2020-06-04
يبقى الإنسان هو الإنسان مهما غنم من العلم والحضارة، ومهما تقدم واتسعت مداركه. فالإنسان جُبِل على نزعات لا يمكنه التخلص منها، إنما يستطيع أن يحجّمها داخله أو على أقل تقدير يتظاهر بسيطرته عليها، والعنصرية مثال جيد مع تصاعد الأحداث التي أججتها العنصرية القميئة في أميركا هذه الأيام، علماً بأن التمييز يشمل الدين والطائفة والعرق والجنس (الجندر) ولا يتوقف عند اللون فقط.
ليس الانتهاك الأول الذي يمارسه شرطي أبيض ضد ذوي الأصول الأفريقية في أميركا، فبمجرد استخدام أي محرك بحث عن هذه الممارسات في أميركا سوف تجد مئات النتائج، لكن جريمة الاعتداء على جورج فلويد الذي ينحدر من أصول أفريقية لم تمر كما مر غيرها من ممارسات، حيث تلقفتها كاميرات أجهزة الشهود في مسرح الجريمة، ومالبثت أن عمت أصقاع العالم ووسائل الإعلام في كل مكان. فالشرارة كانت ورقة عشرين دولار مزورة والنتيجة احتجاجات أدت إلى فوضى عارمة وأعمال عنف ونهب بدأت في مكان صغير بمحيط مدينة مينابولوس في ولاية منيسوتا ثم امتدت إلى عدة ولايات لتتسع رقعتها وتشمل أكبر الولايات مساحة وأكثر المدن تأثيراً وحجماً كمدينة نيويورك والعاصمة واشنطن ولا تزال الأحداث في تصاعد حتى كتابة هذا المقال.
ويتساءل البعض: هل ما يحدث في أميركا يتعلق بالقيم الإنسانية ونبذ العنصرية؟ وهل هي ثورة ضد الظلم بعد أن لفظ فلويد أنفاسه تحت ركبة «ديريك شوفين»، الضابط الأبيض الذي تعامل بعنجهية مع بلاغ ضد فلويد؟ أم أن ما يحدث الآن هو أعمال هوجاء بلطجية أخرجت أسوأ ما في نفوس البشر من وحشية وإجرام حين أتاح لهم غياب الأمن وفوضى الشوارع السرقةَ والنهب وترويع الآمنين؟
المريع حقاً أن الاحتمال الثاني هو الأقرب للواقع في بلد كان يتباهى بقيم الإنسانية والمساواة والتحول من تاريخ عنصري قاتم إلى ملجأ المهاجرين حول العالم، ولا لوم هنا على التشريعات ومستوى الأمن وحقوق البشر في أميركا، فالعنصرية والشغب والتوحش هي من طبائع البشر حين تغيب الشرائع وتعم الفوضى وتنتهك القوانين، فلا ضابط للنزعات البشرية سوى التشريعات، والتي قد تحرقها شرارة تبدو إنسانية في إرهاصاتها لتتطور وتكشر عن أنياب النفوس المتوحشة، وهذا بحد ذاته حقيقة أليمة!
لكل محنة مستثمرون ولكل حادثة تجارها، وهم تجار الأزمات الذين لم يتوانوا عن توظيف العنف وتصاعد الاحتجاجات لصالحهم، فـ«الديمقراطيون» في الولايات المتحدة يستعدون لخوض معركتهم الانتخابية المقبلة في ظل جائحة متفاقمة، واقتصاد لم يتعافَ ووعود انتخابية قد لا تتحقق مع تراكم الأزمات التي خلّفها فيروس كورونا.. لكن موقفهم من الاحتجاجات المتزايدة هو موقف ينم عن استثمار انتهازي للأزمة؛ فالإعلام اليساري بكل مؤسساته ومصادره، سواء المقروء منه أو المرئي، يستغل هذه الأزمة للإطاحة بالحزب الجمهوري ولعرقلة الفرص أمام فوز الرئيس ترامب، لذا فالتأزيم الحاصل من قبل «الديمقراطيين» والتصريحات المؤججة تجاه الفوضى وأعمال الشغب هي تحريض متعمد بمعايير لا أخلاقية ومسوغات لا إنسانية وقودها البشر، وأهم محركاتها تعبئة الكوامن الوحشية لديهم غير مكترثين بالأمن القومي في سبيل تحقيق التمكين السياسي والفوز بالانتخابات، وهذا وجه آخر للتوحش البشري الآنف ذكره. وهنا يجب التنويه إلى أن ما يحدث في أميركا هو قضية كان بالإمكان احتواؤها لولا المماحكات الانتخابية. لكنها سوف تنطفئ بشكل أو بآخر، إما بالخطب المهدئة أو بـ«صناديق الاقتراع» بعد ستة أشهر من الآن!
ليس الانتهاك الأول الذي يمارسه شرطي أبيض ضد ذوي الأصول الأفريقية في أميركا، فبمجرد استخدام أي محرك بحث عن هذه الممارسات في أميركا سوف تجد مئات النتائج، لكن جريمة الاعتداء على جورج فلويد الذي ينحدر من أصول أفريقية لم تمر كما مر غيرها من ممارسات، حيث تلقفتها كاميرات أجهزة الشهود في مسرح الجريمة، ومالبثت أن عمت أصقاع العالم ووسائل الإعلام في كل مكان. فالشرارة كانت ورقة عشرين دولار مزورة والنتيجة احتجاجات أدت إلى فوضى عارمة وأعمال عنف ونهب بدأت في مكان صغير بمحيط مدينة مينابولوس في ولاية منيسوتا ثم امتدت إلى عدة ولايات لتتسع رقعتها وتشمل أكبر الولايات مساحة وأكثر المدن تأثيراً وحجماً كمدينة نيويورك والعاصمة واشنطن ولا تزال الأحداث في تصاعد حتى كتابة هذا المقال.
ويتساءل البعض: هل ما يحدث في أميركا يتعلق بالقيم الإنسانية ونبذ العنصرية؟ وهل هي ثورة ضد الظلم بعد أن لفظ فلويد أنفاسه تحت ركبة «ديريك شوفين»، الضابط الأبيض الذي تعامل بعنجهية مع بلاغ ضد فلويد؟ أم أن ما يحدث الآن هو أعمال هوجاء بلطجية أخرجت أسوأ ما في نفوس البشر من وحشية وإجرام حين أتاح لهم غياب الأمن وفوضى الشوارع السرقةَ والنهب وترويع الآمنين؟
المريع حقاً أن الاحتمال الثاني هو الأقرب للواقع في بلد كان يتباهى بقيم الإنسانية والمساواة والتحول من تاريخ عنصري قاتم إلى ملجأ المهاجرين حول العالم، ولا لوم هنا على التشريعات ومستوى الأمن وحقوق البشر في أميركا، فالعنصرية والشغب والتوحش هي من طبائع البشر حين تغيب الشرائع وتعم الفوضى وتنتهك القوانين، فلا ضابط للنزعات البشرية سوى التشريعات، والتي قد تحرقها شرارة تبدو إنسانية في إرهاصاتها لتتطور وتكشر عن أنياب النفوس المتوحشة، وهذا بحد ذاته حقيقة أليمة!
لكل محنة مستثمرون ولكل حادثة تجارها، وهم تجار الأزمات الذين لم يتوانوا عن توظيف العنف وتصاعد الاحتجاجات لصالحهم، فـ«الديمقراطيون» في الولايات المتحدة يستعدون لخوض معركتهم الانتخابية المقبلة في ظل جائحة متفاقمة، واقتصاد لم يتعافَ ووعود انتخابية قد لا تتحقق مع تراكم الأزمات التي خلّفها فيروس كورونا.. لكن موقفهم من الاحتجاجات المتزايدة هو موقف ينم عن استثمار انتهازي للأزمة؛ فالإعلام اليساري بكل مؤسساته ومصادره، سواء المقروء منه أو المرئي، يستغل هذه الأزمة للإطاحة بالحزب الجمهوري ولعرقلة الفرص أمام فوز الرئيس ترامب، لذا فالتأزيم الحاصل من قبل «الديمقراطيين» والتصريحات المؤججة تجاه الفوضى وأعمال الشغب هي تحريض متعمد بمعايير لا أخلاقية ومسوغات لا إنسانية وقودها البشر، وأهم محركاتها تعبئة الكوامن الوحشية لديهم غير مكترثين بالأمن القومي في سبيل تحقيق التمكين السياسي والفوز بالانتخابات، وهذا وجه آخر للتوحش البشري الآنف ذكره. وهنا يجب التنويه إلى أن ما يحدث في أميركا هو قضية كان بالإمكان احتواؤها لولا المماحكات الانتخابية. لكنها سوف تنطفئ بشكل أو بآخر، إما بالخطب المهدئة أو بـ«صناديق الاقتراع» بعد ستة أشهر من الآن!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر