كيف أصبحت حرب المعلومات الإلكترونية أخطر أسلحة الصراعات؟
ترجمة كيو بوست عن موديرن دبلوماسي
بدأ مفهوم حرب المعلومات الإلكترونية بالظهور كتكتيك موجه بالتكنولوجيا من أجل الوصول إلى نفوذ معلوماتي يُسيطر عليه من جهة عليا. جرى تطوير هذه التقنيات إلى أحد أشكال القوة والسيطرة، كسلاح يوجه ضد هدف ضد العدو.
أوجدت أهمية المعلومات وضعًا أصبح فيه النفوذ عاملًا قويًا في الصراعات؛ إذ أصبح التلاعب بالمعلومات وظيفة أساسية في الحروب.
تقوم حرب المعلومات الإلكترونية على العثور على المعلومات ثم استخدامها كسلاح أساسي في تحقيق الأهداف. وبما أن الخداع يقوم على الحد من الوصول إلى المعلومات الصحيحة، فإنه شرط أساسي لنجاح حرب المعلومات، بجميع مستوياتها التكتيكية والتشغيلية والإستراتيجية.
وتُعرف العقائد العسكرية حول العالم التضليل على أنه تلك الإجراءات التي تنفذ من أجل تضليل متعمد لصانعي القرار عند العدو، فيما يتعلق بالقدرات العسكرية والعمليات الجارية، مما يؤدي إلى اتخاذ الخصم لإجراءات محددة، تساهم في تحقيق أهداف الطرف الذي يقوم بالتضليل.
وبحسب سلاح الجو الأمريكي، فإن حرب المعلومات هي عمليات التأثير في بيئة المعلومات، التي تشمل الحروب في الشبكات، والحروب الإلكترونية، بهدف تحقيق الخداع العسكري والتأثير في نفسية العدو، بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي، أو أية تقنيات أخرى. كل هذه الأنشطة تهدف إلى التأثير في عقل الخصم وسلوكه بطريقة تفيد المهاجم.
يجري استخدام هذه الأدوات من أجل تحقيق تفوق في المعلومات، أي من خلال دفع العدو إلى تصديق ما يريده المضلِّل من معلومات، بما فيها أن يقنع العدو بتفوقه عليه، وبأن عيوب العدو ذاتها يمكن أن تؤدي إلى خسارته في الحرب. في الخلاصة، الاستفادة من المعلومات كسلاح في الهجوم هو الهدف الذي ترغب حروب المعلومات بالوصول إليه.
الأهداف التي يمكن استخدامها بالاستفادة من حرب المعلومات تنقسم إلى 6 فئات هي: التمويه، والإبهار، والالتفاف حول الحقيقة، واختراع حقائق جديدة، والتشويش على الخصم، والمحاكاة للخصم. تهدف هذه العمليات إلى تضليل العدو عن طريق التلاعب به وتشويه الأدلة وتزييفها، وبالتالي تقديم صورة مخالفة للواقع، بما يؤثر على حالته النفسية.
في حالة الدفاع، تختلف أهداف حرب المعلومات، لكنها تحمل المفاهيم نفسها:
- أمن العمليات: دفع العدو إلى عدم إدراك حقيقة تحركاتك.
- مكافحة الخداع: التقليل من تأثير الأنشطة الخداعية للعدو.
- الدعاية المضادة: التقليل من العمليات النفسية التي تحاول تهديدك، عبر التصدي لآثار رسائل العدو.
تعتبر العمليات المشمولة ضمن حرب المعلومات عمليات سرية في كثير من الدول، على اعتبار خطورة هذا النوع من العمليات، ودورها الأساسي في ترجيح كفة إحدى جهات النزاع.
وبقدر ما تستطيع الدول الحفاظ على بياناتها، واستخدام بيانات الآخرين في تحقيق أهدافها، بقدر ما سيأخذ الخداع الرقمي مكانًا أساسيًا في الصراعات المختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر