لم يتوقف تأثير الأصولية اليهودية على اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق إسحق رابين، ولكنه يتعدى ذلك إلى موجة خطيرة تهدد إسرائيل والعالم بسبب نفوذها المتنامي في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
وفي كتابهما “الأصولية اليهودية في إسرائيل”، يقدم البروفسور إسرائيل شاحاك، الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس (توفي قبل سنتين)،واليهودي الأمريكي نورتون متسفينسكي رؤية ودراسة،مفادها أن ظاهرة الأصولية اليهودية هي أكثر الاتجاهات تأثيرا وخطورة في إسرائيل.
*****************
===================
الأصولية اليهودية تهدد إسرائيل والعالم
ينقسم اليهود من حيث علاقتهم بالدين إلى ثلاثة أقسام: العلمانيون ويشكلون ما بين 25 – 30% من اليهود، والتقليديون ويشكلون 50 – 55% من المجتمع، والمتدينون ويشكلون حوالي 20% من السكان. وينقسم المتدينون بدورهم إلى قسمين: المتطرفون الحريديم (والحريديم هي جمع حريدي وتعني التقي)، ويمتاز هؤلاء بارتداء القبعات السوداء غير المشغولة والملابس السوداء، أما القسم الثاني من المتطرفين اليهود فهم المتدينون القوميون، وهم ذوو الطواقي المشغولة.
ويتوزع تأييد الحريديم السياسي على حزبين رئيسين، هما يهدوت هاتوراه (يهودية التوراة) وهو حزب الحريديم الأشكناز القادمين من أوروبا الشرقية، أما الحزب الثاني فهو حزب السفارديم (حراس التوراة) الشهير باسم شاس، وهو حزب الحريديم الشرقيين أو السفارديم،الذين قدموا إلى فلسطين من الدول العربية.
أما المتدينون القوميون فينتظمهم بشكل أساسي الحزب الديني القومي (المفدال)،وهو الحزب الأنشط في مجال الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.
أدى النجاح السياسي المدوي للحريديم في انتخابات عام 1988 إلى ظهور هؤلاء باعتبارهم قوة سياسية، تأكدت وترسخت في التسعينيات بسبب نجاحاتهم المتواصلة في الانتخابات،ولفت ذلك الانتباه إليهم، وبخاصة في الولايات المتحدة، ونشرت عنهم الكثير من الكتب والدراسات باللغة الإنجليزية.
كيف حصلت الأحزاب الحريدية على نفوذها السياسي؟ وما هو البناء التنظيمي الذي استخدمه الحريديم من أجل تحقيق نجاحهم السياسي؟
ربما يكون الاهتمام بالتعليم يقدم الإجابة عن السؤالين السابقين، فقد سيطر الحريديم مباشرة أو على نحو غير مباشر على شبكات تعليمية كبيرة في إسرائيل، مما مكنهم من الانتقال من الهامش السياسي إلى قلب الحلبة، وتجدر الملاحظة هنا إلى أن الثقل السياسي للحريديم يتركز في اليهود الشرقيين.
فقد كان اليهود المتدينون حتى عام 1948 يعتبرون الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين بدعة شكنازية، ولذلك فإن مؤسسي إسرائيل هم من الأشكناز العلمانيين أو التقليديين. ويلاحظ كذلك أن التدين والفقر والتهميش كانت من السمات الغالبة على اليهود الشرقيين في مرحلة التأسيس، بينما هيمنت العلمانية على الأشكناز، الذين شكلوا الطبقة الحاكمة والغنية والمتنفذة في الدولة الناشئة.
وشجع التمييز والإهمال اليهود الشرقيين على إنشاء مدارس دينية خاصة بهم، شكلت فيما بعد قاعدة لحزب شاس الذي حصل على دعم مالي كبير استخدم في بناء المدارس، وتمويل المنقطعين للدراسات الدينية، وبناء مجموعات كبيرة من المؤيدين والمتطوعين في العمل السياسي لصالح الحزب. واستطاع شاس أن يكون الحزب السياسي الشرقي الوحيد في الوقت الذي فشلت فيه محاولات العلمانيين الشرقيين في الحصول على تأييد الإسرائيليين.
ويعبرعن اليهود القوميين الأشكناز الحزب الديني القومي، وجماعة غوش إيمونيم الاستيطانية التي حصلت على دعم كبير من وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي شمعون بيريز،والذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في حكومة إسحق رابين الأولى (1974- 1977)، وتحولت الجماعة الاستيطانية إلى قوة سياسية واستيطانية كبيرة ومؤثرة.
وتقوم فكرة الحزب على تعاليم القبالاة (الصوفية اليهودية)، التي تبلورت بين اليهود الأشكناز في القرن السابع عشر الميلادي، والتي تتضمن أفكارا مبالغا في عنصريتها تجاه غير اليهود.
وعلى عكس جماعات اليهود الشرقيين المتدينين، فإن الحزب القومي الديني وذراعه الاستيطانية غوش إيمونيم، يشجعون منتسبيهم على الانخراط في الجيش، وكان ضباطهم وجنودهم الأكثر تميزا في القتال، وأقاموا جامعة بار إيلان، التي تدرس، إضافة إلى التعليم الديني، التخصصات الأكاديمية الأخرى.
وتعتبر المستوطنات في الفكر الأصولي قلاعا للأيديولوجية اليهودية، ويمكن أن تكون نواة للمجتمع الإسرائيلي الذي يرغب القادة الأصوليون في بنائه في الضفة الغربية. وتؤيد الغالبية العظمى لأعضاء الكنيست الاحتفاظ بالمستوطنات. ففي أوائل عام 1999 صوت مائة عضو من بين 120 عضوا في الكنيست، بمن فيهم أعضاء حزب العمل، للاحتفاظ بالمستوطنات، فإذا استثني النواب العرب من العشرين عضوا المعارضين في الكنيست، فإن عددا ضئيلا جدا من النواب الإسرائيليين يعارض المستوطنات.
والواقع أن معظم المستوطنين (250 ألفا) يقيمون في القدس، أما الجزء الباقي (مائة ألف) فإن عشرين ألفا منهم يقيمون في مستوطنتين، هما أرييل قرب رام الله وكريات أربع القريبة من الخليل، وينتشر الباقون في مئات المستوطنات بمعدل 100 شخص لكل مستوطنة. فالغالبية العظمى من الإسرائيليين مازالت ترفض العيش في المستوطنات خارج القدس، برغم الإنفاق الكبير والتسهيلات التي تقدمها الحكومة الإسرائيلية. ويعطي المستوطنون (عدا سكان القدس) أصواتهم في الانتخابات للأحزاب الدينية الأصولية.
ويقول الوزير العمالي السابق يوسي بيلين، الذي يعد أكثر قادة إسرائيل اعتدالا، “إن أسخف اتهام يوجه إلينا هو أننا تخلينا عن المستوطنات والمستوطنين، فقد أجل اتفاق أوسلو عدة شهور من أجل ضمان أن كل المستوطنين لن يلحق بهم ضرر، وأنهم سوف يتمتعون بأقصى درجات الأمن، وهذا يعني تقديم استثمار مالي ضخم لهم. والوضع في المستوطنات لم يكن أبدا أفضل مما هو عليه الآن بعد توقيع اتفاق أوسلو”.
ورغم هذه التأكيدات من أحد صناع اتفاق أوسلو، إلا أن الأصوليين اليهود يعتبرون اتفاق أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية كارثة حلت بإسرائيل، وجعلت لزاما عليهم أن يحاربوا بلا رحمة “الكيان الكنعاني الفلسطيني” الجديد، وتحولت معركتهم من صراع سافر مع العلمانيين إلى عمل هادئ صامت لاختراق المؤسسات الإسرائيلية العسكرية والقضائية والتعليمية، وإعادة صياغة الدولة وتوجيهها.
ويمثل باروخ غولدشتاين نموذجا للتفكير والسلوك الأصولي اليهودي. فهذا اليهودي القادم من الولايات المتحدة اقتحم المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994 وقتل 29 شخصا، من بينهم أطفال، أثناء أدائهم صلاة الفجر.
وكان غولدشتاين طبيبا في الجيش الإسرائيلي، وقد رفض مرات عدة معالجة العرب، حتى الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي. وقد فشلت محاولات محاكمته لرفضه الأوامر العسكرية مرات كثيرة. وبعد خلاف كبير مع المسؤول الطبي للجيش نقل للعمل في مستوطنة كريات أربع، برغم أن سلوكه يعد تمردا وخيانة.
وكان رغم عصيانه مرشحا للحصول على ترقية شرف من كابتن إلى ميجور، وكان مفترضا أن يمنحه رئيس إسرائيل الترقية في 14 نيسان 1994، ذكرى قيام إسرائيل، لكنه قتل بعد تنفيذه المذبحة على يد المصلين، الذين اندفعوا لمنعه من مواصلة جريمته.
ولم تعتذر الحكومة الإسرائيلية عن المذبحة، وجرى تبرير وقح لما قام به غولدشتاين، مثل أنه تعرض لضغوط لا تحتمل، وأن المسؤول عن المذبحة هم العرب!!.
وقد رتبت جنازته بعناية فائقة لم يكن فيها إنكار للمذبحة، وغطيت جدران كثير من الأحياء بالملصقات التي تمجد غولدشتاين وتأسف لأنه لم يقتل المزيد من العرب، وكان الأطفال يرتدون قمصانا كتب عليها “غولدشتاين شفى أوجاع إسرائيل”. وتحولت الكثير من الحفلات الموسيقية الدينية والمناسبات الأخرى إلى تظاهرة لتحية غولدشتاين، وسجلت الصحف العبرية هذه الاحتفالات بتفصيل ممل، وأعلن الكثير من المستوطنين والأعضاء في الحركات الأصولية تأييدهم لما فعله غولدشتاين في مقابلات صحفية وتلفزيونية، وأثنوا عليه كشهيد ورجل قديس. وقام الجيش بتوفير حرس شرف لقبره، وأصبح القبر مكانا يحج إليه الإسرائيليون من كل مكان.
الأصولية اليهودية في إسرائيل
تأليف:إسرائيل شاحاك ونورتون متسفينسكي
إبراهيم غرايبة - الغد
ينقسم اليهود من حيث علاقتهم بالدين إلى ثلاثة أقسام: العلمانيون ويشكلون ما بين 25 – 30% من اليهود، والتقليديون ويشكلون 50 – 55% من المجتمع، والمتدينون ويشكلون حوالي 20% من السكان. وينقسم المتدينون بدورهم إلى قسمين: المتطرفون الحريديم (والحريديم هي جمع حريدي وتعني التقي)، ويمتاز هؤلاء بارتداء القبعات السوداء غير المشغولة والملابس السوداء، أما القسم الثاني من المتطرفين اليهود فهم المتدينون القوميون، وهم ذوو الطواقي المشغولة.
ويتوزع تأييد الحريديم السياسي على حزبين رئيسين، هما يهدوت هاتوراه (يهودية التوراة) وهو حزب الحريديم الأشكناز القادمين من أوروبا الشرقية، أما الحزب الثاني فهو حزب السفارديم (حراس التوراة) الشهير باسم شاس، وهو حزب الحريديم الشرقيين أو السفارديم،الذين قدموا إلى فلسطين من الدول العربية.
أما المتدينون القوميون فينتظمهم بشكل أساسي الحزب الديني القومي (المفدال)،وهو الحزب الأنشط في مجال الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.
أدى النجاح السياسي المدوي للحريديم في انتخابات عام 1988 إلى ظهور هؤلاء باعتبارهم قوة سياسية، تأكدت وترسخت في التسعينيات بسبب نجاحاتهم المتواصلة في الانتخابات،ولفت ذلك الانتباه إليهم، وبخاصة في الولايات المتحدة، ونشرت عنهم الكثير من الكتب والدراسات باللغة الإنجليزية.
كيف حصلت الأحزاب الحريدية على نفوذها السياسي؟ وما هو البناء التنظيمي الذي استخدمه الحريديم من أجل تحقيق نجاحهم السياسي؟
ربما يكون الاهتمام بالتعليم يقدم الإجابة عن السؤالين السابقين، فقد سيطر الحريديم مباشرة أو على نحو غير مباشر على شبكات تعليمية كبيرة في إسرائيل، مما مكنهم من الانتقال من الهامش السياسي إلى قلب الحلبة، وتجدر الملاحظة هنا إلى أن الثقل السياسي للحريديم يتركز في اليهود الشرقيين.
فقد كان اليهود المتدينون حتى عام 1948 يعتبرون الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين بدعة شكنازية، ولذلك فإن مؤسسي إسرائيل هم من الأشكناز العلمانيين أو التقليديين. ويلاحظ كذلك أن التدين والفقر والتهميش كانت من السمات الغالبة على اليهود الشرقيين في مرحلة التأسيس، بينما هيمنت العلمانية على الأشكناز، الذين شكلوا الطبقة الحاكمة والغنية والمتنفذة في الدولة الناشئة.
وشجع التمييز والإهمال اليهود الشرقيين على إنشاء مدارس دينية خاصة بهم، شكلت فيما بعد قاعدة لحزب شاس الذي حصل على دعم مالي كبير استخدم في بناء المدارس، وتمويل المنقطعين للدراسات الدينية، وبناء مجموعات كبيرة من المؤيدين والمتطوعين في العمل السياسي لصالح الحزب. واستطاع شاس أن يكون الحزب السياسي الشرقي الوحيد في الوقت الذي فشلت فيه محاولات العلمانيين الشرقيين في الحصول على تأييد الإسرائيليين.
ويعبرعن اليهود القوميين الأشكناز الحزب الديني القومي، وجماعة غوش إيمونيم الاستيطانية التي حصلت على دعم كبير من وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي شمعون بيريز،والذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في حكومة إسحق رابين الأولى (1974- 1977)، وتحولت الجماعة الاستيطانية إلى قوة سياسية واستيطانية كبيرة ومؤثرة.
وتقوم فكرة الحزب على تعاليم القبالاة (الصوفية اليهودية)، التي تبلورت بين اليهود الأشكناز في القرن السابع عشر الميلادي، والتي تتضمن أفكارا مبالغا في عنصريتها تجاه غير اليهود.
وعلى عكس جماعات اليهود الشرقيين المتدينين، فإن الحزب القومي الديني وذراعه الاستيطانية غوش إيمونيم، يشجعون منتسبيهم على الانخراط في الجيش، وكان ضباطهم وجنودهم الأكثر تميزا في القتال، وأقاموا جامعة بار إيلان، التي تدرس، إضافة إلى التعليم الديني، التخصصات الأكاديمية الأخرى.
وتعتبر المستوطنات في الفكر الأصولي قلاعا للأيديولوجية اليهودية، ويمكن أن تكون نواة للمجتمع الإسرائيلي الذي يرغب القادة الأصوليون في بنائه في الضفة الغربية. وتؤيد الغالبية العظمى لأعضاء الكنيست الاحتفاظ بالمستوطنات. ففي أوائل عام 1999 صوت مائة عضو من بين 120 عضوا في الكنيست، بمن فيهم أعضاء حزب العمل، للاحتفاظ بالمستوطنات، فإذا استثني النواب العرب من العشرين عضوا المعارضين في الكنيست، فإن عددا ضئيلا جدا من النواب الإسرائيليين يعارض المستوطنات.
والواقع أن معظم المستوطنين (250 ألفا) يقيمون في القدس، أما الجزء الباقي (مائة ألف) فإن عشرين ألفا منهم يقيمون في مستوطنتين، هما أرييل قرب رام الله وكريات أربع القريبة من الخليل، وينتشر الباقون في مئات المستوطنات بمعدل 100 شخص لكل مستوطنة. فالغالبية العظمى من الإسرائيليين مازالت ترفض العيش في المستوطنات خارج القدس، برغم الإنفاق الكبير والتسهيلات التي تقدمها الحكومة الإسرائيلية. ويعطي المستوطنون (عدا سكان القدس) أصواتهم في الانتخابات للأحزاب الدينية الأصولية.
ويقول الوزير العمالي السابق يوسي بيلين، الذي يعد أكثر قادة إسرائيل اعتدالا، “إن أسخف اتهام يوجه إلينا هو أننا تخلينا عن المستوطنات والمستوطنين، فقد أجل اتفاق أوسلو عدة شهور من أجل ضمان أن كل المستوطنين لن يلحق بهم ضرر، وأنهم سوف يتمتعون بأقصى درجات الأمن، وهذا يعني تقديم استثمار مالي ضخم لهم. والوضع في المستوطنات لم يكن أبدا أفضل مما هو عليه الآن بعد توقيع اتفاق أوسلو”.
ورغم هذه التأكيدات من أحد صناع اتفاق أوسلو، إلا أن الأصوليين اليهود يعتبرون اتفاق أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية كارثة حلت بإسرائيل، وجعلت لزاما عليهم أن يحاربوا بلا رحمة “الكيان الكنعاني الفلسطيني” الجديد، وتحولت معركتهم من صراع سافر مع العلمانيين إلى عمل هادئ صامت لاختراق المؤسسات الإسرائيلية العسكرية والقضائية والتعليمية، وإعادة صياغة الدولة وتوجيهها.
ويمثل باروخ غولدشتاين نموذجا للتفكير والسلوك الأصولي اليهودي. فهذا اليهودي القادم من الولايات المتحدة اقتحم المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994 وقتل 29 شخصا، من بينهم أطفال، أثناء أدائهم صلاة الفجر.
وكان غولدشتاين طبيبا في الجيش الإسرائيلي، وقد رفض مرات عدة معالجة العرب، حتى الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي. وقد فشلت محاولات محاكمته لرفضه الأوامر العسكرية مرات كثيرة. وبعد خلاف كبير مع المسؤول الطبي للجيش نقل للعمل في مستوطنة كريات أربع، برغم أن سلوكه يعد تمردا وخيانة.
وكان رغم عصيانه مرشحا للحصول على ترقية شرف من كابتن إلى ميجور، وكان مفترضا أن يمنحه رئيس إسرائيل الترقية في 14 نيسان 1994، ذكرى قيام إسرائيل، لكنه قتل بعد تنفيذه المذبحة على يد المصلين، الذين اندفعوا لمنعه من مواصلة جريمته.
ولم تعتذر الحكومة الإسرائيلية عن المذبحة، وجرى تبرير وقح لما قام به غولدشتاين، مثل أنه تعرض لضغوط لا تحتمل، وأن المسؤول عن المذبحة هم العرب!!.
وقد رتبت جنازته بعناية فائقة لم يكن فيها إنكار للمذبحة، وغطيت جدران كثير من الأحياء بالملصقات التي تمجد غولدشتاين وتأسف لأنه لم يقتل المزيد من العرب، وكان الأطفال يرتدون قمصانا كتب عليها “غولدشتاين شفى أوجاع إسرائيل”. وتحولت الكثير من الحفلات الموسيقية الدينية والمناسبات الأخرى إلى تظاهرة لتحية غولدشتاين، وسجلت الصحف العبرية هذه الاحتفالات بتفصيل ممل، وأعلن الكثير من المستوطنين والأعضاء في الحركات الأصولية تأييدهم لما فعله غولدشتاين في مقابلات صحفية وتلفزيونية، وأثنوا عليه كشهيد ورجل قديس. وقام الجيش بتوفير حرس شرف لقبره، وأصبح القبر مكانا يحج إليه الإسرائيليون من كل مكان.
الأصولية اليهودية في إسرائيل
تأليف:إسرائيل شاحاك ونورتون متسفينسكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر