل البرق أمامه،
وملأ جسده بالشعلة اللاهبة.
صنع شبكة يوقع بها تيامة،
وصرَّف الرياح الأربعة تُمسك بأطرافها لاحتواء تيامة.
أطلق فيضان المطر، سلاحه الهائل،
ثم اعتلى مركبة لا تُقهر، مركبة العاصفة؛
وقد حفت به الآلهة، حفت به الآلهة؛
وقد تدافعت حوله الآلهة، تدافع آباؤه الآلهة.
وعندما التقى الجمعان دعا مردوخ تيامة إلى منازلة فردية بينهما
تقدما من بعضهما، تيامة ومردوخ أحكم الآلهة؛
اشتبكا في قتال فردي والتحما في عراك مميت.
نشر الرب شبكته واحتواها في داخلها،
وفي وجهها أفلت الرياح الشيطانية التي تهب وراءه،
وعندما فتحت فمها لابتلاعه،
دفع في فمها الرياح الشيطانية فلم تقدر على إطباقه،
وامتلأ جوفها بالرياح الصاخبة،
فبطنها منتفخ وفمها فاغر على اتساعه.
ثم أطلق الرب من سهامه واحداً مزق أعماقها،
تغلغل في الحشا وشطر منها القلب.
فلما تهاوت أمامه أجهز على حياتها؛
طرح جثتها أرضاً واعتلى عليها؛
وقف على جزئها الخلفي،
وبهراوته العتية فصل رأسها،
وقطع شرايين دمائها،
التي بعثرتها ريح الشمال إلى الأماكن المجهولة.
ثم اتكأ الرب يتفحص جثتها المسجاة،
ليصنع من جسدها أشياء رائعة؛
شقها نصفين فانفتحت كما الصدفة،
ثم نزع شبكته عنها وقد تحولت إلى سماء وأرض.





اله السماء(آنو) يمنح شمس الحياة الى البشر

بعد ذلك يعمد مردوخ إلى خلق هيئات ومظاهر الطبيعة من جسد تيامة القتيلة، فمن لعابها صنع الضباب والغيوم المحملة بالمطر، ومن رأسها صنع التلال، ومن ثدييها الجبال، وفجر من أعماقها المياه فاندفع من عينيها نهرا دجلة والفرات. ومن جزئها العلوي صنع النجوم والسيارات، قسَّم الوقت فرسم خط السمت وحدود السنة التي قسمها إلى أشهر وأيام. أمر القمر بالسطوع وأوكله بالليل وبشهور السنة، وخلق الشمس التي تحدد الأيام. بعد ذلك أنبت من الأرض الزرع والشجر، ولم يبق سوى خلق الإنسان. وكما كان الأمر في الأسطورة السومرية القديمة، فقد كان لا بد من التضحية بأحد الآلهة ليُصنع من دمه الإنسان. وهنا يؤتى إليه بالإله كينغو زوج تيامة، والمتهم بتحريضها على شن الحرب، فقُطعت شرايين دمائه، ومن دمائه قام إيا بخلق البشر الذين أسكنهم مردوخ مدينة بابل التي رفع بنيانها أمهر الحرفيين الإلهيين، فأوكل البشر بالعمل وحرر الآلهة من عبئه. بعد الانتهاء من كل ذلك اجتمع كل الآلهة في معبد مردوخ الذي بنوه في بابل واحتفلوا بانتهاء أعمال الخلق والتكوين، وأعلنوا لمردوخ خمسين اسماً مقدساً، يشف كل واحد منها عن صفة من صفاته أو فاعلية من فاعلياته التي تطال الأرض والسماء .

المراجع :
1- S.N. Kramer Sureriann Mythology, Harper and Row, New York, 1961.
2- Alexander Heidel, the Babylonian Genesis, Phoenix, Chicago, 1970.
3- E.A. Speseir, Akkadian Myths and Epics, in: J. Pritchard, Ancient Near Eastern Texts, New Jersy, 1969.4- Stephanie Dalley, Myths from Mesopotamia, Oxford, 1989.


اساطير الخلق والتكوين
3 - التكوين الكنعاني
سكن الكنعانيون سوريا الشرقية والشريط الساحلي السوري منذ مطلع التاريخ المكتوب. بالاضافة الى التاثير المتبادل بين الثقافة الكنعانية والثقافات السامية الاخرى المجاورة والثقافة المصري، ويمكن القول ان الحضارة الكنعانية قد دخلت في اساس الثقافة اليونانية اللاحقة. كاسطورة “قدموس” الاله الذي جاء من فينيقيا وعلمهم الكتابة، واختطاف الالهة السورية “يوروبا” التي اعطت اسمها للقارة الاوروبية الجديدة. وقد اطلق اليونان على كل من احتك بهم من الكنعانيين اسم الفينيقيين.
بقيت المعلومات عن الادب الكنعاني محدودة جدا، اما لانه من مصدر مشكوك او معادي لها كالتوراة. او مصادر نقلت لنا الكثير من المعلومات عن الفينيقيين ولكن بلسان مشبع بعقل يوناني.
الا ان اكتشاف مدينة اوغاريت السورية وضعتنا على ارض اكثر صلابة لان الالواح الفخارية التي تم العثور عليها في انقاض معبد “بعل”، وبعد حل رموزها يثبت بالدليل القاطع ان الكتابة المسمارية التي نقشت على تلك الالواح، هي كتابة ابجدية، وانها اول ابجدية كتبها الانسان وتنتمي الى اللغات السامية.
والاوغاريتية شديدة القرب للغة العربية واليكم مقطعا من ملحمة “كريت”:

يعرب بحدرة ويبكي (اي يدخل خدره ويبكي)
بتن رجع ويدمع (اي يثني الكلام ويدمع)
تتكتن ادمعته (اي ودموعه تنكت)
كم شقل ارضه (كما المثاقيل على الارض)
تمنح حصت بطنه (اي تبلل غطاء سريره)
ايل برد بظهرته (وبرد ايل بظهوره)
اب ادم ويقرب (اي ويقترب ابو البشر)
يسال كرت (اي يسال كرت)
يدمع تنعمن غلم ايل؟ (اي ايدمع الجميل غلام ايل؟)
سجلا تظهر مجدل (اي اعلى ظهر القلعة)
سايدك سم (اي ارفع يدك نحو السماء)
دبح لثور ابيك ايل (اي واذبح للثور ابيك ايل)

وعلى راس الالهة الاوغاريتية الاله “ايل” كبير الالهة ورب السماوات يصل عرشه في السماء السابعة وكان معبود من جميع الشعوب السورية، فنجده في الحواضر الفينيقية والارامية وتدمر، وقد عبده العبرانيين في مطلع تاريخهم. كما نجد الاله “بعل” او “حدد” هو رب المطر والسحاب والصاعقة وكان الاقرب للعباد، فهو سيد الزراعة. والى جانب “بعل” نجد نقيضه الاله “موت” اله الجفاف والحرارة والعالم السفلي.
ومن الالهة المؤنثة عبد الكنعانيون “عشيرة” الام الكبرى وزوجة “ايل” وكانت تدعا ايضا “ايلات” نسبة الى “ايل” من القابها سيدة البحر ومازال اسمها يطلق على خليج ايلات. كما عبدوا “عناة” حبيبة الاله “بعل” وروح الخصوبة الكونية وكانت تلقب بالعذراء و”عشتارت” وهي الهة اخرى للخصب تقاسمت مع “عناة” وظائف الهة الخصب “عشتار” والى جانب الالهة الرئيسية نجد “يم” وهو البحر الاول و”شيش” الهة الشمس وهي انثى.
تتجه الاسطورة الاوغاريتية لتفسير الطبيعة بطريقة تروي توق الانسان الكنعاني المستمر لاستمرار الخصب في الارض والحيوان والانسان. والاله “بعل” دائم الخلاف مع الاله “موت” اله الموت والجفاف، يشمل الظواهر الطبيعية الكونية كلها.
تقع الالواح الفخارية في ثلاث مجموعات، المجموعة الاولى تضم الاساطير المتعلقة بالاله “بعل”، والمجموعة الثانية وتضم ملحمة “كرت” ملك حبور، والمجموعة الثالثة وتضم ملحمة “اقهات” وهو ملك كنعاني اخر. وقد عثر على هذه الالواح جميعا في انقاض معبد “بعل” وهي على غاية كبيرة من التشويه، وهناك مشاكل مازالت تثيرها اللغة الاوغاريتية الى يومنا هذا. ورغم هذا تم تقديم ترجمة أمينة للمقاطع الواضحة.
1- “بعل” و”يم” السيطرة على المياه الاولى: يلعب اله الخصب “بعل” في هذه الاسطورة نفس الدور الذي لعبه “مردوخ” في قهر المياه الاولى واحلال نظام للكون. والمياه البدئية هنا يمثلها “يم” ابن “ايل”.
نجد الاله “يم” وقد بدء النزاع مع “بعل” فهو يطلب من مجمع الالهة بتسليم “بعل” ليصبح عبدا له، والظاهر ان “بعل” احتمى في البدء بمجمع الالهة ولكنهم لم يكونوا قادرين على مواجهة سطوة “يم” الذي كان يتمتع بقوة فائقة وسلطة واسعة، وبعث برسولين الى المجمع وعندما وصل الالهان الرسولان لم يسلموا على احد ولم يحترموا احد وتلوا ما اراد “يم” فيثور “بعل” ويقفز الى سلاحه لقتل الرسولين الا ان الالهتين “عناة” و”عشتارت” تحولان دون بغيته لان الرسول لا يقتل.
تحدثنا المقاطع الواضحة في اللوح ان الالهين الحرفيين “كونر” و”حاسيس” قاما بصنع سلاحين ماضيين، حيث يقوم الاول بشل حركة “يم” ويتكفل الثاني بالقضاء عليه. وهنا تضطرب الالهة لهذا الحدث وينقسمون بين راضٍ وساخط
===========================
سفر البداية-التكوين الكنعاني (ص109-117)
كن مدون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر

ابحث في الارشيف

الدانة نيوز الصفحة الرئيسية

الدانة نيوز الصفحة الرئيسية
الدانة نيوز هي اداة اعلامية تشكل مدخلا لمعرفة ما يدور في العالم على جميع الاصعدة والمجالات

احدث الاخبار .. الشبكة الاعلامية

إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية

صفمة المقالات

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

مشاركة مميزة

ما هي الروح ... لا وجود للروح

ما هي الروح ... لا وجود للروح ما هي الروح من انتم لتفسروا ما هي الروح ؟؟ علق بعض السادة المحترمين على موضوع خرافة الروح وتاكيد...

تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع

اعلن معنا

سلايدر الصور الرئيسي

اعلان سيارات

اعلن معنا

اعلن معنا
معنا تصل لجمهورك

خدمات نيو سيرقيس

خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر ---
مؤسسة نيوسيرفيس سنتر ترحب بكم 

خدماتنا ** خدماتنا ** خدماتنا 

اولا : تمويل المشاريع الكبرى في جميع الدول العربية والعالم 

ثانيا : تسويق وترويج واشهار شركاتكم ومؤسساتكم واعمالكم 

ثالثا : تقديم خدمة العلاقات العامة والاعلام للمؤسسات والافراد

رابعا : تقديم خدمة دراسات الجدوى من خلال التعاون مع مؤسسات صديقة

خامسا : تنظيم الحملات الاعلانية 

سادسا: توفير الخبرات من الموظفين في مختلف المجالات 

نرحب بكم اجمل ترحيب 
الاتصال واتس اب / ماسنجر / فايبر : هاتف 94003878 - 965
 
او الاتصال على البريد الالكتروني 
danaegenvy9090@gmail.com
 
اضغط هنا لمزيد من المعلومات 

اهلا ومرحبا بكم

وكالة انباء الدانة – مؤسسة عربية مستقلة – متخصصة في الاعلام والعلاقات العامة

ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة




لقاء مع المفكر التوسي يوسف الصديق

* * * المفكر التوسي يوسف الصديق: المصحف عمل إنساني يختلف عن القرآن ويجب الإطاحة بالأزهر والزيتونة