لماذا الحية في الجنة هي ثالثة ادم وحواء - اساطير 2

. . هناك تعليقان (2):
 الأفاعي أسطورة الخير والشر
تشغل الأفعى مساحة لا يمكن تجاهلها في خيال البشرية، ولا ينطبق هذا الحكم على الإنسان القديم فحسب.. فما تزال الأفعى تثير اهتمام إنسان هذا العصر، والمتتبع للعلاقة بين الإنسان والأفعى منذ بدء الخليقة يلاحظ أنها علاقة ديناميكية نشطة لم تثبت على حال واحدة.. ذلك أن تاريخ البشرية قد شهد تقلبات وتغيرات في هذه العلاقة ورموزها من عصر إلى عصر، ومن تصور حضاري لآخر، وقد تأرجحت هذه العلاقة بين معاني الخير والشر والتقديس والتحريم..
---------------------------------------
الأفاعي معبودة ومالكة للخلود!
تأخذ عقيدة عبادة الأفعى أشكالاً متعددة؛ فهي إما أن تكون موجهة إلى ثعبان واحد، أو إلى عدة ثعابين، أو حتى إلى قطع بعينها من ثعبان ما، كما قد تكون هذه العبادة موجهة إلى روح أحد الآلهة، وقد تشكلت في أفعى معينة سواء أكانت أفعى حقيقية أو متخيلة، أو في شكل تماثيل معدنية أو حجرية أو كانت أفاعي حقيقية.
وترجع أشكال هذه العبادة في الأغلب إلى عبادة أفعى حقيقية، سرعان ما أصبحت خير مكان تحل فيه روح الإله..
وللرجوع إلى أصل هذه العبادة ينبغي أن نلاحظ التأثير السلبي والإيجابي للحيوان في عقلية الرجل البدائي؛ إذ إن إحساس هذا الرجل بقوة الأفعى وحكمتها على نحو ربما يفوق قدراته جعله يتوجه نحوها بالتقديس، وكذلك أغراه جمالها ونعومة جلدها وحركتها الغامضة بلا أقدام أو أجنحة، وهو أمر قد تنفرد به الأفعى دون سائر الكائنات الحية وقدرتها على الاختفاء المفاجئ ولمعان عينها وبريقها وجمالها وقوتها وقوة سمها المميت، ثم أخيراً قدرتها على استعادة شبابها بتغيير جلدها، وهو الشيء الذي من أجله نظر الإنسان البدائي إليها بوصفها مالكة للخلود.. وهذه المظاهر جميعاً جعلت الإنسان البدائي يرى في الأفعى قدرات خارقة تعد الأساس الأول لصياغة الأساطير حولها.

وإذا كانت الأفاعي تنقسم في الطبيعة إلى سام وغير سام، فإن هذا التصنيف انعكس بدوره في تقسيم الأفعى أسطورياً إلى أفعى شريرة تشبه الشياطين والأشكال الأخرى المهولة، وأفعى خيرة تقوم على حراسة كنوز الإنسان وممتلكاته. وقد تعبد الأفعى لذاتها، وقد تعبد بوصفها ممثلة لروح الإله المعبود أو الأرواح بصفة عامة؛ ذلك أن الإله نفسه قد يظهر أحياناً في شكل أفعى ضخمة تماماً مثلما يظهر في شكل حيوان آخر له قدسية الأفعى، كما يؤكد طه الهاشمي في مصنفه (تاريخ الأديان وفلسفتها) الصادر عن دار مكتبة الحياة.
ولقد تطور التفكير الديني لدى الإنسان الأول حتى اعتقد بقوة الروح وألّه من مظاهر الطبيعة ما شاقه وسكن إليه كالشمس والرعد والصاعقة، وهكذا اتخذ من هذه المظاهر آلهة خير وآلهة شر، ثم أخذ اعتقاده يتطور فعبد الأحجار والأشجار، فلما فطن إلى عدم جدواها أعرض عنها وعظم الروح التي توهمها فيها ورفع من شأنها، ثم صار مشركاً يعبد آلهة متعددة يتقرب إليها بالصلوات ويتقي شرها بالأضاحي والنذور. ولاحظ علماء الأديان القديمة أن هناك سببين لعبادة الحيوان:
أولهما:
عبادته لذاته مباشرة لمنفعتها وألفتها أو قوتها، ولا يخفى أن الإنسان القديم كان يعتقد أن أرواح البشر بعد الموت تنقلب إلى حيوانات!
ثانيهما:
احترام الحيوان المعبود بوصفه طوطماً ممثلاً الأجداد.

ولقد عبد الإنسان البدائي الأفعى بوصفها المألوف، إما خوفاً منها على عادة الشعوب البدائية التي توجهت بالعبادة والتقديس إلى الكائنات المخيفة اتقاءً لشرها، أو اعتقاداً في أنها تتقمص أرواح الموتى والشياطين، فقدسوا التماسيح والعقارب والثعابين السامة، واللافت للنظر أنهم لم يؤلهوا جميع أنواع الثعابين، وإنما قدسوا الكوبرا أو الصل (ما يسميه العرب بالناشر) في جميع الحضارات المصرية القديمة التي أحاطت بالجزيرة العربية في عصور ما قبل التاريخ، وفي العصور التاريخية سواء الحضارة المصرية القديمة أو الهندية أو البابلية، بل إن شعوب إفريقيا وأمريكا تشترك معها في هذه العقيدة.
لقد اتخذ المصري القديم الأفعى رمزاً طوطمياً له، جاعلاً منها المعبود الذي يحميه من الأرواح الشريرة، ويدفع عنه أذى الأعداء بتوجيه عناصر الأذى فيه إلى أعدائه... ومن هنا فإن ذكر الأفعى يرد في أساطير مصر القديمة أولاً مرتبطاً بالعين التي خرجت فكرتها إلى الوجود بوصفها عين حورس الإله السماوي، وهي عين ثالثة بالإضافة إلى عيني الإله، وكانت العين أساساً هي أفعى اليورايوس (الصل) الذي كان مثبتاً إلى أحد التيجان أو عصابة الرأس على جبهة الملك، كما يقول الدكتور صمويل كريمر في كتابه القيم: أساطير العالم القديم ويبدو أن كلاً من اليورايوس والعين قد نشآ من فكرة أن أفعى (جت القدس) وهو اليورايوس على جبهة الملك هو تجسيد الآلهة وأحد أشكال الأفعى البدائي الذي تقول الأساطير إنه أول جسد ألقي على جزيرة الأرض الملتهبة عند بداية الخلْق، ومع مرور الزمن تسللت أسطورة آسيوية تمثل صراع آلهة السماء والنور مع تنين المحيط المخيف إلى مصر الفرعونية حيث تمثلت في قصة الأفعى الضخمة المسماة (اليعبوب) عدو إله الشمس المصري.

افعى بابل
اتخذها الالهة شعارات لهم
ويحدثنا المؤرخ هيرودوت أن أفعى في بابل كانت تعبد هناك، كما أن الإله (أيا) اتخذ من الأفعى ذات الرؤوس المتعددة شعاراً له، مثلما اتخذها الإله (مردوخ) شعاراً له كذلك بعد أن أسرت إليه الأفعى ذات الرؤوس السبعة بالطوفان فقام ببناء سفينة النجاة العظيمة، وكانت هذه الأفعى هي التي جذبت حبال السفينة وربطتها إلى الشاطئ، والمعروف أن الإله (مردوخ) كان يعبد بوصفه إله النهر ذي الأفعى العظيمة بحسب مقولة c.f.oldham وما تزال الهند من أشهر المناطق التي تحافظ على طقوس عبادة الأفعى ومعابدها منذ فجر التاريخ حتى الآن، ويقيمون لها الاحتفالات على نطاق واسع، خصوصاً في عيد يسمي (ناحابا نشامي) أو عيد الأفاعي، حيث يطلقون سراحها يومها وتعرض للبيع للجمهور، وتوجد مزارات لها تحت شجرة حيث يوضع حجر مستدير يحج الناس إليه حاملين القرابين والأضاحي والزهور والمشاعل المضيئة، وقاتل أفعى الكوبرا في الهند عقوبته الإصابة بالعقْم، أو تعريضه للدغتها ونهشه بأنيابها وإصابته بسمومها!
ومنذ زمن بعيد قدس الإغريق الأفعى، ويقال إن الملك سيكروس أول ملوك أثينا كان على هيئة نصف رجل ونصف أفعى كما يقول: edith hamilton.. ومن عادات قبيلة الأماكسوما في غينيا الجديدة أن تقام طقوس التطهير لقاتل الأفعى؛ إذ يتحتم على قاتلها أن يرقد في ماء جار لمدة عدة أسابيع، وفي هذه الأثناء لا يستطيع أي إنسان أن يؤذي حيواناً أياً كان نوعه ثم يحمل جسد الأفعى القتيل ويكفن ويدفن بجوار حظيرة مواشي.
ويحتفظ المتحف البريطاني بتماثيل للأفاعي البرونزية وعملات حكت صورة أفعى الكوبرا على أحد وجهيها.

الأفاعي حارسة تتقمصها روح الأجداد
تشتمل العقيدة الروحية على جانبين أساسيين يكمل أحدهما الآخر:
الجانب الأول: يتعلق بقدرة الروح على الانفصال عن الجسد في حالة الحياة وبعد الموت.
والجانب الثاني: يتعلق بامتلاك الأشباح والكائنات الأخرى لقدرة روحانية خاصة بحيث يصبح لها تأثير خاص في حياة الإنسان.
لا غرو بعد ذلك أن تقوم علاقة الإنسان بهذه الكائنات على تقديسها والسعي لكسب رضاها، شأنها في ذلك شأن علاقته بالظواهر الكونية التي لها تأثير مباشر في حياته.
ها هم البدائيون المتوحشون يتحدثون إلى الحيوانات الحية والميتة في وقار ويؤدون لها واجبات التقديس والتبجيل ويطلبون العفو منها عندما تقضي الضرورة بصيدها أو قتلها، لاعتقادهم بأنها تتقمصها روح ما؛ هي روح الأجداد.
ومن الأمثلة الدالة في هذا المجال أن قبائل (الثاكلو) في المكسيك يتصورون أن أرواح الأشراف تتقمص بعد الموت الطيور الفخمة، في حين تحل أرواح العوام في الحشرات..
كذلك تتصور بعض قبائل وسط أفريقيا أن روح الرجل الصالح تمنح الحياة، أما روح الرجل الشرير فتمنحها للأفاعي، وفي مالاجاش ينظر للأفاعي بوصفها مخلوقات تتقمصها روح الأجداد.. ولذلك فهي مخلوقات تثير الشفقة والعطف.

وفي جنوب أمريكا اعتقد الناس قديماً أنهم ينحدرون من سلالة الأفاعي، أيضاً نجد في منطقة شاسعة من أوروبا الأفاعي تحظى باحترام كبير بزعم أنها من الممكن أن تكون امتداداً لعبادة الأجداد!
ويعتقد الساميون اعتقاداً مشابهاً في حلول الأرواح في أجساد الحيوانات والطيور.. وتصور الروح في شكل الطير أو الحيوان لا يختص بالعرب وحدهم، بل شاركهم في ذلك كثير من الشعوب البدائية.. وقد اعتقد قدماء المصريين أن الجن والأرواح تتجسد في أجساد الحيوانات؛ فقد تجسد الإله (بتاح) في العجل أبيس، والإله (أوزوريس) في جسد تيس، والإله (باستت) في هيئة قطة، والإله (ست) في صورة حمار وخنزير أفعى، وفي أحد النصوص الفرعونية التي ترجع إلى عهد الدولة الحديثة يقولون إن أرواح كل الآلهة تسكن أجساد الحيات، وأن الحية هي الصورة الأرضية للإله الأكبر (أتوم) كما يقول الدكتور محمد الجوهري في كتابه (علم الفلكلور) وقد انتشرت الأفاعي المقدسة في مصر إلى درجة أنها في العصور القديمة أصبح اسم كل إله يخصص برسم أفعى، مثل الصقر الذي اعتبر مخصوصاً بكلمة الإله في الكتابة المصرية القديمة، بل أكثر من هذا صورت الإلهة الصغيرة الطيبة (إلهة الحصاد) على شكل أفعى!
وكانت الفتيات يعلقن في رقابهن ما يعرف برقية (أبو فيس) المعبود، وهو أفعى الكوبرا الضخم، كذلك كانت توضع تماثيل هذا الإله في البيوت لحمايتها.. وبصفة عامة عبد المصريون الأفعى السام الكوبرا في شكلين: الأول في صورة الإلهة بوتو حامية ملك مصر، والثاني هو الصل حامي إله الشمس وزميله.

ثم بعد ذلك أصبحت العادة تحتم أن يحتوي كل معبد نموذجاً حياً من هذه الأفاعي، وتشتهر الأفاعي بوصفها حارسة الآبار وعيون المياه.. وكانت الأفعى التي سرقت أخشاب الخلود من جلجامش تقيم بجوار نبع ماء وتقوم بحراسته، كذلك كانت الأفعى هي التي تقوم بحراسة النهر والمستنقعات في الحضارة البابلية القديمة.. ومن هنا فقد كان الإله (أيا) الذي اتخذ من الأفعى ذات الرؤوس المتعددة رمزاً له يسمى إله النهر ذي الأفعى العظيمة، ولقد كان التنين (الهيدرا) الذي قتله هرقل يقوم بحراسة مستنقع ليرنا وعين المياه التي قاتله هرقل بجوارها، ولقد كان الهيدرا يسمى حارس المياه.. وفي هذا السياق أيضاً نجد الأفعى الضخمة التي كانت تحرس بئر زمزم، وتلك التي كانت تشرف على جدران الكعبة إذا اقترب منها مَنْ أراد إلحاق الأذى بها.
وتحدثنا الأساطير عن الأفعى التي ترتدي تاجاً من المجوهرات، وهو تاج ثمين لا يمكن إلا لشخص مغامر قوي أن يستولي عليه.
وفي الهند وماليزيا وإندونيسيا تنتشر الحكايات التي تقول بامتلاك الأفاعي للحجر السحري الذي ينير لها الطريق، ومن خصائص هذا الحجر أنه يقتل كل مَنْ يحاول لمسه عنوة، وإذا وضع بعد تلاوة تعاويذ معينة عليه فوق شخص نهشته الحية، فإنه يمتص السم من جسم المصاب، ولابد للحصول عليه من الإعداد الجيد للسيطرة على الحية وهزها بعنف لاستخراجه منها.

وكما كانت الأفعى تقوم بحراسة الإنسان وممتلكاته كانت تدافع كذلك عن القيم الإيجابية للجماعة وتطارد الخارجين على ناموس الجماعة والكون بوصفهم ممثلين للدنس، ومن ثم يصبحون في نظر هذه الجماعة مرادفين للأرواح الشريرة التي لابد من اتقاء شرها.
وقد زخرفت قصص ليالي ألف ليلة وليلة بقصص الحيات التي تجسدت فيها الملائكة أو الجان، وكانت الأفعى هي التي تقوم بحراسة بئر زمزم وتمنع عنه المعتدين وهي التي تصدت كذلك للذود عن مكة المكرمة، ويروي الثعالبي في كتابه (قصص الأنبياء المسماة بعرائس المجالس) عن تلك الحية الرهيبة التي كانت تهم بالوقوف على ذنبها في أعلى حائط بالكعبة الشريفة، كلما رأت قوة معادية لقريش تريد هدم البيت الحرام، أو كلما رأت قريش ضرورة هدمه لتجديده، ولم تتمكن قريش من هدمه لتجديده إلا بعد أن خطف الحية نسر وطار بها.
ويبدو أن خيال العربي لم ينظر للأفعى بوصفها حارسة في عالمه الأرضي المادي، وإنما امتد هذا الدور ليؤدي نفس الوظيفة في عالم مفارق هو عالم الغيبيات.
هذا هو الاعتقاد الخاص بالأفعى الحارسة، وهو اعتقاد ينشأ أساساً من الربط بين الأفاعي والجن والأرواح الطيبة أو (المؤمنة)، أما الحية الشريرة التي يتقمصها الجن الشرير فلنا فيها حديث آخر.

الأفعى الشريرة وصراع الشر
تحتفظ أساطير الشعوب القديمة بكثير من الشواهد التي تدل صراحة على أن الأرواح الشريرة والشياطين تسكن الأفاعي.. فالأساطير القديمة تحكي عن صراع إله السماء والنور مع تنين المحيط المخيف المسمى باليعبوب عدو إله الشمس المصري، كما توضح لنا النقوش الفرعونية على جدران المعابد المصرية صورة اليعبوب وهو مقيد بالسلاسل المعدنية، وقد رقدت الإلهة النوبية سلكت عند رأسه، وقد فسر المصريون منذ القدم الصراع بين النور والظلام أو بين إله الشمس وعدوه الرهيب (الأفعى) بوصفه ظاهرة يومية يلقى فيها هذا الوحش في الماء عندما تغرق في المحيط، حيث ترفع الأفعى الضخمة نفسها مانعة أشعة الشمس من الظهور، ولكن في الصباح يتم تقطيع أجزائها إرباً، وتبدو الشمس منتصرة لأنها قتلت الأفعى العظيمة.

وتوضح النقوش القديمة هذا الصراع بتصوير الإله القط (باستت) وهو يقتل الأفعى في الصباح تحت أقدام شجرة السماء، وتعود هذه المعركة نفسها في أثناء النهار عندما تهب العاصفة فتحجب وجه السماء... ولهذا فإن أسطورة الثعبان وصراعه مع إله الشمس (رع) تظهر بالمثل في قصة صراع (حورس) الإله مع (ست) إله الشر، وشيئاً فشيئاً أصبحت الأفعى تشير إلى إله الشر ست نفسه، إذ يتمثل في أحد أشكاله بوصفه أفعى مائية متوحشة، وأصبح الخلط بين ست إله الشر القديم والأسطورة الأخيرة للأفعى كاملاً.
وتعتقد بعض العشائر الأسترالية والداهومية والفارسية القديمة أن الأفعى هي (قوس قزح) وأن المكان الذي يلتقي فيه قوس قزح مع الأرض لا يصلح للحياة فيه، ولا تفلح محاولات زراعته أو تعميره؛ إذ إنه يكون محلا للأرواح الشريرة!

وقد عرف العرب الأرواح الخبيثة، ومنها الجن والشياطين واعتبروها في الغالب مصدراً للأعمال الشريرة كافة؛ فهي المسؤولة عن كل الظواهر الطبيعية والإنسانية التي تشذ عن السياق الطبيعي المألوف، وكانت الحيات (الأفاعي) هي الصورة المألوفة التي يسكنها الجن والشياطين غالباً، ولعل الصورة الأكثر انتشاراً في الحضارة السامية القديمة للأفعى التي تسكنها الروح الشريرة أو الشيطان هي الأفعى التي تسببت في طرد آدم من الجنة بعد أن أغوت حواء وآدم وأغرتهما بالأكل من الشجرة المحرمة.
ويروى أن الأفعى هي الوحيدة من بين الكائنات التي لدغت أبا بكر الصديق (رضي الله عنه) في غار حراء حينما لجأ إلى الغار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء الهجرة إلى المدينة، وذلك في نفس الوقت الذي بنى فيه العنكبوت بيته على الغار، وأقام الحمام مسكناً له فوقه إمعاناً في تضليل كفار مكة المكرمة.
إن سيرة الأفعى مع الشر طويلة؛ فهي تبدأ بالتباسها بالأرواح الشريرة ثم الجن فالشياطين وهم أحد فئات الجن الشرير.

ويبدو أن الأصل في نظرة الإنسان إلى الأفعى هو الشر أو الأفعى الحارسة، فقد تكون هي والخيرة بعض فئات الجن المؤمن؛ أو هي الوجه المقابل للوجه الشرير، وقد سخر بالسحر أو بأمر الآلهة لحماية الإنسان أو المقدسات.. وعموماً فإن الأفعى يتمثل فيها كلا الجانبين: الخير والشر معاً، وهو أمر يخرج بما قيل فيها من قصص إلى عالم الوجود في غالب الأمر، وهو وجود يحتمل الشيء ونقيضه.

أبوفيس (Apophis) ثعبان الماء رمز الفوضى
كانت الحية و العصا من أهم رموز العلوم الروحانية فى مصر القديمة ,
و قد عرفت الحضارة المصرية ثلاثة أنواع من الحيات المؤنثه , و نوعين
من الثعابين المذكرة .
و بخلاف نظرة انسان الحضارة الحديثة للحيات و الثعابين و هى نظرة سلبية يملأها الخوف و الرهبة , نجد أن هذه الكائنات كانت مقدسه فى مصر القديمة , و كانت كلها مفيدة للانسان , بل فى معظم الأحيان "حامية" له من قوى الشر , ما عدا نوع واحد فقط , و هو ثعبان الماء "أبوفيس" , الذى كان رمز للفوضى الكونية الكامنة تحت مياه الأزل .
و الحيات المؤنثه فى مصر القديمة هى ثلاثة أنواع .
النوع الأول هو "وادجت" , و اسمها يعنى "الخضراء" , فهى ذلك النوع
من الحيات الذى يعيش فى مستنقعات البردى و البوص بالدلتا , و لونها يميل الى اللون الأخضر , و كانت فى الميثولوجيا المصرية هى ابنة "رع" و عينه و كانت توضع على تيجان ملوك مصر , و فوق جبينهم لتقوم بدورها فى حمايتهم كما قامت "وادجت" بحماية "رع" من قوى الفوضى
و الظلام فى الزمن الأول .
و النوع الثانى هو "ميريت – سجر" , و اسمها يعنى "المحبة للصمت" , فهى ذلك النوع من الحيات الذى يعيش على حافة الصحراء , و هى تعيش فى المناطق المقفرة المهجورة و خصوصا المقابر .
و كانت "ميريت – سيجر" مقدسة بشكل خاص فى دير المدينة و كانت لها مكانة خاصة لدى عمال دير المدينة لما تقوم به من دور فى حماية أرواح البشر فى العالم الآخر .
و النوع الثالث هو "رينينوتت" , و هى ذلك النوع من الحيات الذى يعيش فى الحقول و يلتهم الفئران . كانت "رينينوتت" مقدسه عند قدماء المصريين , فقد كانت هى أحدى الكائنات الالهية التى تشرف على ميلاد الانسان فى هذه الحياة الدنيا , و هى التى تعطيه الاسم و بذلك تساعده على المجئ الى عالم الظاهر . و كانت "رينينوتت" ترتبط بموسم الحصاد , لأنها كانت تحمى المحاصيل بأن تلتهم القوارض التى تشكل خطرا عليها مثل الفئران , و كانت تحمل لقب "ربة صوامع الغلال" .
و الثعابين المذكرة فى مصر القديمة كانت نوعان .
النوع الأول كان رمزا ايجابيا , و هو ثعبان "نحب – كاو" , و اسمه يعنى
"الذى "يعيد ربط الكاوات" , و كلمة "كا" فى اللغة المصرية القديمة
كانت رمزا للطاقة الحيوية , و جمعها "كاو" .
كان ثعبان "نحب – كاو" هو الذى يمنح الانسان الطاقة الحيوية و يجددها
له , و هو أيضا الذى يحمى أرواح الموتى فى العالم الآخر .
أما النوع الثانى من الثعابين المذكرة فهو ثعبان "أبوفيس" , أو "عبيب"
باللغة المصرية القديمة .
و بخلاف كل أنواع الثعابين السابقة التى كانت كلها رموزا ايجابية , كان
أبوفيس هو الثعبان الوحيد الذى يحمل رمزا سلبيا و مخيفا عند قدماء
المصريين . و يرجع ذلك الى أن ثعبان أبوفيس هو ثعبان الماء , و هو أكثر
أنواع الثعابين خطورة , لأنه يكون مختفيا تحت الماء .
كانت الحيوانات التى تعيش تحت الماء غالبا ما تحمل معانى سلبية لدى قدماء المصريين لأنها رمز لعوالم الفوضى الكامنة فى مياه الأزل .
فالتمساح (سوبك) كان رمزا للموت , كما كانت الأسماء عموما رمز
الأرواح الجاهلة , لأن السمك ليس له ذاكرة , و بذلك هو رمز مناسب للأرواح التى فقدت ذاكرتها الكونية .
أما ثعبان الماء فقد راى فيه قدماء المصريين رمزا لأشد الكائنات الالهية خطرا على منظومة الكون كله , ألا و هو "أبوفيس" رمز قوى الفوضى الكامنة فى مياه الأزل . و التى تتربص بالكون و تريد الانقضاض عليه لكى تعيده الى حالته الأولى قبل الخلق , حين كان كل شئ ما زال كامنا , لم يتشكل بعد .

عُبد الثعبان فى صور عديدة، ولعب دوراً ملحوظاً فى الديانة المصرية القديمة لارتباطه بالأزلية وتجدد الحياة، وذلك لما لمسه المصرى القديم من حياة الثعبان، وخروجه من شقوق الأرض، أو كيفية تخلصه من جلده وتجديده.

وقد صور المصرى المعبودات الأزلية نفسها وفقاً لمذهب (الثامون) فى هيئة الثعابين والضفادع. فقد اعتبر الثعبان قوةً مقدسة منذ عصور ما قبل التاريخ، واتخذ رمزاً قوياً للحماية من الأرواح الشريرة، ورمزاً لدفع الأذى والضرر. ويتم ذلك عن طريق توجيه عناصر الأذى الموجودة فيه إلى وجوه الأعداء.

كما ارتبط الثعبان بالحياة وتجددها، نظراً لما عرف به من طول العمر، وقدرته على التملص من جلده فى الشتاء، وكأنه يولد من جديد.

الثعبان "أبوفيس"
ومن المعبودات التى اتخذت الثعبان هيئة لها، المعبود الثعبان المسمى "محـن"، والذى يظهر فى مركب الشمس لمساعدة رب الشمس؛ والثعبان "أبوفيس"، العدو التقليدى اللدود لرب الشمس. ومن الربات "مرت سجر" فى "طيبة الغربية". وقد ظهر العديد من المعبودات بالهيئة الثعبانية فى الكتب الدينية فى عصر الدولة الحديثة.
النمر المهتدى
وردت حكاية عن عمر بن عبد العزيز -الخليفة العادل - أنه كان يمشي في طرقات المدينة -على ساكنها الصلاة ةالسلام- حين كان أميراً على المدينة فرأى هو ومن مع زوبعتين من الريح تلفان على هيئة الدائرة ثم ألتقو وأصبحت زوبعة واحدة وظلت قليلا ثم ذهبت وتركت ثعبان أصفر ضخم ميتاً فأخذه عمر ولفه بقطعة قماش فإذا به يسمع هو ومن معه أن ما رأوه هي حرب الجن المؤمن مع غيره من غير المؤمنين و وأن هذا الثعبان الميت هو أحد النفر من الجن الذي سمعوا القرءان من النبي كما تحدث القرءان وشموا منه رائحة زكية فقام عمر بن عبدالعزيز وكفنه وصلى عليه صلاة المؤمن

وفي آثار كثيرة تتحدث عن أن الثعابين الصفراء وذات الالوان الفاتحة هي جن مسلم يتخذ هذه الصور

فإذا رأى الانسان منه ما يكره يخاطبه ويحذره ثلاث فإن بقى بعدها فيجوز له قتله
الافعى في بلاد الرافدين
تتبوأ الأفعى مكانة ً مهمة ً وحيوية ً في حياة شعوب الشرق الأدنى القديم، وبلاد وادي الرافدين منها على وجه الخصوص، يبدو ذاك واضحاً من خلال المهام التي أنيطت بها أو الأدوار والأفعال التي نسبت اليها والتي وصلت الينا عن طريق الآثار المادية او المدونة لأغلب الأدوار التاريخية التي مرّت بها الحضارة الرافدانية. فللأفعى حضورٌ واضح ٌ في ثنائية الحياة والموت ، طرد وجلب الشرور والمساعدة في العلاج من الأوبئة والأمراض أو مايتعلق بطقوس الخصب والنسل ، والأهم من ذلك، في دورها الأسطوري في تشكّل المعتقدات الدينية، بحيث تكاد لا تخلو ديانة قديمة من دور مميّز وبارز للأفعى(الأنثى) او الثعبان(الذكر). ان لكل ثقافة ثعبانها في الاساطير ، وغالبا ما ينظر اليه على انه رمز للحكمة والطب والمعارف السرية والسحر والخلود والتجديد المستمرللحياة،أما الأفعى فهي رمز للآلهة الأم العظيمة والطاقة الكونية المؤنثة.وأمعاناً بالفائدة سوف نأتي على ذكر هذه الأدوار والأفعال بشيء من التفصيل مقرونة بما يعززها من نماذح وأمثلة خلـّفها لنا سكان العراق القديم.


الأفعى/ الثعبان إلها ً ورمزا ً:
من كبار الآلهة الرافدينية الذي إتخذ من الثعبان لقبا ًوصفة له هو إنكي،إله الحكمة والفلسفة والمسؤول عن شؤون المياه وإليه يعزى خلق الإنسان وإبتكارأسباب ومقومات تطورّه وعناصر مدنيـّته .كان إحدى القابه ( الثعبان العظيم الواقف فوق أريدو) ويصوّر أحيانا بهيئة مخلوق ذي جسم ورأس ثعبان، واستمر هذا الرمز له حتى في الفترة الأكدية بعد ان تغيـّر اسمه الى (أيا).

وان الثعبان من اهم رموز ابنه مردوخ إله مدينة بابل الرئيس، فعادة ً ما يصوّر في الأختام الإسطوانية والمنحوتات والى جواره الثعبان المسمى(موشخوشو أو موشوشو)(صورة2) وهو حيوان خرافي نقشت صورته على واجهة بوابة عشتار في بابل التي أقيمت في العصر البلبلي الحديث)(صورة3). وكانت الأفعى رمزا ً له ،نقشت على أحجار الحدود(كودورو) في العصر البابلي الوسيط(الفترة الكاشيـّة) )() .

يرد في ملحمة الخليقة البابلية أن صراعا ً قد نشب على السلطة والحكم بين الإله مردوخ و الإلهة تيامة ، وأن الصراع قد حـُسم لصالحه. ففي الملحمة تبدو إلالهةُ تيامة غاضبةُ، تُقرّرُ تَحْطيم باقي الآلهةِ ، تَخْلقُ جيشاً كبيراً مِنْ الشياطينِ، تُقرّرُ الآلهةَ بأنّ تيامة يَجِبُ أَنْ تُقْتَلَ، لَكنَّهم جميعاً خائفون،يُوافقُ ألإله مردوخ على قَتْلها شريطة أن يُجْعَلُ إلهَاً أعلى لبلاد بابل ثم يَقْتلُها ليتفرغ لخلق السماءِ والأرضِ، يَقْطعُ جسمها إلى نصفين. مِنْ عيونِها تَغْمرُ دجلةَ والفراتَ بالمياه.وتيامة هذه صُوّرت بهيئة أفعى عظيمة جبّارة (صور5 أ،ب) ،توصف على أنها المياه المالحة أو البحر وتمثـّل قوى الفوضى أو العدم، قد شاركت في عملية خلق الكون والموجودات سوية مع أبسو(المياه العذبة). من المناسب ان نشير الى ان سكان العراق القديم- وفي الجزء الجنوبي منه بشكل خاص- يشبّهون الفرات ودجلة بالأفعى،ذلك ان للنهر شكل أفعواني وهو يسير متعرجا ً. وبسبب مايخلفه النهر من دمار وخراب في القرى والحقول في موسم الفيضان وزيادة المياه ،فإنهم يصفونه بالثعبان وهم يلاحظون سرعة جريانة وقوة تدفق أمواجه () .

كما ان هناك إله ً آخر إتخذ من الأفعى رمزا ً له حتى منتصف الالف الثالث ق.م ثم استبدل رمزه بصورة بشر نصفه الأسفل بهيئة أفعى )(صورة7 أ،ب). ذلك هونيراه ،الإله الثانوي لمدينة الدير(تل العقير) و بمثابة وزير للإله ستران اله المدينة الرئيس.ولنيراه مهمة مقدّسة تتمثل بحماية معبد (إيكور) في نيبور/ نفـّر،المكرّس لعبادة انليل،إله الهواء.

إن ً من أهم القاب الإله دموزي هو الثعبان العظيم أو ثعبان السماء،في السومرية( Ushum-gal) . أما الإلهة اينانا فانها تحمل إسم أم/ والدة الثعبان العظيم (Ama-ushum-gal-an-na)، وهو إسم عادة ما يرد مقترناً ومرادفاً لإسم آخر حملته إينانا ، وهو سيدة السهل( Nin-edin-na).كما انها صُوّرت بهيئة المحاربة وهي تحمل النبال والسهام و تمسك الأفاعي بيديها إمعانا ً في إظهار سطوتها وقوّتها بوصفها إلهة الحرب (صورة8) . صورة ثانية لإينانا منقوشة على لوح فخاري وهي تقف عارية تمسك أفعى كبيرة بكلتا يديها (صورة 9). فيما يـُظهر مشهد منقوش على جرة من الحجر،إينانا وهي تتقاتل مع ثعبان ()

أن واحدا ً من الرموز المسمارية التي تؤلف اسم إينانا ما هو الا تطوّر لشكل الأفعى الملتفـّة حول عصا (صورة11). ولعل الأفعى التي سرقت عشبة الخلود من جلجامش إنما هي إينانا،حدث ذلك بسبب رفض جلجامش الزواج منها بعد ان طلبت هي ذلك،حيث ظلت كاتمة غيظها منه وحقدها عليه، ملاحقة له. وكنوع من الأنتقام لكرامتها تجسّدت بهيئة أفعى وسرقت منه نبتة الخلود التي عاد بها بعد تعب وجهد طويلين ، وخسرما كان يطمح للحصول عليه ، وهو الخلود، وربحت الحية حياتها من خلال خلودها وتجدد شبابها في اللحظة التي تشعر بالوهن والعجز سنوياً .وهي حيلة إستفادت منها بعد ان فشلت في تعطيل مهمة جلجامش وصديقه إنكيدو في الوصول الى غابة الأرز بإرسالها الثور السماوي لكي يقف حائلا ً في طريقهما حيث تمكـّنا منه واردياه قتيلا ً.

من الجدير ذكره أن قصة (نزول إينانا الى العالم السفلي) تسرد كيف أن إينانا وعند خروجها من العالم السفلي رأت دموزي لابساُ أفخر ثيابه وهو يجلس في ظل شجرة في سهل كولاب، وقد أزعجها مظهره وهو غير مكترث بما حلّ بها(وهي زوجته)،عندئذٍ أمرت شياطين أجولا وبمساعدة الثعبان العظيم أن يمسكوا به ويحملوه الى العالم السفلي ليذوق هول العذاب(صورة12). وعندها رفع دموزي يديه باكيا ً ومتوسلا ً الى صهره الإله أوتو ليخلـّصه من قبضة شياطين أجولا، طالبا ً منه أن يحيل يداه ورجليه الى يدي ورجلي ثعبان . وتذكر الأسطورة السومرية ان الإله أوتو إستجاب لدعاء دموزي فجعل(جسده مثل صل ٍ يجوب السهول العالية) وجعل روحه ( مثل طير ٍ يفلت من مخالب نسر), وبذلك مكـّنه من ان يفلت من الشياطين روحا ً وجسدا ً.

الإله - الثعبان ننجشزيدا:
هو الحامي والحارس الشخصي للملك جوديا. صوف بأنه رديف ننجرسو، كان وصيا ً على الباب المؤدي الى العالم السفلي، مركز عبادته في مدينة جيش- باندا وتقع في منطقة بساتين بين أور ولجش، رمزه الثعبان المقـّرن المعروف بإسم(باسمو bashmu) وهو ثعبان عملاق وطويل ،متعدد الأفواه والألسن.كما يبدو في فترة سلالة لجش الثانية بهيئة إله تبرز الأفاعي خلف كتفيه وهي صاعدة للأعلى (صور11أ، ب ، 12) ، استمر هذا المثال حتى في العصر البابلي القديم. اما في الفترة الحثيّة فقد صوّر وهو يمسك الأفاعي بيديه ويضمّـها الى صدره،بينما تتدلى رؤوسها الى الأسفل.

من القابه ( سيد الشجرة المثمرة او الجيدة أو شجرة الحياة) في بعض الاحيان قد يكون هناك بعض التفاعل بين الشجرة و العضو التناسلي الذكري ، ولذلك فانه يمكن ان يكون إله الخصوبه ايضا ً،ربما خاص يدويلة- مدينة لجش(صورة 13).وهو مسؤول عن نمو جذور الأشجار ، ذلك ان جذور الشجرة تستخلص الغذاء من باطن الارض ولها شكل إفعواني يشبه الثعابين (2) (صورة 14و15) ،بالإضافة الى مسؤوليته عن إخضرار الأشجار في فصل الربيع ،ويبدو انه مرتبط مع الاشجار والثعابين والخصوبة .فيما تذكر نصوص سلالة لجش الثانية بأنه قد شارك في طقوس الزواج المقدس في دويلة - مدينة لجش، حيث كان يقام إحتفال ثانوي في مدينة جرسو يتمثــّل بزواجه من الإلهة جشتن- أنـّا(كرمة السماء) ،ذلك ان الإله ننجرسو كان قد عهد اليه بخصوبة الأرض.ومن الراجح ان ننجشزيدا كان في بعض الأحيان بديلا ً عن ننجرسو في الإحتفال الرئيس لدويلة لجش، وأحيانا ً كان جوديا حاكم لجش(حوالي القرن الثاني والعشرين ق.م) يحلُّ أيضا ً محل ننجشزيدا في جرسو، وكان قد اضطلع بتلك السلطة الممنوحة له ليقدم نفسه بصورة ٍ إسمية ٍ في هيئة أو شكل ننجشزيدا ،حتى يتمكن من القيام يذلك الجزء في الإحتفال العظيم.

والده الإله نن- آزو(Nin-Azu) وهو اله مسؤول عن الطب والصيدلة ويعني اسمه (سيّد الأطباء) ووالدته الإلهة نن- جيردا(Nin-gir-da يعني اسمها:سيدة القصب المقدّس) ،أما زوجته ،فتشير النصوص المسمارية مرة ًعلى انها نن- آزيمو (nin-a-zi-mu) وهي إلهة مسؤولة عن نمو يراعم الأشجار،وأخرى على أنها جيشتي- أنـّا (Geshti – anna ) وهي سيدة كرمةِ العنب وأخت الإله دموزي ، تـُوصف بأنها بديلةُ دموزي في العالم السفلي لستّة أشهر من السّنةِ حيث يسْمحُ له بالعودة إلى الأرضِ من أجل ديمومة الحياة.

الأفعى/ الثعبان حارسا ً:
غالباً ما يرد في الأساطير السومرية ذكر الإله – الثعبان (ننجيشزيدا) بوصفه حامي العرش وحارس بوابة بيت الإله (آنو) ،إله السماء ورئيس مجلس الآلهة، يشاركه في ذلك إله الخصب (دموزي). ففي قصة أدابا*،الرجل الجكيم من أريدو يرد ذكره ليس فقط بصفته حارساً أو بوّاباً بل أنه يتكلّم مع آنو بالنيابة عن آدابا،ذاكراً محاسن أدابا وما يتمتع به من حكمة حيث يتمكّن من إقناع آنو بضرورة أن يمنح الخلود لأدابا وأن يقدّم له ماء وخبز الحياة ،أكثر من ذلك،يتكفّل ننجشزيدا بمهمة تطوير وتحسين ألإنسان (أدابا) الذي يُريدُ الحُصُول على الخلودِ للبشريةِ عن طريق "خبز و ماءِ الحياةِ ":

لأجل سكـّان بيت سيدي،في وسط المياه
كنت أصطاد سمكاً. وكانت المياه مثل مرآة
ولكن الريح الجنوبية جاءت هائجةً وأغرقتني
وجعلتني أهبط الى مواطن السمك، وفي لحظة غضب قلبي ، لعنت الريح الجنوبية
الحكيم الذي يعرف قلب الآلهة قدّم نصيحة لأدابا:
يا أدابا إنك ذاهب لتقف أمام آنو،الملك

وعندما تكون قد صعدت الى السماء وتكون قد إقتربت من بوابة آنو
سيكون دموزي و نن- جيشزيدا واقفين عند بوابة آنو
ناطقين بجانبه، دموزي و نن- جيشزيدا خاطبا آنو بكلمة طيبة.
كما يهبطان الى العالم السفلي(عالم الأموات) لفترة محددة من السنة لأدامة دورة الحياة، ويعملان في حراسة بوابات العالم السفلي ومراقبة حركة الشياطين.

ان مهمة الحراسة هي من أهم واجبات ننجيشزيدا وأحبّها وأكثرها قرباً الى نفسه (3)، يتفاخر دائماً بأنه الحارس الأمين لبيت الآلهة الذي يحوي النواميس الإلهية وألواح القدر التي يتقرر بها مصير البشرية. من المؤكد أن هذه المهمة الحيوية والخطيرة لا يمكن أن يضطلع بها الا من ينال رضى وثقة الآلهة . أن إختيار نن- جيشزيدا لهذا الواجب المقدّس ينم عن خبرته في الحراسة وقابليته على صيانة وحفظ الأمانة، لهذه الأسباب أوكل له عمل البوّاب أو الحاجب دون باقي الآلهة حتى أولئك الذين هم من الصنف الأول من أمثال(إنليل،إنكي،أوتو،ننـّار...الخ) فضلاُ عن آلهة تعتبر من نفس صنفه ومنهم من يتمتع بمكانة وشخصية بارزة من قبيل( ننجرسو، نرجال،ننورتا).

كان رمز الأفعى يوضع على الجدران أو في واجهة البيت كتعويذة لاتقاء العين الشريرة والحاسدة ولمنع دخول الأرواح الخبيثة الى البيت، لأن الموقف منها كان ينقسم الى قسمين ، قسم يرى أنها تسكنها روح صالحة تحرس البيوت من الأذى ، وقسم آخر يرى فيها روحا شريرة تسعى الى الأذى (4) .

الأفعى/ الثعبان في الطبابة والمعالجة من الأمراض:

تعود الجذور الأولى لنشأة الطب في العراق القديم الى جذور سحرية ودينية واسطورية ...وكان جوهر الطب عبارة عن صراع بين عناصر سفلى شيطانية وعناصر إلهية.. لذلك يشرف على المريض كاهن ساحر طبيب يسمى (أشيبوA-Shi-bu ) يقوم بدور الوسيط الروحي بالتوسط عند الآلة الشافية وردع الشياطين بالتعازيم والرقى ، وطبيب يقوم بفحص علمي يسمى (آزوA-zu ) يقوم باقتراح العلاج من مادة طبيعية (صورة17) . وكانت شعائر الشفاء وتكوين الأدوية تعد شعائر دينية فكان المعبد هو أول عيادة أو مستشفى تؤدى فيه الطقوس وتتلى التعاويذ التي مايزال البعض يستخدمها حتى اليوم ولو حرف الإسم قليلا ً.. والتي تخلص المريض من سطوة الروح الشريرة..وكان العراقيون القدماء يعتقدون أن المرض غضب إلهي نتيجة ذنب أخل به النظام الإلهي فكان عقابه المرض الذي يؤدي به الى الموت أو يجعله يتوجع ليتذكر الآلهة ويتعظ .. إذا ليتم الشفاء فلا بد من تدخل شخص مقرب من الآلهة وهو الكاهن الذي يرجع ما سببه الإنسان من أذى للنظام الإلهي فيحاول (الأشيبو) ارضاء الآلهة بطقوس خاصة لترضى عن المريض.

اعتقد العراقيون القدماء بأن الحية خالدة لاتموت ، وأن تبديلها لجلدها بجلد آخر كل عام ، هو تجديد لحياتها كلما نال منها الهرم ، وربط بينها وبين القمر الذي يجدد حياته أبديا في دورة شهرية دائمة ، فيسلخ جلده القديم في طوره المتناقص ويلبس جلدا جديدا في دوره المتزايد.
يرد في ملحمة جلجامش أن أوتونابشتيم يدل جلجامش على نبات الخلود الذي يجدد الشباب وبعد حصوله عليه وهو في طريق العودة تأكله الحية ولذلك وبتأثير هذا النبات فإنها تجدد شبابها بنزع جلدها وتغيره الى جلد جديد وقد يكون رمز الحية مستمد كرمز للحياة والشفاء من هذه الأسطورة (6).

على ان هناك ما هو أكثر دلالة من ذلك ،إذ وصل إلينا كأس نذري لسكب الماء المقدس، مصنوع من حجر الستيتايت الأخضر يعود للملك جوديا حاكم لجش. الكأس مزين بنقش بارز يتكون من افعتين، ذكر وأنثى (هذه الخاصيته الثنائية جاءت للتعبير عن الاخصاب، حيث يأمل جوديا خصوبة أراضي مملكته عن طريق الأفعى الملتوية التي تصحبه) تلتفـّان حول عمود أو عصا أو قضيب(5) يرتفع الى فوهة الكأس وكأنهما تحاولان ان تشربا من السائل الذي يتدفق منه في حين يقف تنينان (موشخوشو) ذوي أجنحة خلفهما ، يمسكان بمخالبهما الأمامية بعصا ،وهذان التنينان المركبان لهما سمة الهية بدلالة التاج المقرن ،توجد كتابة مسمارية على بدن الكأس ، نصها:-( الى الإله ننجشزيدا،اله جوديا ،امير لجش،عسى حياته ان تطول،كرّس هذا[الكأس]). هذا الحيوان المركب ذي السمة الثنائية (ذكر وأنثى)،هو شعار الإله ننكشزيدا، بوصفه راعيا ًللطب واله الشفاء السحري والمسؤول عن الدواء وعن الطبيعة.

لذلك يمكن القول بأن صورة الثعبان مع الكأس الذي يضعه الصيادلة اليوم كرمز للطب والشفاء هو رمزعراقي قديم(سومري) يعود للقرن الثاني والعشرين قبل الميلاد.

الأفعى في الفلك والتنجيم:

هنالك صورة للإله- الثعبان ننجشزيدا مطبوعة على لوح طيني(صورة19)،يعود الى فترة متأخرة من الحضارة العراقية القديمة (الفترة الفرثية أو السلوقية)،يبدو فيها ننجشزيدا بهيئة ثعبان عظيم،مكلل بالشعر,لديه قدمين أماميتين فقط تشبهان كف الأسد، يقف فوقه أسد. يُـعتقد أن المشهد له علاقة بالأبراج السماوية. والوصف نقسه ربما ينطبق على صورة الأفعى المنقوشة على العديد من أحجار جدود الأراضي التي تؤرخ الى الفترة البابلية الوسيطة( السلالة الكاشيـّة)،حيث نقشت الأفعى- مع رموز أخرى لآلهة- بإعتبارها رمزا ً للإله مردوخ(صور 20،21).

إشارات:
1- يطلق الأهالي في قرى وأرياف جنوب العراقي المنتشرة على ضفاف الأنهر والمسطحـّات المائية وبخاصة في مناطق الأهوار، صفة أفعى(في اللهجة المحليـّة: آفة) أو ثعبان (كذا: عربيد) على الأنهر والقنوات حين تتصاعد المياه فيها ويشتـد جريانها، وقد يكون وصفا ً للهول والدمار الذي تحدثه الأمواج العاتية وهي تبتلع قواربهم وأكواخهم. بالإضافة الى ذلك، فان الأهالي يتداولون روايات وفصص خيالية مرعبة عن إن افعىً عظيمة او ثعبان كبير الحجم، مكلل بالشعر، يستوطن أحراش القصب والبردي ويقوم بالإغارة ليلا ًعلى القرى في الأهوار ملتهما ً الأطفال الصغار والطيور والحيوانات الصغيرة، وغالبا ً ما تقوم الأمهات باستخدام ذلك حيلة ً في تخويف الأطفال.

2- يرد في قصّـتي (نزول إينانا الى العالم السفلي) و (إينا – جلجامش وشجرة الخالوب) أن الأفعى ( وقد وردت في القصـّة بوصفها رمزا ً من رموز الشر الى جنب الشيطانة ليليث وطائر الأمدوجد الأسطوري) إستوطنت جذور شجرة الخالوب كي تخفي نفسها،وقد إستطاعت ذلك ،لأن شكلها يشبه جذور الشجرة،حتى أنها عندما استنجدت بجلجامش ، لم يستطع العثورعليها وقتلها (الأفعى) الا بعد ان بذل المزيد من الوقت والجهد. (عند جذورها ضرب الحية التي لاتعرف الاغواء ... في تاجها اخذ طير الامدوجود صغاره واعتلى الجبال ... وفي وسطها خربت المرأة ليليث بيتها وهربت الى البوادي ... اقتلع الشجرة من جذورها ومزقها ما عدى التاج ... قطع ابناء مدينته الذين رافقوه اغصانها ... اعطاها الى انانا من اجل عرشها).

3- ليس أدلّ على ذلك حاليا ً من أن أفعى أو ثعبان يقوم بمهمة حماية البيت وحراسته، يطلق عليها في الأرياف لقب(حيـّة البيت)، وهي عادة ً ما تكون وديعة و مسالمة.

4- يستخدم الناس في الأرياف والمدن - الى حد ٍ ما – صورة أو مجسّم لكف انسان تتوسطه عين ويتخلل أصابعه ثعبان ، وذلك لاتقاء العين والحسد والروح الشريرة.

5-لاحظ ان هذا الرمز(العصا والأفعى) هو رمز رافديني(سومري) بإمتياز وقد وصل تأثيره الى الأقاليم والممالك القديمة، لذلك نجده حاضرا ُ في العديد من الأساطير الشرقية القديمة وفي الأساطير الأغريقية بل وفي قصص وروايات الكتب السماوية. على سبيل المثال، نجد مايماثلها(زوج من الأفاعي يلتف حول قضيب محوري) في التراث الهندي في طقوس اليوغا كدليل لإنبعاثِ الحياةِ الأبديّةِ في الأرواحِ، حيث توقظ ألأرواح وتعود إلى الوعي بقوَّةِ الثعبانِ المتصاعدةِ. وطبقا ً للأساطير اليونانية فان (هيرمس) وهو رسول الألهة ، لديه قدرات سحرية على ترويض الأفاعي بعصاه السحرية .والقضيب الذي يلتف عليه زوج من الأفاعي،وهو رمز (إسكلبيوس) اله الشفاء الإغريقي حيث كانت الثعابين موجودة في معبده المخصص لغرض الشفاء وكان بإعتقادهم ان أسكلبيوس يتجسـّد بهيئة أفعى لها القدرة على الشفاء. وان أبقراط الطبيب قد أستخدمها رمزاً له. والحال نفسه ينطبق على عصا موسى التي ورد ذكرها في الكتب السماويـّة وكيف أنها تحوّلت الى أفعى تلتهم أفاعي سحرة مصر ممن جاؤا لإختباره.

6- أتذكـّـر جيداً كيف أن النساء العجائز- والى وقت قريب- كن يستعملن مسحوق ذي لون قرمزي فاتح في معالجة التهاب العيون والأمراض الجلدية ، يستخرجنه من جلد الأفعى بعد سحقه . وكنت اشاهدهن حيث يفتشن جحور الأفاعي بحثا ًعن جلودها التي تستبدلها بأخرى جديدة في كل سنة.
===============================
المصادر:
1. طه باقر: ملحمة جلجامش وقصص أخرى عن جلجامش والطوفان ، دار المدى الطبعة الخامسة 1986 .
2. فاضل عبد الواحد علي: عشتار ومأساة تموز، بغداد،1973.
3. فيصل الوائلي: من أدب العراق القديم.مجلة سومر،ج1و2،م19 ،مديرية الآثار العامة،بغداد 1963.
4. نائل حنون: شخصية الإلهة الأم ودور الإلهة إينانا / عشتار في النصوص السومرية والأكدية. مجلة سومر،ج1و2 ،م34، المؤسسة العامة للآثار والتراث،بغداد 1978.
5. ناجح المعموري: تقشير النص( قراءة في اسطورة اينانا - جلجامش وشجرة الخالوب).
6. . صبحي أنور رشيد وحياة عبد علي ألحوري: الأختام الاكدية في المتحف العراقي،منشورات المؤسسة للآثار والتراث،بغداد 1983.
7. صومئيل نوح كريمر، الأساطير السومرية ، ترجمة يوسف داود عبدالقادر، مطبعة المعارف بغداد
8. ستين لويد، فن الشرق الادنى، ت: محمد درويش، دار المأمون، بغداد، 1988.
9. جنان شاكر حمدان: جوديا أمير سلالة لجش الثانية, رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بغداد 2003.
10. Cirlot, J.A., A Dictionary of Symbols. Translated by J. Sage, London. 1962.
11. Collon, D., Ancient Near Eastern Art. British Museum Press. 1995.
12. Jeremy Black, Graham Cunningham, Eleanor Robson & Gabor Zolyomi. The Literature of Ancient Sumer. New York & Oxford. Oxford University Press.. 2004, 2006.
13. Balaji Mundkur.The Cult of the Serpent: An Interdisciplinary Survey of Its Manifestations and Origins. State University of New York Press, 1983.
14. Thorkild Jacobsen. The Treasures of Darkness, A History of Mesopotamian Religion. New Haven & London. Yale University Press. 1976.
15. Henrietta McCall. Mesopotamian Myths. [The Legendary Past series]. Austin, Texas. University of Texas Press. In co-operation with the Trustees of the British Museum, London. (1990, 1993).
16. Gwendolyn Leick. A Dictionary of Ancient Near Eastern Mythology. London. Routledge. 1991, 1996, 1997.
17. Michael Roaf. Cultural Atlas of Mesopotamia and the Ancient Near East.Oxford.England.2002




هناك تعليقان (2):

  1. من هو كاتب المقال

    ردحذف
  2. شركة مكافحة العته بمكة
    معنا سوف تتمكن من التخلص من حشرة العته بشكل نهائى فنحن شركة مكافحة العته بمكة التى لا منافس لها فى اداء هذه الخدمة و ضمان تحقيق افضل النتائج الممكنة فنحن افضل شركة مكافحة العته بمكة فلدينا الخبرة الكافية التى تضمن لك النتيجة التى ترغب بها
    افضل شركة مكافحة العته بمكة
    https://elbshayr.com/3/Pest-control

    ردحذف

يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر

ابحث في الارشيف

الدانة نيوز الصفحة الرئيسية

الدانة نيوز الصفحة الرئيسية
الدانة نيوز هي اداة اعلامية تشكل مدخلا لمعرفة ما يدور في العالم على جميع الاصعدة والمجالات

احدث الاخبار .. الشبكة الاعلامية

إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية

العالم الجديد

صفمة المقالات

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

مشاركة مميزة

ما هي الروح ... لا وجود للروح

ما هي الروح ... لا وجود للروح ما هي الروح من انتم لتفسروا ما هي الروح ؟؟ علق بعض السادة المحترمين على موضوع خرافة الروح وتاكيد...

تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع

اعلن معنا

سلايدر الصور الرئيسي

اعلان سيارات

اعلن معنا

اعلن معنا
معنا تصل لجمهورك

خدمات نيو سيرقيس

خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر ---
مؤسسة نيوسيرفيس سنتر ترحب بكم 

خدماتنا ** خدماتنا ** خدماتنا 

اولا : تمويل المشاريع الكبرى في جميع الدول العربية والعالم 

ثانيا : تسويق وترويج واشهار شركاتكم ومؤسساتكم واعمالكم 

ثالثا : تقديم خدمة العلاقات العامة والاعلام للمؤسسات والافراد

رابعا : تقديم خدمة دراسات الجدوى من خلال التعاون مع مؤسسات صديقة

خامسا : تنظيم الحملات الاعلانية 

سادسا: توفير الخبرات من الموظفين في مختلف المجالات 

نرحب بكم اجمل ترحيب 
الاتصال واتس اب / ماسنجر / فايبر : هاتف 94003878 - 965
 
او الاتصال على البريد الالكتروني 
danaegenvy9090@gmail.com
 
اضغط هنا لمزيد من المعلومات 

اهلا ومرحبا بكم

وكالة انباء الدانة – مؤسسة عربية مستقلة – متخصصة في الاعلام والعلاقات العامة

ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة




لقاء مع المفكر التوسي يوسف الصديق

* * * المفكر التوسي يوسف الصديق: المصحف عمل إنساني يختلف عن القرآن ويجب الإطاحة بالأزهر والزيتونة