اليوم السابع : كتب محمد عبد الرحمن
واحد من أشهر المعتقدات التى ارتبط بها كثير من الأساطير والحكايات الشعبية هو "خاتم سليمان" الذى منحه الله لنبيه سليمان وفيه الكثير من القدرات الخاصة، أبرزها التحكم فى "الجن".
وبحسب المعتقدات اليهودية فإن الخاتم كان يملكه النبى سليمان، الذى أعطاه الله القدرة على قيادة الشياطين (أو الجن)، والحديث مع الحيوانات، واستعمل هذا الرمز شعارا لعدة دول إسلامية فى الأناضول مثل إمارة قرمان وإمارة قندار، وهو عبارة عن نجمة خماسية أو سداسية على غرار نجمة داود، كما يعتقد البعض أن الخاتم به قوى سحرية ومصدر مهم يعبر عن التقاليد اليهودية.
وورد فى "التلمود" ما يفيد أن النبى سليمان كان لديه خاتم منقوش عليه الاسم الأعظم، الذى انقاد بتأثيره كل الإنس والجن والغيلان والحيوانات، بكل أنواعها لسليمان، فسخرها لنفسه وقوى بها مملكته حتى اغتر بجلالة ملكه فاستكبر، وهذا ما يرق الرب يهوه، فكان أن سرق أحموديس – كبير الجن- خاتمه وتشكل فى صورته وتمكن من الجلوس على العرش، وبعدما هرب الملك سليمان وبينما كان يصطاد سمكه وجد فى بطنها الخاتم، وفى طرفة عين وصل أورشليم وقتل الجنى واعتلى العرش مرة أخرى.
ويذكر كتاب "أعجب الأساطير" لـ عصام عبد الفتاح، خاتم سليمان حسب أساطير القرون الوسطى والمعتقدات الخاصة باليهود والمسيحيين والمسلمين، هو خاتم سحرى كان مملوكا من طرف الملك سليمان، الذى أعطاه القدرة على قيادة الجن أو الحديث مع الحيوانات.
هل تتخيلوا هذه الخرافة ؟؟
ومن الأساطير التى ذكرت عن هذه الخاتم أنه فى يوم من الأيام خلع النبى سليمان خاتمه من يده، وطلب من زوجته أن تحفظه حتى يدخل الخلاء ليقضى حاجته، فأتى لها الشيطان بصورة سليمان، وطلب منها الخاتم، فأعطته إياه وعندما خرج سليمان من الخلاء طلب استرداد الخاتم من زوجته، فوقع فى نفسها أن الشيطان يريد أن يخدعها، حيث إنها اعتقدت أنها أعطته بالفعل لسليمان، وهكذا تم طرده من البلاد فعمل صيادا، ثم أراد الله أن يفقد الشيطان هذه الخاتم فوقع فى الماء، وابتلعته سمكة، وبينما كان سليمان ذات يوم يصطاد، إذ اصطاد سمكة، ففتح بطنها لينظفها ويأكلها، فوجد الخاتم، فلبسه وذهب وطرد الشيطان من قصره وعاد له ملكه.
ويوضح كتاب "العجائبى فى السرد العربى القديم" أن أغلب الأشياء العجائبية المترتبطة بالخواتم والخرز، تستمد مرجعيتها من خاتم النبى سليمان، وهو الخاتم الذى نسجت حوله المخيلة الشعبية العديد من الخرافات والأساطير، باعتبار أنه خاتم نبى، وأن قوته مستمدة من قوة الاسم الإلهى الخفى الساكن فيه.
بالنسبة للمعتقد الإسلامى، فهناك العديد من الاحاديث التى تناولت ذكر الخاتم، لكن يبقى أغلبها ضعيف السند، فوفقا لموقع إسلام ويب، مما ورد فيه ما رواه ابن ماجة فى سننه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَعَصَا مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا، وَتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتِمِ، حَتَّى أَنَّ أَهْلَ الْحِوَاءِ لَيَجْتَمِعُونَ، فَيَقُولُ: هَذَا يَا مُؤْمِنُ, وَيَقُولُ هَذَا: يَا كَافِرُ. قال عنه الألباني: ضعيف.
ومنه ما جاء فى سنن الترمذى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسَى, فَتَجْلُو وَجْهَ المُؤْمِنِ, وَتَخْتِمُ أَنْفَ الكَافِرِ بِالخَاتَمِ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الخُوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُ: هَذَا يَا كَافِرُ, وَهَذَا يَا مُؤْمِنُ. قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وقال الألباني: ضعيف.
وقال العلماء أن هذه القصة أحدى خرافات التى تناقلتها أجيال بنى إسرائيل، وهى غير صحيحة، والهدف منها هو تضليل الناس عن الحقيقة، وإفشاء حالة من الجهل بين الناس، والتشكيك فى عصمة أنبياء الله –سلام الله عليهم أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر