الثقافة
الثقافة في اللغة العربية مصطلح شامل يدل على ما يمتلكه الإنسان من معارف وخبرات، وما لديه من دراية في أمور الحياة المختلفة، فالثقافة تجعل من الإنسان شخصًا فطنًا ويقظًا لكل ما يدور حوله، فهو يبحث ويطالع ويقرأ ويسأل ويُحضر المعلومة من عدة مصادر ويدرسها جيدًا من أجل الوصول إلى المعلومة الأدق منها، والثقافة ميزة من مميزات الشعوب، فلكل شعب ثقافته وموروثاته الثقافية التي تميزه عن الشعوب الأخرى وتمنحه هويته الاجتماعية الخاصة التي يحملها أبناؤه ويورثونها إلى أبنائهم.
الثقافة فلسفيًا
الثقافة في الفلسفة تعني العلاقة الجدلية ما بين الأعراف والفنون والعادات والتقاليد والموسيقى والتراث الغنائي والأخلاق التي يكتسبها الشخص من المجمتع الذي ينتمي له، وهي في الأصل ترتكز على عاملين مهمين أولهما الفرد نفسه ضمن المجموعة الكبيرة وهي المجتمع وكيف يجمع بين المعرفة المادية والمعنوية، والعامل الثاني وهو المعلومات النظرية التي يتوصل لها الإنسان من خلال القراءة والاطلاع.
خصائص الثقافة
- وجوب نشأة الثقافة في مجتمع بحيث تظهر انعكاسات هذه الثقافة على أفراده من حيث نمط التفكير والسلوكيات، فلا يُمكن أن يُطلق مصطلح ثقافة على شخص يعيش بمعزل عن مجتمع يرتبط معه بالعادات الاجتماعية واللغة والموقع الجغرافي.
- الثقافة قابلة للانتقال من شخص لآخر، فالثقافة ليست حكرًا على شخص دون غيره، بل هي ملك لجميع أفراد المجتمع، وتنتقل بشتى الوسائل، سواءً بالتقليد أو بالنقل الكلامي أو بكونها تشريعًا أو عُرفًا اجتماعيًا سائدً يطبق على الجميع دون استثناء.
- الثقافة قابلة للتوارث، إذ إن الأصل في الثقافة التوارث من جيل إلى جيل، فالعادات والتقاليد وحتى اللهجة والزي الرسمي والمناسبات والأعراف المختلفة كلها تندرج ضمن الثقافة، وقد وصلت إلى المجتمعات الحالية من الأجيال السابقة، مع العلم أن الثقافات تتميز بقابلية التعديل بما يتناسب مع الزمان والجيل الذي وصلت له، ولكنها في المجمل تبقى متمسكةً بأصولها.
- مستمرة عبر الزمن مهما تغيرت الظروف، لأن الثقافة موجودة وجودًا معنويًا داخل الفرد نفسه ولا يمكن نزعها منه بسهولة مهما حدث، وأكبر دليل على هذا أن الدول العربية على الرغم من تعرضها للاحتلال العثماني والانتدابات البرطانية والفرنسية والهيمنة الغربية إلا أنها ما زالت محتفظةً بكثير من أوجه الثقافة العربية القديمة.
مُعيقات التطور الثقافي
الثقافة من أهم سمات المجتمع، ولكنها أيضًا يجب أن تتطور بما يتوافق مع التطور السريع في العالم، وفي حال لم تواكب التطور كانت معيقًا للمجتمع وأصبحت عبئًا ثقيلًا عليه، ولعل أبرز ما يعيق التطور في الثقافة تمسك أبناء المجتمعات ببعض الموروثات ورفض تغيرها أو تعديلها بحجة أنها تراث لا يجوز المساس به، وكذلك الربط الخاطئ ما بين الثقافة والدين، فالكثيرين يعتقدون أن الأمور التي يراها المجتمع خاطئة أو واجبة هي كذلك في الدين مما يدفعهم إلى التمسك بها ورفض أي تعديل أو تغيير فيها مهما كان نوعه لأن نسبها للدين منحها قداسةً خاصةً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر