الحياة الاقتصادية في العصر الأموي

. . ليست هناك تعليقات:

الحياة الاقتصادية في العصر الأموي
تدهورت الحياة الاقتصادية في العصر الأموي، تدهوراً فظيعاً، فكانت جميع مرافقها مشلولة ومضطربة إلى أبعد الحدود، فالزراعة التي كانت العمود الفقري في البلاد قد ضعفت كثيراً، وذلك بسبب الفتن والاضطرابات الداخلية، وإهمال الدولة لمشاريع الري، وإصلاح الأرض والنظر في حاجات المزارعين. فنجم عن كل ذلك ارتفعت أسعار السلع وخلت معظم البيوت من حاجات الحياة، وأصبحت بطون الناس خاوية وأجسادهم عارية.
ترف الملوك الأمويين
انغمس ملوك الأمويين بالنعم والترف، فكان فتيانهم يرفلون بالقوهي(1) والعرشي كأنهم الدنانير الهرقلية(2)، وكان عمر بن عبد العزيز يلبس الثوب بأربعمائة دينار ويقول: ما أخشنه(3).
وروى هارون بن صالح عن أبيه قال: كنا نعطي الغسال الدراهم الكثيرة حتى يغسل ثيابها في إثر ثياب عمر بن عبد العزيز من كثرة الطيب – يعني المسك - الذي فيها(4).
وكان مروان بن أبان بن عثمان يلبس سبعة قمصان كأنها درج بعضها أقصر من بعض، وفوقها رداء عدني بألفي درهم(5).
وقد ذكر المؤرخون الكثير من الأخبار التي تدل على ترفهم الكبير وتلاعبهم باقتصاد الأمة وثرواتها وبعدهم عن تعاليم الإسلام السمحة العادلة.

هباتهم السخية للشعراء:
أسرف الملوك الأمويون الكثير من هباتهم للشعراء، فأجزلوا لهم العطاء ليقطعوا ألسنتهم وينطقوا بفضلهم. فالأحوص، شاعرهم، نال مرة مائة ألف درهم(6).
كما نال مرة أخرى عشرة آلاف دينار، ويشير إلى ثرائه من هبات الأمويين وعطاياهم فقال:
وما كان ميراثاً من المال متلد(7)
وما كان لي طارفاً من تجارة
ملأ الأرض معروفاً وجوداً وسؤدد
ولكن عطايا من إمام مبارك
وقال في مدح الوليد بن عبد الملك:
على ملكه مالاً حراماً ولا دم(8)
إمام أتاه الملك عفواً ولم يثب
ولياً وكان الله بالناس أعلم
تخيره رب العباد لخلقه
لبيعته إلا أجاب وسلّم
فلما ارتضاه الله لم يدع مسلماً
ويرهب موتاً عاجلاً من تشاءم
ينال الغنى والعز من نال وده
وغيث حيا يحيا به الناس مرهم
وإن بكفيه مفاتيح رحمة

يقول الشاعر إن من يتصل بالوليد ويكون من عملائه يخفي مساوئه وينشر فضائله متملقاً متكسباً، ينال الغنى والثراء العريض، وأما من ينصرف عنه، فإنه ينال الموت المعجل.

ومن الطبيعي أن نجد في كل عصر، وخاصة في عصر الإرهاب والتجويع، من يتملق للسلطان لينال الحظوة عنده فيكذب ويخادع ويصانع ليكسب لقمة عيشه..

والأخطل شاعر البلاط الأموي، وبصورة خاصة شاعر عبد الملك بن مروان.
روى أحد أساطين الأدب قال:
دخل الأخطل يوماً على عبد الملك بن مروان فمدحه بقصيدة عامرة الأبيات مطلعها
(خف القطين)
فأعجب بها الملك الأموي أيما إعجاب وقال للأخطل:
ويحك! أتريد أن أكتب إلى الآفاق أنك أشعر العرب،
فقال: أكتفي بقول أمير المؤمنين،
فخلع عليه وأمر بجفنة كانت بين يديه فملئت له دراهم، ثم أرسل معه غلاماً فخرج به وهو يقول: هذا شاعر أمير المؤمنين، هذا أشعر العرب.

قال الأخطل هذه القصيدة في عبد الملك بن مروان بعد فتحه العراق وانتصاره على مصعب بن الزبير، وفرض عليه موقفه السياسي أن يهجو أعداءه بني أمية، فقال:
أظفره الله، فليهنأ له الظفر
إلى امرئ لا تعدينا نوافله
خليفة الله يستسقي به المطر
الخائض الغمرة، الميمون طائره
ما إن يوازى بأعلى نبتها الشجر
في نبعة من قريش يعصبون بها
أهل الرَّياء وأهل الفخر إن فخرو
تعلو الهضاب وحلوا في أرومتها
إذا ألمت بهم مكروهة صبرو
حشد على الحق عيافو الخنا أنف
وأعظم الناس أحلاماً إذا قدرو
شمس العداوة حتى يستقاد لهم
لا جَدّ إلاَّ صغير، بعد، محتقر
أعطاهم الله جَداً ينصرون به
أبناء قوم، هم آووا، وهم نصرو
بني أمية قد ناضلت دونكم
عليا معد، وكانوا طالما هدرو
أفحمت عنكم بني النجار قد علمت

يقول الأخطل شاعر البلاط الأموي المتكسب بشعره:
إن الأمويين، حشد على الحق، وعداوتهم قاسية على من يتمرد عليهم. وقد ناضل الشاعر دونهم الأنصار وهم قبيلتا الأوس والخزرج الذين آووا النبي محمداً في يثرب لما هاجر من مكة.
ثم ويقول إنه بمدحهم هذا أسكت عنهم بني النجار وهم قوم من الأنصار ومنهم شاعر النبي حسان بن ثابت إنه شاعر يبيع كلامه بدنانير الأمويين وهمه الوحيد كسب المال ولا فرق عنده بين الحق والباطل. ولم يكتف بمدحهم بل تكفل أيضاً بهجاء أعدائهم.

ومن مدح الملوك إلى مدح الولاة، إلى مدح أكثرهم فجوراً وظلماً وغدراً، هو الحجاج بن يوسف الذي سفك الدماء وقتل الأحرار وهدم الكعبة ورماها بالمجانيق… هذا الوالي مدحه الأخطل بقصيدة عنوانها: (نور أضاء البلاد)، قال فيها:
خير البرية للذنوب غفور
أحيا الإله لنا الإمام فإنه
ظلم تكاد بها الهداة تجور
نور أضاء لنا البلاد وقد دجت
وأخو المكارم بالفعال فخور
الفاخرون بكل فعل صالح
أحداً إذا نزلت عليك أمور
فعليك بالحجاج لا تعدل به
أن ابن يوسف حازم منصور
ولقد علمت وأنت أعلمنا به
منه يجيء بها إليك بشير
وأخو الصفاء فما تزال غنيمة
وهذا أيضاً شعر تكسبي هم صاحبه كسب الميل ونيل الجوائز السنية من ملوك بني أمية وولاتهم.

هباتهم للمغنين والمطربين:
كما أجزل الأمويون العطاء للشعراء، فقد أغدقوا الجوائز على المغنين الذين توافدوا عليهم من شتى البلدان. فقد أعطى الوليد بن يزيد معبداً المغني اثني عشر ألف ديناراً(9). واستقدم جميع مغني ومغنيات الحجاز وأغدق عليهم الجوائز الكثيرة(10). من هؤلاء وفد على يزيد بن عبد الملك معبدٌ ومالك بن أبي السمح وابن عائشة فأمر لكل واحد منهم بألف دينار(11).
وطلب الوليد المفتي يونس الكاتب فذهب إليه وغناه فأعجب بغنائه، فأجازه بثلاثة آلاف دينار(12). وهكذا كما ترى كانت تترفق ثروات الأمة الإسلامية على المغنين والمطربين والعابثين من أجل نزوات الملوك الرخيصة ورغباتهم الحقيرة. وذلك في وقت أخذ الفقر والبؤس فيه يشد على خناق المواطنين، ولم يعد للاقتصاد الإسلامي أي وجود في واقع الحياة العامة. ولا يخفى أن هذه صفات الحكم الدكتاتوري الذي يسير وراء الأهواء والعواطف ولا يتقيد أو دين أو أخلاق.

شيوع الغناء:
شاع الغناء في المدينة المنورة حتى أصبحت مركزاً له ومقصداً للمغنين والمغنيات من شتى البلدان. قال أبو الفرج الصفهاني: إن الغناء في المدينة لا ينكره عالمهم، ولا يدفعه عابدهم(13) وقال أبو يوسف لبعض أهالي المدينة: ما أعجب أمركم يا أهل المدينة، في هذه الأغاني، ما منكم شريف ولا دنيء يتحاشى عنها(14).

وكان العقيق إذا سال، وأخذ المغنون يلقون أغانيهم لم يبق في المدينة مخبأة، ولا شابة ولا شاب، ولا كهل إلا خرج ببصره ويسمع الغناء(15). ومن طريف ما ينقل أنه شهد عند عبد العزيز المخزومي، قاضي يثرب دحمان المغني الشهير لرجل من أهل المدينة على رجل من أهل العراق فأجاز القاضي شهادته وعدله، فقال له العراقي: إنه يغني ويعلم الجواري الغناء، فقال القاضي: غفر الله لنا ولك، وأينا لا يتغنى(16).

الغناء والرقص:
كانت تقام في يثرب والمدينة حفلات الغناء والرقص لأشهر المغنين والمغنيات، وربما كانت مختلطة بين الرجال والنساء، ولم توضع بينهما ستارة(17).

روى أبو الفرج قال: إن جميلة جلست يوماً، ولبست برنساً طويلاً، وألبست من كان معها برانس، ثم قامت ورقصت، وضربت بالعود، وعلى رأسها البرنس الطويل، وعلى عاتقها بردة يمانية، وعلى القوم أمثالها وقام ابن سريج يرقص، ومعبد، والغريدي، وابن عائشة، ومالك، وفي يد كل منهم عود يضرب على ضرب جميلة، ورقصها، فغنت وغنى القوم على غنائها، ثم دعت بثياب مصبغة، ودعت للقوم بمثل ذلك فلبسوا، وتمشت ومشى القوم خلفها، وغنت وغنوا بغنائها بصوت واحد(18). وكانت عائشة بنت طلحة تقيم احتفالات مختلطة من الرجال والنساء، وتغني فيها عزة الميلا(19).

تعلّم الغناء في يثرب:
كانت يثرب في عهد الأمويين تعج بالمغنيين والمغنيات وكن يقمن بدور فعال في تعليم الغناء للفتيان والفتيات، فانتشر الغناء وانتشر معه المجون والفساد. ومن المؤسف حقاً أن مدينة النبي (صلى الله عليه وآله) صارت في العصر الأموي مركزاً للحياة العابثة، وكان من المؤمل أن تكون مصدر إشعاع للثقافة الدينية ومركزاً هاماً للتطور الفكري والحضاري في العالم العربي والإسلامي، وإلا أن ملوك بني أمية انتزعوا منها هذه الظاهرة الكريمة وأفقدوها زعامتها السياسية والاجتماعية والدينية.

ويبدو أن تركيز الأمويين على تدفق الجواري وإشاعة الغناء في هذه المدينة بالذات القصد منه هو تلهي الشباب بهذه الأمور وإبعادهم عن المطالبة بالخلافة والحكم. فالمال لديهم، والجواري عندهم، ودور الغناء والرقص موجودة للتلهي وإضاعة الوقت، ولماذا الحروب والقيام بالثورة، هكذا كان يفكر الحكم الأموي.
إلا أنهم توهموا ذلك حيث قامت الثورات من كل جانب فكانت ثورة التوابين الذين ندموا أشد الندم على تركهم نصرة الحسين (عليه السّلام). وثورة المختار، وثورة ابن الزبير…

مجون الأمويين:
عاش ملوك بني أمية كالقياصرة والأكاسرة، حياة كلها لهو وعبث، فامضوا لياليهم بشرب الخمور وإقامة حفلات الغناء والرقص، وكان أول من آوى المغنين وشجع الغناء من بني أمية يزيد بن معاوية الذي بذل أبوه كل جهد حتى سلمه زمام الحكم. فقد كان يطلب المغنين والمغنيات من المدينة إلى الشام(20)، ويتجاهر بالفسق والفجور ويشرب الخمر علناً لا يخاف لا من ربه ولا من مجتمعه.

ومن مجانهم المعروفين الوليد بن يزيد الذي باع عقله للشيطان وعاش متهتكاً فاسقاً فارغاً من كل القيم الأخلاقية. طلب المغني المعروف ابن عائشة فغناه بصوت رخيم، فطرب الأمير الأموي على غنائه حتى فقد صوابه. فقال للمغني: أحسنت، أحسنت، ثم نزع ثيابه، فألقاها عليه، وبقي مجرداً إلى أن أتوه بمثلها، ووهب له ألف دينار، وحمله على بغله، وقال: اركبها بأبي أنت، وانصرف، فقد تركتني على مثل (المقلى) من حرارة غنائك(21).
ثم استقدم مغنياً آخر، عطرداً، ولما سمع منه أحد أصواته شق عليه حلة وشيء، ورمى في بنفسه في بركة من خمر، فما زال بها حتى أخرج كالميت سكراً، ولما أفاق قال لعطرد: كأني بك قد دخلت المدينة، فقمت في مجالسها وقعدت، وقلت: دعاني أمير المؤمنين، فدخلت عليه فاقترح علي فغنيته وأطربته، وشق ثيابه، وفعل، والله لئن تحركت شفتاك بشيء مما جرى فبلغني لأضربن عنقك، ثم أعطاه ألف دينار فأخذها وانصرف إلى المدينة(22).

ومن مجانهم أيضاً يزيد بن عبد الملك، فقد طلب ابن عائشة فلما مثل عنده أمره بالغناء، فغناه صوتاً طرب منه حتى ألحد في طربه، وقال لساقيه: اسقنا بالسماء الرابعة(23). هكذا أشاع هؤلاء الملوك الفسق والفجور في جميع أنحاء العالم الإسلامي وبصورة خاصة في يثرب للقضاء على قدسيتها، وما تتمتع به من مكانة مرموقة في نفوس المسلمين لكنهم فشلوا لأن كلمة الله هي العليا وأنصار الحق لا يهزمون مهما صادفوا من ظلم وجور وطغيان، بل حمدوا وجاهدوا وأعطوا دروساً في التضحية والفداء ما زالت مشاعل مضيئة على دروب المجاهدين.

المرجع ..
1- القوهي: الثوب من الخز الفاخر.
2- الأغاني، ج1، ص310.
3- طبقات ابن سعد، ج5، ص246.
4- الأغاني، ج9، ص262.
5- الأغاني، ج17، ص89.
6- الأغاني، ج9، ص172.
7- الأغاني، ج9، ص8.
8- الأغاني، ج1، ص29.
9- الأغاني، ج1، ص55.
10- الأغاني، ج5، ص111.
11- الأغاني، ج4، ص10.
12- الأغاني، ج4، ص400.
13- الأغاني، ج8، ص244.
14- العقد الفريد، ج3، ص233.
15- العقد الفريد، ج3، ص245.
16- الأغاني، ج6، ص21.
17- الشعر والغناء في المدينة ومكة، ص250.
18- الأغاني، ج8، ص227.
19- الأغاني، ج10، ص57.
20- الأغاني، ج8، ص343.
21- الأغاني، ج8، ص324.
22- الأغاني، ج3، ص226.
23- الأغاني، ج3، ص307.
كن مدون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى التكرم بالالتزام بقواعد حرية الراي وحقوق النشر

ابحث في الارشيف

الدانة نيوز الصفحة الرئيسية

الدانة نيوز الصفحة الرئيسية
الدانة نيوز هي اداة اعلامية تشكل مدخلا لمعرفة ما يدور في العالم على جميع الاصعدة والمجالات

احدث الاخبار .. الشبكة الاعلامية

إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية

صفمة المقالات

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

مشاركة مميزة

ما هي الروح ... لا وجود للروح

ما هي الروح ... لا وجود للروح ما هي الروح من انتم لتفسروا ما هي الروح ؟؟ علق بعض السادة المحترمين على موضوع خرافة الروح وتاكيد...

تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع

اعلن معنا

سلايدر الصور الرئيسي

اعلان سيارات

اعلن معنا

اعلن معنا
معنا تصل لجمهورك

خدمات نيو سيرقيس

خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر ---
مؤسسة نيوسيرفيس سنتر ترحب بكم 

خدماتنا ** خدماتنا ** خدماتنا 

اولا : تمويل المشاريع الكبرى في جميع الدول العربية والعالم 

ثانيا : تسويق وترويج واشهار شركاتكم ومؤسساتكم واعمالكم 

ثالثا : تقديم خدمة العلاقات العامة والاعلام للمؤسسات والافراد

رابعا : تقديم خدمة دراسات الجدوى من خلال التعاون مع مؤسسات صديقة

خامسا : تنظيم الحملات الاعلانية 

سادسا: توفير الخبرات من الموظفين في مختلف المجالات 

نرحب بكم اجمل ترحيب 
الاتصال واتس اب / ماسنجر / فايبر : هاتف 94003878 - 965
 
او الاتصال على البريد الالكتروني 
danaegenvy9090@gmail.com
 
اضغط هنا لمزيد من المعلومات 

اهلا ومرحبا بكم

وكالة انباء الدانة – مؤسسة عربية مستقلة – متخصصة في الاعلام والعلاقات العامة

ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة




لقاء مع المفكر التوسي يوسف الصديق

* * * المفكر التوسي يوسف الصديق: المصحف عمل إنساني يختلف عن القرآن ويجب الإطاحة بالأزهر والزيتونة