حواء لم تخلق من ضلع ادم
وردت آثار عن بعض علماء التفسير من الصحابة التابعين تفيد أن حـــواء خلقت من ضلع من أضلاع آدم ،من أجل ذلك كان عدد أضلاعه في جهة أقل منه في الجنب الآخر !!
ولما كانت مسائل بدء الخلق مما غابت عنا حقائقه فلا نعلم منها ولا نقول الا بما كان الخبر الصادق عليه دليلا، وجب علينا أن نتوقف في هذه المسألة وننظر ما ورد فيها .فنقول :
* لم يثبت عن الله ولا عن رسول الله ما يؤيد قصة ان حواء خلقت من ضلع ادم!
والقران وكلام الله يبرهن على خرافة ما يقوله ادعياء الدين النساخين للخرافات التوراتية
فالله عز وجل يقول :
} يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا{
وقوله: تعالى : [هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا]
و قول الله تعالى :{وأنزل لكم من الانعام ثمانية أزواج}
و قوله { ومن كل شيء خلقنا زوجين }
وما ينسب من حديث للرسول قوله عليه الصلاة والسلام (
"إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عِوَج"
فهذا القول لا يعني حرفيا ان المرأة خلقت من ضلع في صدر ادم "من ضلع" يقول تعالى : " خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (البقرة اية 37)
وقوله : و"الله الذي خلقكم من ضعف"
يعني كلام مجازي وليس حرفيا
لا يوجد دليل ..
1 - لا دليل من القرآن ولا السنة على صحة ان حواء خلقت من ضلع آدم البتة وكل ما ورد مصرحاً بذلك إما خبر حديث لا يصح أو خبر إسرائيلي حقق ذلك وخرجه الألباني وذهب لهذا الأرناؤوط.
2 - وهذه المسألة أنكرها من المعاصرين وادعوا أنه لا يوجد عليها دليل صريح كل من الألباني وسلمان العودة وأحمد ديدات وعدنان إبراهيم وغيرهم مع تباين طرق هؤلاء
3 - إنما صح أن النساء جميعهن خلقن عوجاوات في الطباع كالضلع ذهب لهذا المناوي الألباني والأرناؤوط.
4 - قوله تعالى: (من انفسكم ) وقوله: ( من انفسهم ) في الآيات التي استدل البعض بها على أن حواء خلقت من ضلع آدم إنما معناها من جنس انفسهم اي من نوعهم وصفتهم وهيأتهم
5 - ثم هو خطاب لبني آدم لا لزوجته كما هو ظاهر وإلا لزم من قال بهذا أن جميع النساء خلقن من أضلاع رجالهن وهذا لا يقوله عاقل.
معنى الجنس والنوع :
وفي معنى الجنس والنوع قال تعالى : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة : 128] اي من جنسكم ولا يقول أحد من ضلع آدم !
وعلمياً معنئ أن حواء خلقت من جزء من آدم أي أنها تمتلك خريطته الجينية كاملة وهذا يعني أنها ستكون ذكراً أيضاً!!
كما أن الآية التي يستدل بها، قال نفس واحدة ولم يقل جسم واحد وشتان بينهما!!
وقد تفسر الآية تفسيرات أخرى ولكن المفسرين تأثروا بالتوراة والإنجيل المحرفين في هذه المسألة،
وهي واضحة الدلالة على أن نفس حواء خلقت من نفس آدم وليس من جسمه، وهذا ليس بالضرورة أن جسم حواء خلق من جزء من جسم آدم، وليس هناك دليل قاطع على هذه المسألة بل دليل معقول مما يستلزم ردها
وماذا عن الحديث النبوي :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ» رواه البخاري..
قال الألباني بخصوص هذا الحديث : ( وقال الشيخ القاري في " شرح المشكاة " (3 / 460 ) : " أي : خُلقن خلقاً فيه اعوجاج ، فكأنهن خلقن من الأضلاع ، وهو عظم معوج ، واستعير للمعوج صورة ، أو معنى ، ونظيره في قوله تعالى : {خلق الإنسان من عجل ) " .
مبالغة في التشبيه
وقال الألباني والأرناؤوط فيما يتعلق بالقول ان المراة خلقت من ضلع في صدر ادم انما هو من اساليب المبالغة في التشبيه في لغة العرب كقوله تعالى: خلق الإنسان من عجل ) ولا يقول احد ان الإنسان مخلوق من عجل وإنما المراد خلق الإنسان كالعجل وليس في الحديث ذكر حواء ولا آدم فقول الرسول من ضلع هو من أساليب المبالغة في التشبيه
قال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه وتعليقه على كتاب رياض الصالحين للإمام النووي تحت هذا الحديث، قال: الكلام هنا على التمثيل والتشبيه كما هو مصرح في الرواية الثانية المرأة كالضلع، لا أن المرأة من ضلع آدم كما توهمه بعضهم، وليس في السنة الصحيحة شيء من ذلك.
انتهى كلامه
و الالباني ينفي الاحاديث التي نسبت للنبي عن خلق حوا من ضلع اعوج
رأي الألباني:
6499 (السلسلة الضعيفة)
حديث منسوب للنبي يقول : ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَخَرجتْ مِنْهُ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَانْتَزَعَ ضِلَعاً مِنْ
أَضْلَاعِهِ فَخَلَقَ مِنْهَا حَوَّاءَ ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهَما الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
قال الالباني : هذا حديث منكر جداً .
أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (3/206/2) ، وأبو الشيخ في
"العظمة" (5/1553/1015) من طريق مُحَمَّد بْن شُعَيْبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ... فذكره . وعلقه ابن منده في "التوحيد" (1/211) ،
ووصله ابن عساكر في "التاريخ" (2/624) من طريق أخرى عن محمد بن شعيب ... به .قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛
عبدالرحمن بن زيد بن أسلم : متفق على تضعيفه ، واتهمه بعضهم ، وهو صاحب حديث توسل آدم بالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهو موضوع ؛ كما تقدم في المجلد الأول برقم (25) ، وانظر الحديث (333) .
وقد خالفه هشام بن سعد ؛ فقال : عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة به وأتم منه دون قوله : "وانتزع ضلعاً ... فخلق منها حواء " رواه الترمذي وصححه وكذا الحاكم ووافقه الذهبي ، وهو مخرج في "ظلال الجنة" (1/91/2069) ،
وقال الترمذي :
"وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
قلت وأخرج بعضها عنه وعن غيره من الصحابة مرفوعاً وموقوفاً السيوطي
في "الدر المنثور" (141 - 143) .
نعم قد جاءت هذه الزيادة عن جمع من الصحابة موقوفاً من طريق أسباط بن نَصْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ بْنِ شُرَاحَبِيلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُو :
" أُخْرِجَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَلُعِنَ ، وَأُسْكِنَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قَالَ لَهُ :
{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } ، فَكَانَ يَمْشِي فِيهَا وَحْشِيّاً لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ
إِلَيْهَا ، فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ ، وَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ
ضِلْعِهِ ، فَسَأَلَهَا : مَا أَنْتِ ؟ قَالَتِ : امْرَأَةٌ . قَالَ : وَلِمَ خُلِقْتِ ؟ قَالَتْ : لِتَسْكُنَ إِلَيَّ... "الحديث .
أخرجه ابن منده في "التوحيد" (1/213 - 214) ،
وقال :"أَخْرَجَ مُسْلِمُ عَنْ مُرَّةَ ، وَعَنْ السُّدِّيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ حَمَّادٍ ، وَأَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ فِي "كِتَابِهِ" ، وَهَذَا إِسْنَادٌ ثَابِتٌ "! كذا قال ! وأسباط مختلف فيه ، وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق كثير الخطأ ، يغرب".
فهو إسناد ضعيف ، مع كونه موقوفاً ، فكأنه من الإسرائيليات ، وقد روى ابن سعد (1/39) وغيره عن مجاهد في قوله تعالى : {وخلق منها زوجها} ، قال : "خلق (حواء) من قُصَيْرى (1) آدم ".
وذكر ابن كثير في "البداية" (1/74) عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أنها خلقت من ضلعه
الأقصر الأيسر وهو نائم ، ولأمَ مكانه لحماً . وقال :
"ومصداق هذا في قوله تعالى ... " فذكر الآية مع الآية الأخرى : { جَعَلَ
مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا ... } الآية ،
لكن الحافظ أشار إلى تمريض هذا التفسير في شرح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " استوصوا بالنساء [خيراً ] ، فان المرأة خلقت من ضلع ..." (2) ؛ فقال (6/36 :
"قيل : فيه إشارة إلى أن (حواء) خلقت من ضلع آدم الأيسر ... "
وقال الشيخ القاري في "شرح المشكاة" (3/460) :
"أي خلقن خلقاً فيه اعوجاج ، فكأنهن خلقن من الأضلاع ، وهو عظم معوج ، واستعير للمعوج صورة ، أو معنى ونظيره في قوله تعالى : {خلق الإنسان من عجل} ".
جاء الحديث بصيغة التشبيه في رواية عن أبي هريرة بلفظ : "إن المرأة كالضلع ... ". أخرجه البخاري (5184) ،ومسلم (4/17 ،وأحمد (2/428 و 449 و 530) وغيرهم من طرق عن أبي هريرة ، وصححه ابن حبان (6/189/4168 - الإحسان) .
وأحمد أيضاً (5/164 و6/279) وغيره من حديث أبي ذر ، وحديث عائشة رضي الله عنهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر