كان أغلب المعبودات المصرية تمثل ظواهر طبيعية أو اجتماعية، وكان الآلهة بوجه عام يتسمون بالمحايثة في هذه الظواهر، أي أنهم متوحدين بالطبيعة.
وشملت هذه الظواهر أماكن وأشياء وقوى ومفاهيم مجردة. فقد كان الإله شو مثلًا هو إله الرياح، أما مرت سجر فكانت لا تراقب إلا جبانة طيبة، بينما كانت الإلهة سيا تجسيدًا لمفهومًا مجردًا هو "الإدراك".
وكثيرًا ما كانت الآلهة الرئيسة تشغل أدوار عديدة وتجسد أنواعًا مختلفة من الظواهر؛ فعلى سبيل المثال كان خنوم هو رب جزيرة فيلة الواقعة في وسط نهر النيل، والذي كان شريان حياة الحضارة المصرية، كما كان يعزى لخنوم كذلك الإتيان بفيضان النيل السنوي الذي كان يعمل على تخصيب الأرض الزراعية المصرية، وربما كانت قوته المانحة للحياة سببًا في الاعتقاد بأنه نفخ الروح في جميع الكائنات الحياة، بعد أن خلق أجسادهم من صلصال على عجلة خزف.
وكان بعض الآلهة يشتركون في الدور تفسه في الطبيعة، فلقب إله الشمس مثلا تقاسمه رع وأتوم وخبري وحورس وغيرهم من المعبودات. ولكن على الرغم من تباين أدوار الآلهة، فقد جمعتهم مظلة واحدة هي الحفاظ على ماعت، أي النظام الكوني، وهو لب الديانة المصرية القديمة وكانت تجسده إلهة بالاسم نفسه. وعلى النقيض، مثل بعض الآلهة اختلال ماعت، وأبرزهم أبوفيس، إله الفوضى الذي يخشى إتيانه على نظام الكون، بينما لم يكن للإله ست دورًا محددًا، فهو عدو الفوضى ومصدرها في آن واحد
المرجع /
Allen، James P. (Jul/Aug 1999). "Monotheism: The Egyptian Roots". Archaeology Odyssey 2 (3).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر