الرعب الاسطوري
لماذا الحية .. لماذا ليس الغراب او حمامة او نسر او حيوان كلب قطة .. لماذا الحية دون خلق الله هي التي تغري حواء لتأكل من الشجرة المحرمة .. تعالوا نتعرف على اسطورة الثعبان في حياة الشعوب .. في زماننا نعرف أن الثعابين و الحيات هي خيوانات زاحفة غير مقدسة، كما أن الكثيرين يعرفوا أن الكثير من الشعوب القديمة قد قدستها و اعتبرتها مخلوقات سماوية و حارسة للآلهة. و عندما ننظر إلى الرعب التي لا تزال هذه المخلوقات الفريدة تسببه للانسان إلى اليوم فإننا نستطيع – قطعاً – أن ندرك لم قدستها الشعوب القديمة. ولم كانت هي في الجنة وصداقتها لحواء
قدسية الأفعى أو الثعبان من بين جميع الرموز التي أخذت معانيها من مراقبة الإنسان للطبيعة٬ فإن رمزية الأفعى كانت الأكثر سحراً٬ فقدرتها على تجديد جلدها تبدو بالنسبة للناظر إليها وكأنها ولادة جديدة٬ لذا فقد غدت رمزاً للانبعاث والخلود٬ كما ارتبط بالولادة والأمهات. وهي رمز القوة بسبب حركاتها المتلوية التي تمّكنها من أن تلتّف على غريمها لتخنقه٬ وبسببُسّمها وشرها فهي ترمز إلى جانب الطبيعة الشرير. فقدرتها على القتل "لدغاً أو عصراً" وعلى الشفاء معاً٬ جعلتها عبر التاريخ رمزاً للقوى الإيجابية والسلبية التي تحكم العالم. لذا فإّن صورة الأفعى تستحضر على نحو سحرّي كلاً من الحياة والموت بالإضافة إلى قوى الانبعاث والخصب. ويرمز الثعبان إلى الأرض٬ وهذه الرمزية شائعة عالمياً٬ لأن هذا الحيوان في تماس مع الأرض بكل جزء من جسده٬ وهو يغيب في الأرض عدة مرات في اليوم٬ ويبقى في الأرض كل الليالي وكل فصل الشتاء٬ ورأى القدماء أن الأفعى عندما تخترق جوف الأرض٬ فهي تنتزع أسرارها٬ لذلك أصبحت عند بعض الشعوب رمزاً للمعرفة والحكمة٬ خاصة شعوب مصر والشرق الأدنى٬ ففي مصر القديمة يكشف الثعبان أسرارها للربة "ايزيس" التي تنقلها بدورها للفرعون وبعض الكهنة٬ ومنذ عهد الأسرة الحاكمة الأولى يحمل الفرعون اسم الثعبان٬ ويحمل النصب الذي يوجد في قبره صورة قصر يعلوه ثعبان. وفي الهند ارتبطت عبادة الأفعى في الهند برمزية المياه٬حيثُ عّدت الأفاعي حارسة ينابيع الحياة والخلود٬ وبالتالي حارسة لثروات الروح العليا والتي يرمز لها بالكنوز الدفينة٬ أما في الغرب٬ فقد رمزت الأفعى نظراً إلى شكلها المتلوي الشبيه بالأمواج٬ إلى حكمة الأعماق والأسرار العظيمة. كما سادت لدى الشعوب البدائية في أستراليا٬ فكرة ارتباط الأفعى بقوس قزح٬ فبحسب أساطيرهم التي نقشوا رسومها على الصخور٬ كان يوجد أفعى قوس قزح مؤنثةُ تلقب بالأم وخالقة كل شيء حّي "البشر٬ النباتات٬ والحيوانات". وأفعوان قوس قزح مذكر كان يقاتل الشمس على المياه بالنيابة عن البشر.
عند السومري
عرف الأدب السومري الأكادي لعنة تقول: "إن من يثبت نظره على ثعبان أثناء خروج الأخير من أحد ثقوب المنزل في اليوم الأول من سنة جديدة٬ وقبل أن يترك فراشه ليضع رجله على الأرض٬ سيموت في هذه السنة". عند البابلي وفي الحضارة البابلية يصرع الإله مردوك (يتخذ شكل تنين ذي رأس ثعبان مقرن) الثعبان٬ كرمزية لصراع الخير والشر٬ وهذا الموضوع ممثل على إناء موجود في متحف اللوفر/فرنسا.
في الهند
ويعتبر الثعبان "كاليا" في الهند شيطان التكبر والجهل٬ وقد انتصر عليه الإله "كريشنا"٬ وصّورت هذه القصة على عدة قطع أثرية موجودة في المتحف الوطني/ دلهي (الهند).
في مصر
أما في مصر الفرعونية فقد كان رمز الأفعى شائعاً جداً٬ فقد كان الحرف الهيروغليفي الذي يعّبر عن القيمة الصوتية للحرف (٬(Z عبارة عن صورة حركة الأفعى.
في سبأ
عند الآلهة المصرية تتجسد ازدواجية رمزية الأفعى٬ فإلى جانب الآلهة الإيجابية (الخيرة) في هيئة ثعابين كانت توجد السلبية كذلك٬ فمثلاً الرب الخالق (آمون) هو الحّية الطالعة من فوضى البدء٬ إنه شخصية إيجابية٬ ولكن في المقابل العدو الرئيسي لإله الشمس رع هو الأفعوان الضخم "آُبب" الذي كان أثناء الليل يبتلع المياه الباطنية للنيل٬ إنه شخصية سلبية (شريرة) في الأسطورة المصرية٬ وأيضاً نجد ضمن الآلهة المصرية هذه الازدواجية في الرمز تتكرر مراراً٬ فإلهة الخصب "ررينببنوتيت" هي حّية إيجابية٬ بينما عملاق الليل والظلمة "نيبيجد" فهو شخصية سلبية على هيئة ثعبان.
في اليونان
كما ارتبطت الأفعى بإلهة الحكمة أثينا التيُمثلت بهيئة امرأٍة محاربة وهي تمسك بترٍس تزينه صورة ميدوزا المرأة التي مسختها أثينا بعد أن أهانتها وقتلها بيرسيوس٬ وكان رأس ميدوزا هذه مغطى بالأفاعي التي نبتت مكان شعرها بعد مسخها٬ وكانت تحّول كل من ينظر إليها إلى حجر.
كما تذكر بعض المصادر التاريخية بأن معبد أثينا في مدينة أثينا كان يحتوي على أفاٍع غير سامة٬ وسواٌء كان هذا الأمر صحيحاً أم لا٬ فإنه يعكس بوضوح مكانة الأفعى عند الآلهة وبالتالي في الديانات الإغريقية القديمة. ومن التمثيلات الشهيرة لرمزية الأفعى صولجان هرمس المعروف باسم الكاديكوس (٬(Caduceus فقد تدخل رسول الآلهة هرمس في الصراع الدائر بين أفعوين فالتّفتا حول صولجانه٬ ويعلو رأسي هاتين الأفعوين جناح صغير أو خوذة مجنحة. وقد رمز الكاديكوس عند الرومان إلى التوازن الأخلاقي والسلوك الجيد٬ حيث رمز الصولجان إلى القوة٬ ورمزت الأفعى إلى الحكمة٬ والأجنحة إلى المثابرة٬ والخوذة إلى الأفكار النبيلة٬ وحتى يومنا هذا ما زال الكاديكوس العلامة المميزة للأسقف الكاثوليكي في أوكران
في سبأ
في حضارة سبأ القديمة ( حضارة يمنية قامت قبل الميلاد في جنوب الجزيرة العربية واشتهرت بتجارة اللبان و البخور، و بسيطرة أسطولها البحري على المحيط الهندي والسواحل الإفريقية)، كانت الثعابين تحرس أشجار اللبان السرية المقدسة بحسب الميثولوجيا* اليمنية، و كان هناك أيضاً نوع آخر من الثعابين، الثعابين المجنحة التي اختصت بتعذيب الخطاة، و سارقي اللبان، و أعداء المكرب السبأي (الملك/الإله).
في الصين
و في الصين القديمة تطورت فكرة الثعبان الطائر إلى ما يعرف بالتنين، رمز الصين. التنانين كانت مخلوقات متوحشة امتلكت القدرة على التفكير لذلك اعتبرت مخلوقات حكيمة، و كانت رمزاً للمجد و لكبرياء الحكمة المتوحشة. كانت تنفث اللهب من أفواهها و أنوفها، وتتنفس الدخان الحار الأبيض، كانت معمرة و مقدسة، و كانت رمز العالم القديم.
في انجلترا
و نجد فكرة الثعبان المجنح/التنين موجودة في إنجلترا القديمة و رومانيا كما في كل أنحاء أوروبا القديمة، و توجد لها أيضاً جذور في أساطير الحضارة الهللينيه (الإغريقية أو اليونانية) الشهيرة. و أصبح التنين رمزاً للعديد من فرق الفرسان الأوروبية، كما أصبح شعار النبالة للعديد من الأسر النبيلة، و كذلك شعاراً للعديد من الملوك، و للكثير من ممالك شرق آسيا و جنوبها، بسبب مكانته المقدسة،
و اشتق من اسمه الاسم الذي يعني الفرسان المدعين، أو سلاح الفرسان الثقيل، خيالة التنين أو التنانين، فالتنين يعني (dragon)، و الفارس المدرع كامل التسليح يعني (dragoon).
و اشتق من اسمه الاسم الذي يعني الفرسان المدعين، أو سلاح الفرسان الثقيل، خيالة التنين أو التنانين، فالتنين يعني (dragon)، و الفارس المدرع كامل التسليح يعني (dragoon).
الرومان
تفسر الآبار الرومانية العميقة جداً التي حفرها الرومان في قلاعهم حسب التفسير الميثولوجي بأنها كانت مباءات للثعابين الهائلة التي عاشت في ذلك الزمان، و كذلك تعزى التكاوين الكهفية شديدة العمق و الضيق في بريطانيا إلى هذه الثعابين، التي كانت تعرف بالديدان، و الكلمة الإنجليزية (Worm) التي تعني الدودة و هي شيء حقير بمقاييس اليوم، اشتقت من الكلمة اللاتينية(Wyrm) و التي تعني الأفعوان الهائل. و هناك مناطق في بريطانيا تعرف بعرين الديدان خطأ، فالمقصود، عرين الأفعوانات. و تجمع الحضارات الإنسانية في مهودها على الرعب الهائل الذي مثلته المخلوقات الثعبانية المقدسة، كثعبان الباسليسك و هو ثعبان خرافي ورد في التراثيات الميثولوجية الأوروبية للدلالة على نوع من الثعابين الهائلة كالأفعوانات (Wyrms)، تمتاز بطول العمر الذي قد يصل إلى آلاف السنين.
في اليابان
كما أن الثعابين اعتبرت رمزاً للشيطان، و اعتبرت مخلوقات حارسة لجهنم، و يختص الثعبان الأخضر في الثقافة اليابانية بالدلالة على الشر المباشر، أو ما يمكن اعتباره الشيطان
العرب
و اعتبر الثعبان في شبه الجزيرة العربية رمزاً للشيطان أيضاً، كما هو رمز للموت المفاجئ، وللغضب، والعداء، و فقدان الإيمان، و الشك، بدون تحديد للون، لكنها بشكل عام اعتبرت الثعبان الضخم الأبيض أو الفضي أكثر إيذاء من الأسود، و يمكن تفسير ذلك بالنظر إلى البيئة العربية الصحراوية التي تجعل من المتعذر على العربي تمييز الثعبان الأبيض أو الفضي في رمال الصحراء البيضاء، ما يعطي الثعبان الفرصة لمفاجأة الضحية.
العرب
و اعتبر الثعبان في شبه الجزيرة العربية رمزاً للشيطان أيضاً، كما هو رمز للموت المفاجئ، وللغضب، والعداء، و فقدان الإيمان، و الشك، بدون تحديد للون، لكنها بشكل عام اعتبرت الثعبان الضخم الأبيض أو الفضي أكثر إيذاء من الأسود، و يمكن تفسير ذلك بالنظر إلى البيئة العربية الصحراوية التي تجعل من المتعذر على العربي تمييز الثعبان الأبيض أو الفضي في رمال الصحراء البيضاء، ما يعطي الثعبان الفرصة لمفاجأة الضحية.
وبشكل عام، تزيد مكانة الثعبان في الثقافة الجمعية كلما اقتربنا من الحضارة و بالذات الحضارات الزراعية، و تختلف درجات أذيته باختلاف ألوانه، ففي أوروبا، تعد الثعابين السوداء أو داكنة اللون أكثر إيذاء من نظيرتها فاتحة الألوان، و يرجع ذلك إلى البيئة الأوروبية الخصيبة التي تسهل اختفاء الثعابين الداكنة في التربة، و بين الأشجار. كما أن الثعابين السوداء هي رعب حقيقي في أدغال إفريقيا بسبب تعذر تمييزها عن الأرض السوداء بفعل ظل الأشجار العالية، و تعد ثعابين الأناكوندا الشهيرة في غابات الأمازون إحدى الصور الواقعية الشهيرة لثعبان الباسليسك
و تجمع الثقافات على القدرات غير الطبيعية لعيني الثعبان المخططتين، فهما تملكان القدرة على صعق الناظر إليهما مباشرة و شله، كما أن من يقتل ثعباناً، ينبغي عليه أن يقتلع عينيه، لأنه حسب المعتقد الشعبي، يأتي الثعبان القرين للثعبان المقتول و ينظر في عينيه فيعرف قاتله لأن عيون الثعابين تحفظ آخر صورة انطبعت فيها قبل موتها، و بهذا يكون قاتل الثعبان عرضة لانتقام القرين (و لكل ثعبان قرين)، الذي قد يطارد القاتل في طول الأرض و عرضها، كما قد يستحضر الثعبان انتقاماً مروعاً من القاتل دون مطاردة باعتباره من سعاة الشيطان، و حرسه، كما باعتباره من المخلوقات الأرضية الغائرة في قدمها بحيث أنها تملك قدرات ما ورائية، لذلك تستخدم في أعمال السحر الأسود التي تستنزل اللعنة الأبدية على فاعلها. اكتفي بهذه المعلومات وغدا ساعرض خرافة التوراة
و تجمع الثقافات على القدرات غير الطبيعية لعيني الثعبان المخططتين، فهما تملكان القدرة على صعق الناظر إليهما مباشرة و شله، كما أن من يقتل ثعباناً، ينبغي عليه أن يقتلع عينيه، لأنه حسب المعتقد الشعبي، يأتي الثعبان القرين للثعبان المقتول و ينظر في عينيه فيعرف قاتله لأن عيون الثعابين تحفظ آخر صورة انطبعت فيها قبل موتها، و بهذا يكون قاتل الثعبان عرضة لانتقام القرين (و لكل ثعبان قرين)، الذي قد يطارد القاتل في طول الأرض و عرضها، كما قد يستحضر الثعبان انتقاماً مروعاً من القاتل دون مطاردة باعتباره من سعاة الشيطان، و حرسه، كما باعتباره من المخلوقات الأرضية الغائرة في قدمها بحيث أنها تملك قدرات ما ورائية، لذلك تستخدم في أعمال السحر الأسود التي تستنزل اللعنة الأبدية على فاعلها. اكتفي بهذه المعلومات وغدا ساعرض خرافة التوراة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر