فضائح من التوراة **الحلقة الثانية** سوريا وعودة الزمن العربي.

. . ليست هناك تعليقات:


فضائح من التوراة **الحلقة الثانية**
سوريا وعودة الزمن العربي. الدكتور أحمد داوود
العبرانيون جماعة من البدو لم تغادر شبه جزيرة العرب:

(لا بد من الإطالة حتى تكتمل الصورة ولأهمية المعلومات الواردة في المنشور)

لما كانت هذه التسمية (عابري) أو(عبراني) التصقت أول ما التصقت بإبراهيم الذي يعود زمنه في حساب كل المؤرخين والإخباريين العرب إلى حوالي 1500 قبل الميلاد، فإننا نجد من الضرورة بمكان الآن أن نعود إلى رسم الخارطة السياسية والجغرافية المناخية التي أصبحت عليها بلاد العرب في تلك الحقبة من التاريخ.

فمن الناحية السياسية كانت ثمة دولتان مركزيتان لا ثالث لهما على وجه الأرض بمفهوم الدولة الحقوقي والسياسي والعسكري والاقتصادي، وهما الدولة العربية السورية التي تأسست منذ عهد سرجون وكانت عاصمتها (آجادا) ثم بابل، وتمتد بحدودها من البحر الأسود شمالاً إلى بحر العرب جنوباً، والدولة العربية في وادي النيل، والتي لم يُطلق عليها اسم مصر إلا في زمن عربي متأخر من ذلك التاريخ.

كان يخترق شبه جزيرة العرب من الحنوب إلى الشمال خط القوافل التجاري الدولي الذي كان أهم شريان اقتصادي في العالم القديم، كان هذا الخط يصعد من عدن جنوباً، ثم يمر في منطقة خميس مشيط، ويصعد موازياً لوادي بيشة إلى سفوح منطقة غامد وزهران، وهناك، جنوب غرب العقيق يتفرع منه فرع مع وادي الثرات (الفرات في شبه جزيرة العرب) ليواكب وادي الدواسر إلى منطقة شمال الخليج بينما يتابع الخط الرئيسي صعوده شمالاً إلى منطقة مكة فتيما، فبصرى الشام، فدمشق، حيث يذهب فرع إلى تدمر ومنها إلى أور، وبابل، وآشور، ثم يتابع طريقه مع خط الحرير الذاهب إلى الصين، ومن دمشق يصعد شمالاً إلى إيبلا،

حلب، الأناضول، ثم إلى بلاد اليونان. ولما كانت شبه جزيرة العرب قد قطعت شوطاً بعيداً في عملية التصحر فقد تحولت سهوبها الممتدة من شرق السراة إلى جنوب العراق، إلى برية قاحلة تتخللها وديان وواحات تجوبها جماعات من البدوالرعاة هم الذين سوف يُدعون فيما بعد بالعرب والأعراب، وكانوا ينتهزون الفرص للسطوعلى القوافل المحملة بتلك السلع النفيسة فينهبون ويقتلون ويسلبون ثم يغوصون في براريهم الشاسعة، أويختبئون في جبال السراة المليئة بالكهوف والمغاور منذ أقدم العصور. وكان ذلك من شأنه أن يهدد أمن الاقتصاد التجاري لكل من الدولتين الكبيرتين في سوريا ووادي النيل، مما جعل كلاً منهما تقيم مراكز أومحطات تجعل على كل منها حاكماً (يدعى ملكاً) يؤازره مجموعة من المستَأجَرين والمقاتلين، فيحافظ على سلامة وأمن الخط أولاً، ويقوم بمراسلة ملكه من أجل تلبية احتياجاته من البضاعة التي تجوز ذلك الخط ثانياً.

وفوق هذا فقد عمدت كل مدينة كبرى إلى استحداث محطة لها على ذلك الخط وتحمل في الغالب اسمها، فقد كان لبابل محطة تدعى بابل، ولآشور محطة تدعى آشور، ولنينوى محطة تدعى نينوى، ولحلب محطة تدعى حلبا، ولأوغاريت محطة لها الاسم نفسه، ولدمشق محطة هي دومسك، أما دولة وادي النيل فقد كان لها محطة تدعى (مصري) وملكها يسمى (فرعو).

{وهذه المحطات هي التي تم التزوير الجغرافي بسببها وذلك لجهل الغرب مثلاً بوجود منطقة في شبه جزيرة العرب اسمها بابل غير بابل في العراق حالياً. فتم نقل هذه البابل الصغيرة ليجعلوا منها بابل عاصمة الدولة العربية السورية آنذاك.. وهذا بالضبط ما حدث مع عشيرة المصريين في المنطقة نفسها تقريباً ونقلها المزورون إلى وادي النيل .. وكذلك الأمر مع عشيرة الفلسطينيين التي تم نقلها من مضارب خيامها في برية جزيرة العرب إلى جنوب سوريا.. وهذا سيكون موضوع حلقة قادمة من هذه السلسلة}

وقد أورد المؤرخ والباحث موسيل musil في كتابه الشهير (الصحراء) وصفاً تفصيلياً لكثير من العمليات والمراسلات التي كانت تقوم بين ملوك المحطات وملوك الدولة المركزية في العاصمة.

وكان السوريون يسمون وكيلهم (قيفو) أي الجابي، وكان ملك وادي النيل يسمي وكيله (فرعون). وليست الرسائل التي اكتُشِفَتْ في مدينة أخناتون (تل العمارنة) في وادي النيل إلا نموذجاً آخر واضحاً لمثل هذه المراسلات والتقارير التي ترد إلى ملك وادي النيل من وكيله الفرعون على محطة مصري في شبه جزيرة العرب.

نحن الآن، إذن، زمانياً في حوالي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، زمن إبراهيم الخليل، ومكانياً في جوف شبه جزيرة العرب، وفي إطار هذا الزمان والمكان سوف نتعرف على مجريات الأحداث التاريخية التي أضحت موضوع التزوير الصهيوني والاستعماري في عصرنا الراهن.

الخارطة السياسية إذن هي كما يلي: الدولة السورية المركزية وعاصمتها بابل تبسط سيطرتها من البحر الأسود وسفوح أرارات شمالاً إلى بحر العرب جنوباً، والعرب السوريون الفينيقيون يغطون آسيا الصغرى وبلاد اليونان وإيطاليا والجزر وإسبانيا بالمستوطنات والمدن الزراعية والتجارية كان أهمها في ذلك الوقت تحديداً طروادة الفينيقية في موقعها الاستراتيجي كمفتاح لتجارة البحر الأسود، وطيبة وأثينا والبيريه في بلاد اليونان، وقادس ومالقا في إسبانيا، وغيرها كثير.

دولة وادي النيل التي لم يُطلَقْ عليها اسم (مصر)، ولم يطلق على حاكمها لقب (فرعون) في كل مراحل تاريخها القديم، بل ملك الأرضين، ملك الوجهين، ملك الوادي، وفي مرحلة متأخرة، وحينما غلب طابع الفرع القبطي على سكانها دعيت باسم (ه قبطو) التي تعني القبط، إذ كانت الهاء أداة التعريف في العربية القديمة، وهذه التسمية التي انتقلت عبر الفينيقيين إلى بلاد اليونان وإيطاليا ثم إلى بقية أوروبا والعالم وصارت EGYPTO . وفي رسالة الرسول العربي محمد (ص) إلى المقوقس لم ترد كلمة مصر بل كان الخطاب:

( من محمد بن عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط ). والقبط فرع عربي من فروع حام بن نوح.

أما جوف شبه جزيرة العرب فكان أهم ما يربطه بالخارطة السياسية هوخط القوافل التجاري الصاعد من بحر العرب جنوباً، مروراً بشرق السراة، صعوداً إلى الشمال، وقد توزعت من حواليه المحطات والمراكز الأمنية والتجارية التابعة للدولتين ولأهم المدن الكبر فيهما، ويقوم عليها وكلاء للملك يدعون إما فراعين أوملوكاً أوجباة أو وكلاء.

أما الفروع السكانية العربية التي تتحرك في تلك المنطقة من البدو وأنصاف المستقرين فهي:

1 _ بقايا الآراميين، وهم فروع نبيط بن ماش بن آرام.
2 _ بعض العشائر من أبناء حام.
3 _ عشائر من بني لاوذ بن سام وعشائر كنعان بن حام بن نوح في المنطقة هم كما تعددهم التوراة:
(وولد كنعان صيدون بكره، واليبوسي، والأموري، والجرجاشي، والحوي، والعرقي، والسيني، والعرادي، والصماري، والحمتي)
(أما مصريم فولد فتروسيم وكسلوحيم الذين خرج منهم فلشتيم وكفتوريم)

وهكذا نرى كيف أن الحثيين _في مدونات التوراة_ هم عشيرة عربية كنعانية حامية عند أعالي وادي الثرات، وجُعِلوا في التزوير اليوم شعباً هندوأوروبياً في أعالي الفرات شمال سوريا،

وأما فلشتيم التي صارت تترجم إلى كلمة (الفلسطينيين) فهم عشيرة من العرب المصريين سكان بلدة (مصر) في المنطقة نفسها وقد صاروا في التزوير شعوباً هندوأوروبية غير معروفة الأصل ضربت دولة الحثيين بدلاً من عشيرة الحثيين وبلاد وادي النيل بدلاً من بلدة مصر، وسكنوا أرض كنعان التي صارت في جنوب سوريا بعد التزوير.

4 _ ثمة فصائل وعشائر بدوية عربية أخرى كثيرة في المنطقة نفسها لا نجد ثمة داعياً لاقتفاء آثارها،

بل حسبنا أن نشير هنا إلى ما تركه لنا الملك سرجون الثاني من كتابة يذكر فيها كيف قام بحملة تأديبية على (ملوك ) تلك العشائر والمحطات جاء فيها أنه: (في السنة السابعة من حكمه أدّب ثمودي وعباديدي ومارسيماني وحيافة وهزمهم) ثم يذكر بعد هذا الخبر أنه تلقى الجزية من (سمسي) ملكة عريبي، ومن (فرعو) ملك مصر، ويعلّق الدكتور جواد علي على ذلك فيقول: (ويتبين من أسماء المواضع والقبائل التي ذكرها سرجون أن تلك المعارك كانت قد وقعت في أرضين تقع في الشمال الغربي من جزيرة العرب)

لقد كان (ملوك) تلك العشائر في صراع دائم تقريباً من أجل الحصول على وكالة هذه المحطة أوتلك أولضرب أمن القوافل.

وقد اكتشف نص آخر في حران الآرامية في شبه جزيرة العرب يحكي فيه نبونيد ملك بابل عن حملته على ملوك تلك العشائر وتأديبهم ونقله لبعض الوكلاء والسكان وتعيين آخرين (وهذا هوعين ما سيحدث في محطة أورشليم عند أعالي الثرات ثم جرى نفخه وتهويله ودعي بالأسر البابلي لليهود كما سوف نرى في حلقة قادمة)
بعد هذا الرسم التوضيحي الموجز للخارطة السكانية والجغرافية لمنطقة الأحداث التوراتية بدءاً من إبراهيم صار في الإمكان الآن أن ننتقل بكل يسر إلى موضوع (العبرانيين) وإبراهيم.


أصل التسمية (العبرانية) ومكان العبور:

ومن أجل الحديث عن الظاهرة التي تعرف اليوم بـ ( العبرانية) نقول:

1 _ ليس ثمة لهذه الكلمة، بكل تسمياتها ومشتقاتها، أي ذكر في كل الآثار المكتشفة في أية بقعة من الوطن العربي.

2 _ إن لفظة (عابر) أو (عابرو) كانت تطلق على كل من يعبر وادي الثرات في شبه جزية العرب من البرية إلى قرى الكنعانيين في سفوح جبال غامد غرباً فيعبر مخاوض الماء ومنحدرات السيول الكثيرة بين جبال السراة وهي المقصودة في النص التوراتي بكلمة (يردن) التي هي بصيغة الجمع مغردها (يردو) وتعني المخاضة، السيل المنحدر، المسيل، مجمع ماء، وليس نهر الأردن في جنوب سوريا. وبالتالي فإن كلمة (النهر) أوعبارة (النهر الكبير) التي ترد كثيراً في أسفار التوراة ليس المقصود بها نهر الأردن بل نهر (الثرات) (الفرات في جزيرة العرب والذي اسم الفرات في سوريا هواستنساخ له) إن هذا (النهر الكبير) كما هوموصوف في الفصل السابع والأربعين من (نبوءة حزقيال) ينبع من جانب بيت المقدس، وينحدر غزيراً نحوالشرق إلى البرية محدثاً كثيراً من المستنقعات قبل أن يصب في البحر، ويوزع على جانبيه الخصب. فأي فرات هذا الذي ينبع من القدس في فلسطين ويتجه (شرقاً) عبر الصحراء ليصب في البحر ؟؟
3 _ إن كلمة (عابر) كانت تطلق إذاً على كل من يعبر تلك المخاضات، أفراداً كانوا أم جماعات، وإذا ما تم بصورة جماعية فإنما كان يعني شيئاً واحداً هو الغزو بالنسبة لأولئك السكان الزراعيين المستقرين في المنطقة الغربية، وهذا بالضبط هو ما حدث مع جماعة موسى. وأما إن يكون العابرون في شكل أسرة أوبضع أسر ضعيفة فينظر إليهم حينئذ كأضياف أولاجئين يستحقون الرعاية والحماية والإكرام، وهذا هو عين ما حدث مع إبراهيم وأسرته. وهذا وذاك هو بالضبط ما يجسد المعنى الحقيقي للكلمة كما ورد في القواميس العربية القديمة بكل تسمياتها

إذ نجد أن (عبر) تعني: اجتاز،اعتدى، حارب، كما تعني أيضاً ضاف، حل ضيفاً على، أي المعنى في اتجاهييه الكبير والصغير، الغزو والضيافة. ولما كانت كلمة (العابر) تطلق على كل من يعبر فإنها، بالتالي، لا تمثل ظاهرة شعوبية أولغوية أوحتى قبلية .

علاقة التسمية بإبراهيم:

أما كيف ارتبطت هذه التسمية بإبراهيم فلأن إبراهيم أبوسلسلة طويلة من الأنبياء العرب، ولذلك فقد قيض له من يحفظ سيرته أويدونها، وكان العبور إحدى العلامات البارزة في خط سير حياة ابراهيم .

ثم إن (إبرا) أو (إبرام) أو (عبرام) تعني في العربية القديمة (العابر) وفي اللهجتين السريانية الشرقية والعمورية الغربية كانوا يضيفون أحياناً الصوت (م) إلى نهاية الأسماء المفردة مثل (يحيو_يحيم . كلتو_كلثوم . ماري_مريم، إيلو_ إيلم . ملكو_ ملكم ... ) وكان الجمع في بعض لهجات شبه جزيرة العرب خاصةً يصاغ بإضافة (يم) إلى نهاية الأسماء مثل إيلو(رب) تصبح في الجمع إيلويم أوإيلوهيم، وهكذا فإن (إبرا) أو (إبرام) التي تعني العابر تصبح في الجمع إبرايم أو إبراهيم، وتعني العابرين أوبيت العابر.

وإذا ما عدنا إلى مدونات التوراة بهذا الاسم فإننا نعثر على ما يؤكد لنا صحة ذلك: لقد ظل إبراهيم يدعى في التوراة بهذا الاسم طيلة الفترة التي لم ينجب بها ولداً، وتحديداً حتى العبارات الأولى من الإصحاح السابع عشر من سفر التكوين، ثم ما إن يولد له إسماعيل حتى يتغير اسمه مباشرة من (إبرام) إلى (إبراهيم) لنقرأ في التوراة: (ولما كان إبرام ابن تسع وتسعين ظهر الرب لإبرام وقال له: أنا الله القدير، سر أمامي وكن كاملاً فاجعل عهدي بيني وبينك، وأكثّرك كثيراً جداً، فسقط إبرام على وجهه، وتكلم معه الله قائلاً: أما أنا فهوذا عهدي معك، وتكون أباً لجمهور من الأمم، فلا يدعى اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم) ومن هذه العبارة وحتى نهاية أسفار التوراة، أي منذ أن ولد له إسماعيل تحديداً، يرد الاسم بصيغة الجمع فقط (إبراهيم) أي العابرين أوبيت العابر، وإنه لمما يجدر بالملاحظة أيضاً أن هذا اللقب (العابر) أطلق على الرجل أثناء حياته فقط ولم يطلق على بنيه وأحفاده كما يزعم البعض فأولاد إسماعيل دعوا بالإسماعيليين، وأولاد يعقوب الذي هوإسرائيل، دعوا بالإسرائيليين. 

وهكذا يتضح لنا كيف أن لقب (العابر) كان يلحق بكل من يعبر، ولا علاقة لبني يعقوب (اسرائيل) بهم سواء بالنسب أوبغيره، وقد التصقت بإبراهيم أثناء حياته، وماتت معه بعد موته، وبالتالي فلم يبقَ من (العبرانيين) شيء غير الظاهرة العربية البدوية التي استمرت قبل إبراهيم وبعد إبراهيم باستمرار العبور. والعبور ليس ظاهرة اجتماعية منظمة وشعوبية أوعرقية أولغوية بل ظاهرة عفوية لا تخضع لأي شرط غير ظروف القائمين بها أفراداً أوجماعات وإن إبراهيم لم يكن له أي علاقة بمن يعبر يومياً، ولم يتزعم أحداً غير أهل بيته وبالتحديد امرأته سارة وابن أخيه لوط الذي ما لبث أن انفصل عنه لضيق المرعى بمواشيهما معاً كما تؤكد مدونات التوراة.

ومن هنا تسقط مقولة (الشعب العبراني) و (اللغة العبرانية) من منطق التاريخ إذا ما أريد لهذا التاريخ أن يكون علماً لا شعوذة، لا سيما وأن مدونات التوراة ذاتها تؤكد أن أولئك (العابرين) من البرية شرقاً كانوا يتكلمون بلهجتهم الآرامية قبل العبور ثم باللهجة الكنعانية (شفة كنعان) بعد العبور.

أما سبب عبور إبراهيم فهوكما يؤكد المؤرخون العرب جميعاً هروبه، وهوالموحد، من وجه نمرود بن كوش بن كنعان بن حام الوكيل على بابل (المحطة) على نهر كبار بعد أن رفض عبادة الأصنام التي دعاهم إليها نمرود فانتقل إلى حران مركز العشيرة، ولما رفض آزر أبو إبراهيم التخلي عن وثنيته هجره إبراهيم مصطحباً معه سارة وابن أخيه لوط إلى قرى الكنعانيين ثم إلى بلدة المصريين. يقول الطبري: (ثم مضى إبراهيم ولوط وسارة إلى مصر فوجدوا بها فرعوناً من فراعنتها هوسنان بن علوان بن عبيد بن عويج بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح).

فيتضح لنا مرة أخرى كيف أن مصر المقصودة إنما هي البلدة على طريق القوافل التي يحكمها وكيل من العرب العماليق لقبه فرعون، وكلمة فرعون تصغير (فرعو) في العربية القديمة و(فارع) في العربية الحديثة وتعني وكيل الملك، وكيل السلطان، وليست لقباً لملك مصر وادي النيل، والواو والنون للتصغير.

وقبل أن نختتم حديثنا حول العبرانيين وإبراهيم نذكّر بأن التراث العربي الإسلامي كله يؤكد أن مقام إبراهيم هو في شبه جزيرة العرب لا في فلسطين: ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه مقام إبراهيم)

وإن هاجر بعد أن ولدت إسماعيل طردتها سارة مع ابنها (ذهبت إلى وادٍ غير ذي زرع) قرب مكة وحين عطش إسماعيل وانتابته الحمى وسعت أمه هاجر بين جبلي الصفا والمروة تبحث عمن يحمل له شربة ماء صار ذلك السعي شعيرةً من شعائر الحج عند المسلمين، ثم تفجرت مياه زمزم: كل ذلك في شبه جزيرة العرب لا في فلسطين ....

المصدر : كتاب العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود.
الدكتور أحمد_داوود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر

ابحث في الارشيف

الدانة نيوز الصفحة الرئيسية

الدانة نيوز الصفحة الرئيسية
الدانة نيوز هي اداة اعلامية تشكل مدخلا لمعرفة ما يدور في العالم على جميع الاصعدة والمجالات

احدث الاخبار .. الشبكة الاعلامية

إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية

العالم الجديد

صفمة المقالات

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

مشاركة مميزة

ما هي الروح ... لا وجود للروح

ما هي الروح ... لا وجود للروح ما هي الروح من انتم لتفسروا ما هي الروح ؟؟ علق بعض السادة المحترمين على موضوع خرافة الروح وتاكيد...

تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع

اعلن معنا

سلايدر الصور الرئيسي

اعلان سيارات

اعلن معنا

اعلن معنا
معنا تصل لجمهورك

خدمات نيو سيرقيس

خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر ---
مؤسسة نيوسيرفيس سنتر ترحب بكم 

خدماتنا ** خدماتنا ** خدماتنا 

اولا : تمويل المشاريع الكبرى في جميع الدول العربية والعالم 

ثانيا : تسويق وترويج واشهار شركاتكم ومؤسساتكم واعمالكم 

ثالثا : تقديم خدمة العلاقات العامة والاعلام للمؤسسات والافراد

رابعا : تقديم خدمة دراسات الجدوى من خلال التعاون مع مؤسسات صديقة

خامسا : تنظيم الحملات الاعلانية 

سادسا: توفير الخبرات من الموظفين في مختلف المجالات 

نرحب بكم اجمل ترحيب 
الاتصال واتس اب / ماسنجر / فايبر : هاتف 94003878 - 965
 
او الاتصال على البريد الالكتروني 
danaegenvy9090@gmail.com
 
اضغط هنا لمزيد من المعلومات 

اهلا ومرحبا بكم

وكالة انباء الدانة – مؤسسة عربية مستقلة – متخصصة في الاعلام والعلاقات العامة

ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة




لقاء مع المفكر التوسي يوسف الصديق

* * * المفكر التوسي يوسف الصديق: المصحف عمل إنساني يختلف عن القرآن ويجب الإطاحة بالأزهر والزيتونة